مصر تجاهلت دعوة إسرائيل لحضور مؤتمر إعمار غزة في القاهرة

وجهت الدعوة لتركيا وقطر وعدد من الوفود الأجنبية.. واشنطن تؤكد ضرورة مساهمة تل أبيب

مصر تجاهلت دعوة إسرائيل لحضور مؤتمر إعمار غزة في القاهرة
TT

مصر تجاهلت دعوة إسرائيل لحضور مؤتمر إعمار غزة في القاهرة

مصر تجاهلت دعوة إسرائيل لحضور مؤتمر إعمار غزة في القاهرة

ذكرت مصادر مطلعة أنه من المنتظر أن يفتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مؤتمر القاهرة الدولي حول فلسطين تحت عنوان: «إعادة إعمار غزة»، الذي ستستضيفه بلاده بعد غد الأحد، برعاية مشتركة مع الحكومة النرويجية، وبحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن).
وأشارت المصادر ذاتها إلى أنه لم توجه دعوة إلى إسرائيل لحضور المؤتمر، بينما وجهت دعوة إلى تركيا وقطر لحضور المؤتمر. وأضافت أن الرئيس السيسي سيلقي كلمة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، تعقبها كلمة للرئيس الفلسطيني أبو مازن، ثم كلمة أخرى لبان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، ثم جون كيري وزير الخارجية الأميركي، وكاثرين آشتون الممثل الأعلى للشؤون السياسية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، ونبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية، ثم محمد مصطفى نائب رئيس الوزراء وزير الاقتصاد الفلسطيني. وسوف تلي ذلك مداخلات لوزراء خارجية فرنسا، وإيطاليا، والأردن، ومبعوث اللجنة الرباعية الدولية توني بلير.
وكان السفير بدر عبد العاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، قد ذكر أنه تأكد حتى الآن مشاركة نحو 30 وزير خارجية، بالإضافة إلى أكثر من 50 وفدا من دول مختلفة، وممثلي نحو 20 منظمة إقليمية ودولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة والأجهزة الرئيسة ووكالاتها المتخصصة، مثل وكالة الأمم المتحدة للاجئين (أونروا)، وصندوق الأمم المتحدة الإنمائي، وصندوق الغذاء العالمي، وصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، فضلا عن صناديق وبنوك التنمية العربية والإسلامية. وسوف يعقد في ختام اليوم مؤتمر صحافي عالمي لعرض كل تفاصيل ونتائج المؤتمر.
من جهتها أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أول من أمس، أن على إسرائيل أن تساهم في إعادة إعمار قطاع غزة الذي دمر بعد حرب استمرت 50 يوما خلال الصيف، قبل انعقاد المؤتمر الدولي للمانحين الذي سيخصص لإعمار غزة، والذي سيعقد بعد غد في القاهرة.
وقالت جنيفر بساكي، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية: «نعتقد أن على إسرائيل أن تلعب دورا في إعادة إعمار غزة، وقد لاحظنا بارتياح أن الأمم المتحدة وإسرائيل والسلطة الفلسطينية اتفقوا على إجراءات تهدف إلى تسريع نقل مواد المساعدة إلى غزة، مع الأخذ بالاعتبار ضرورات إسرائيل الأمنية».
إلا أن بساكي لم توضح بشكل حاسم ما إذا كانت المساعدة الأميركية مرتبطة بضمانات حول وقف إطلاق نار دائم، يضمن عدم ذهاب الأموال هدرا في حال نشوب حرب جديدة. وقالت في هذا الصدد: «في وضع مثالي نود أن نرى اتفاقا على وسيلة للمضي قدما في وقف إطلاق نار مستديم يعالج المسائل البعيدة الأمد، بحيث لا نواجه النزاع المتكرر».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».