استبق وزير الشباب والرياضة المغربي محمد أوزين اجتماعا مع مسؤولي الاتحاد الأفريقي لكرة القدم خلال أسابيع، حيث أكد أن بلده قرر وبشكل لا رجعة فيه تأجيل كأس الأمم المقررة على أرضه في يناير (كانون الثاني) المقبل بسبب تفشي وباء الإيبولا.
وقال أوزين الذي تقدم بلده بطلب التأجيل يوم الجمعة الماضي، ورفضه الاتحاد القاري السبت، ثم اتفق الطرفان على الاجتماع في المغرب في مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) للاتفاق على قرار نهائي بأنه «لا ينبغي المغامرة بأحد أهم عوامل نجاح البطولة وهو الحضور الجماهيري».
وبوفاة أكثر من 4 آلاف شخص بسبب الوباء القاتل في عدد من دول القارة تبدو الرغبة المغربية واضحة في تأجيل البطولة، ولو لأشهر، تنفيذا لتوصية من وزارة الصحة بالبلاد.
وقال أوزين: «قدمنا طلبا رسميا باسم الحكومة المغربية بعد أن كان هناك تشاور مع مسؤولي الاتحاد الأفريقي لكرة القدم لأننا نعتبر أنفسنا وجهين لعملة واحدة وليس هناك أي تصادم».
وأضاف: «لا ينبغي المغامرة بأحد عوامل نجاح البطولة وهو الحضور الجماهيري.. لو أقيمت البطولة في هذه الظروف فإن هناك تخوفات من عزوف بسبب التخوفات التي تنطلق من أرقام منظمة الصحة العالمية».
وتابع: «هناك تخوف آخر من عدم السماح لبعض اللاعبين بالحضور من طرف أنديتهم». ورفض أوزين التكهن بالمدة المقترحة للتأجيل، وقال إن هذا مرتبط بتقارير صحية.
وقال: «المدة مرتبطة بتقارير منظمة الصحة العالمية وبالحد من انتشار الفيروس الفتاك لأن صحة الأفارقة مسؤولية بالنسبة لنا».
لكن نور الدين البوشحاتي نائب رئيس مجلس اتحاد الكرة المغربي ورئيس لجنة المنتخبات الوطنية قال: «نتمنى ألا تتجاوز مدة التأجيل 6 أشهر في حال السيطرة على الوباء، كما أن الطقس في الصيف بالمغرب يكون مناسبا».
وتابع في تصريحات صحافية: «الأمر لم يحسم بعد حيث سنسعى لتدارسه بعناية فائقة وبشكل تشاركي من أجل اتخاذ القرار المناسب».
من جهته، حذر رئيس اللجنة الفنية بالاتحاد الأفريقي لكرة القدم من تحويل أهم بطولات القارة إلى حدث للمحليين إن جرى تأجيل كأس الأمم 2015 لفترة طويلة بسبب تفشي وباء الإيبولا في دولها.
ولم يسبق أن تأجلت كأس الأمم الأفريقية لمثل هذا السبب. ويفخر الاتحاد القاري على الدوام بانتظام بطولته التي انطلقت للمرة الأولى في 1957.
وقال محمد عبد المنعم (شطة) رئيس اللجنة الفنية بالاتحاد الأفريقي لكرة القدم إن البطولة إن تأجلت فستتحول إلى بطولة للاعبين المحليين بسبب تعارضها مع الأجندة الدولية.
وأبلغ شطة لاعب الأهلي المصري السابق: «لو حدث (تأجيل البطولة) فستكون بطولة للمحليين وليست بطولة أفريقيا المعروفة بقوتها ومكانتها».
وتابع: «الأزمة كبيرة جدا بسبب وجود مشكلتين كبيرتين أمام الاتحاد الأفريقي: الأولى هي سلامة الدولة المضيفة والثانية هي إقامة البطولة في موعدها».
غير أن شطة لا يرى التأجيل ممكنا لأكثر من أسبوعين بسبب ارتباط الأمر بالأندية الأوروبية التي يشارك لاعبوها في البطولة.
وقال: «يمكن تأجيل البطولة لأسبوع واحد أو لأسبوعين وهذا يتطلب اتصالات على مستوى عال مع الاتحاد الدولي (الفيفا) والأندية الأوروبية لتسمح للاعبيها بالحضور بعد هذين الأسبوعين لأنها في هذه الحالة ستقام خارج الأجندة الدولية. لو أجلت لأسبوع أو اثنين فيجب أن تكون هناك تفاهمات مع الأندية الأوروبية حتى تترك لاعبيها».
وتعاني الأندية الأوروبية بالفعل من موعد البطولة في منتصف الموسم حيث تضطر للتخلي عن نجومها الأفارقة لأكثر من 3 أسابيع.
لكن في الوقت الذي طلب فيه المغرب تأجيل البطولة، فإنه سمح لمنتخب غينيا باستضافة غانا في الدار البيضاء ضمن التصفيات الأفريقية يوم السبت الماضي بعد قرار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بمنع إقامة مباريات في غينيا.
وقال شطة: «الاتحاد الأفريقي بمكتبه التنفيذي ورئيسه (عيسى) حياتو حريص على الدولة المضيفة وسكانها وسلامتهم كما أنه حريص للغاية على إقامة أكبر بطولة أفريقية في موعدها المعروف».
من جهته، قال بادو الزاكي مدرب المغرب إن خبر طلب بلاده تأجيل استضافة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم بسبب تفشي فيروس الإيبولا في دول بوسط وغرب القارة نزل باردا كالثلج على الفريق الذي التقى كينيا وديا أمس الاثنين.
وأبلغ الزاكي الصحافيين: «عند سماع الخبر لأول مرة نزل علينا كقطعة ثلج حيث إننا كنا في قمة الاستعداد لهذه الدورة في ظل تركيز كبير وطموح يزداد كل يوم من أجل إسعاد المغاربة».
وأضاف: «إذا جرى إبقاء الموعد الأصلي فإننا نسير في الاتجاه الصحيح لكن لو تأجلت البطولة فإننا سنقوم بتغيير برنامج المباريات الودية حيث حينها نرغب في مواجهة البرازيل والأرجنتين وإيطاليا.
«نحن جاهزون لاستحقاقات كأس الأمم الأفريقية ونركز أكثر على استكمال الاستعداد ورفع درجة الثقة خلال اللقاءات الودية».
وسبق للزاكي أن قاد المغرب لنهائي كأس الأمم الأفريقية عام 2004 قبل الهزيمة أمام تونس صاحبة الضيافة. وهذه أفضل نتيجة للمغرب في البطولة القارية منذ أحرز لقبه الوحيد فيها عام 1976.
المغرب يواصل الضغط على الاتحاد الأفريقي لتأجيل «كأس الأمم»
شطة حذر من تحويل النهائيات إلى «بطولة محليين».. والزاكي: فوجئنا بالطلب
المغرب يواصل الضغط على الاتحاد الأفريقي لتأجيل «كأس الأمم»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة