رامي الحمد الله لـ «الشرق الأوسط»: نطالب العالم بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وليس مجرد حل أزمة غزة

أكد رفض كل أشكال الإرهاب.. «لكن عدم تطبيق الشرعية الدولية في فلسطين سيبقي المنطقة وسط تداعيات خطيرة»

رامي الحمد الله رئيس الوزراء الفلسطيني وعلى يساره توني بلير رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ومبعوث اللجنة الرباعية الدولية في المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة بالقاهرة أمس (أ.ب)
رامي الحمد الله رئيس الوزراء الفلسطيني وعلى يساره توني بلير رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ومبعوث اللجنة الرباعية الدولية في المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة بالقاهرة أمس (أ.ب)
TT

رامي الحمد الله لـ «الشرق الأوسط»: نطالب العالم بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وليس مجرد حل أزمة غزة

رامي الحمد الله رئيس الوزراء الفلسطيني وعلى يساره توني بلير رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ومبعوث اللجنة الرباعية الدولية في المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة بالقاهرة أمس (أ.ب)
رامي الحمد الله رئيس الوزراء الفلسطيني وعلى يساره توني بلير رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ومبعوث اللجنة الرباعية الدولية في المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة بالقاهرة أمس (أ.ب)

أعرب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله عن أمله في أن تشعر دول العالم بالمسؤولية تجاه قطاع غزة، كما طالبهم بالعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وليس مجرد حل مشكلة غزة، وإنما تكثيف الجهد من أجل إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال الحمد الله في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» قبل انطلاق أعمال مؤتمر إعادة إعمار غزة أمس إن «مصر هي سند الشعب الفلسطيني، وتحية لمصر العروبة، التي قدمت لها التحية من قطاع غزة على استضافتها لهذا المؤتمر المهم. وهذا الجهد الذي تقوم به مصر ليس من اليوم فقط، وإنما منذ زمن وهي تقف بجوار الشعب الفلسطيني، وبالتالي أقل شيء نقدمه لها هو التحية لشعب مصر وللرئيس عبد الفتاح السيسي».
ووصف رئيس الوزراء الفلسطيني المشاركة الدولية والعربية والإقليمية بالجيدة، مشيرا إلى أنه يتوقع الكثير لإعادة إعمار القطاع وتقديم المساعدات للمؤسسات وخاصة التعليم والصحة وكافة مناحي الحياة من الكهرباء إلى المياه، لأن جميع متطلبات الحياة في غزة شبه معطلة. وأضاف أن الحكومة الفلسطينية سوف تقوم بمهامها للإشراف على إعادة الإعمار باعتبارها مسؤولية وطنية، كما اعتبرها مسؤولية دولية تقع على عاتق كل دول العالم نظرا للخسائر الباهظة في الأرواح والمؤسسات والبنية التحتية.
وأضاف الحمد الله أن «هذا هو هدفنا من الآن فصاعدا، ولا نريد أن تقع كل عامين أزمة وحرب وتدمير ثم إعادة إعمار، وإنما نريد تطبيق المعايير الدولية على الشعب الفلسطيني. وهناك قرارات دولية صدرت منذ عام 1947 وحتى اليوم، ولم تطبق هذه القرارات الشرعية، بينما نجدها تطبق في كل دول العالم، وبالتالي نحن نطالب بتنفيذ القرارات الدولية التي صدرت في سياق حل الدولتين».
وحول رفض واشنطن لما ورد في خطاب الرئيس محمود عباس بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية، قال الحمد الله: «نحن ما زلنا نأمل أن تلعب الإدارة الأميركية الدور المنوط بها، وهي تستطيع أن تمارس دورا كبيرا وضغطا على إسرائيل حتى تلتزم بالشرعية الدولية وما صدر عنها من قرارات، ويجب أن تتحرك الإدارة الفلسطينية لإعمال هذا الحق الفلسطيني».
وردا على سؤال حول انشغال الإدارة الأميركية بالحرب على الإرهاب وتنظيم داعش دون النظر في أسباب الإرهاب الذي يمارس ضد الشعب الفلسطيني، قال رئيس الوزراء الفلسطيني: «لقد ذكرت أن العالم يطبق معايير مزدوجة، ونحن ضد الإرهاب أينما كان، ولكننا نعاني أيضا من ويلات الاحتلال الإسرائيلي وهو أقدم وأقوى احتلال في العالم، وحان الوقت لأن يتوقف وينتهي. وأعتقد أن جميع الدول التي تنادي بالحريات وحقوق الإنسان عليها أن تسعى من أجل هذا الحق للشعب الفلسطيني وقيام دولته».
وعما إذا كان الحل العادل للقضية الفلسطينية يعد جزءا من الحلول المطروحة لمواجهة الإرهاب، قال إن القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع في منطقة الشرق الأوسط؛ ودون التوصل لتسوية للقضية الفلسطينية ستبقى المنطقة تعاني من مشاكل وصراعات وتداعيات خطيرة.
وحول التكاليف المطلوبة لإعادة إعمار غزة، أوضح الحمد الله أنها تقدر بأكثر من 4 مليارات دولار، من بينها 414 مليون دولار لازمة من أجل الإغاثة الفورية و1.8 مليار دولار من أجل الإنعاش المبكر و2.4 مليار دولار من أجل إعادة إعمار غزة.
وتشير الخطة الفلسطينية إلى أن برنامج التكلفة المباشرة للإنعاش وإعادة الإعمار، يمثل تكلفة منفصلة عن الالتزامات القائمة المتعلقة بدعم ميزانية الحكومة، مشددة على أن استمرار دعم الميزانية الحكومية الحالية يمثل عنصرا أساسيا للحفاظ على الوظائف الحكومية في كل من غزة والضفة الغربية، وتلبية المسؤوليات القائمة على الحكومة لموظفيها والمواطنين، فضلا عن أن ضمان توفير الدعم للميزانية سيؤدي إلى استمرار الخدمات الصحية والتعليم، والطاقة الكهربائية والوقود والمياه، فضلا عن الحفاظ على الدعم الاجتماعي.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».