هنأ الرئيس فرنسوا هولاند مواطنه باتريك موديانو بمناسبة فوزه، أمس، بجائزة «نوبل» في الآداب، واصفا أعماله بأنها تستكشف دقة الذاكرة. وعندما اتصل بالكاتب ناشره أنطوان غاليمار ليزف إليه النبأ، رد موديانو بأنه سعيد جدا، لكنه عدّ الأمر «غريبا».
غاليمار، سليل دار النشر الباريسية العريقة ومديرها العام، قال إنه اتصل بموديانو لتهنئته، وقد رد بالتواضع المعهود عنه، بأنه يستغرب حصوله على الجائزة. وأضاف غاليمار أن المفاجأة كانت عميقة، وأن دار النشر تعيش يوما مدهشا.
ومنحت الأكاديمية السويدية، أمس (الخميس)، جائزتها الأرفع من نوعها إلى موديانو، ليكون الفرنسي الـ15 الذي ينال هذا التكريم. وقالت الأكاديمية في بيانها إن موديانو كرم بفضل «فن الذاكرة الذي عالج من خلاله المصائر الإنسانية الأكثر استعصاء على الفهم».
وأضاف السكرتير الدائم للأكاديمية بيتر أنغلوند للتلفزيون الحكومي السويدي أن عالم باتريك موديانو «عالم رائع، وكتبه تتحاور فيما بينها». كما ينظر إلى أعماله على أنها ساحة ثابتة للأحداث، لا يقع فيها أي تفصيل من باب المصادفة.
ويبلغ الكاتب الفرنسي الحائز على نوبل في الآداب للعام الحالي، 69 عاما. وتدور أعماله الأدبية حول باريس خلال الحرب العالمية الثانية، مع وصف لتداعياتها المأسوية على مصائر الأشخاص العاديين. كما يمتاز أسلوبه بالوضوح والبساطة، الأمر الذي جعل منه أديبا تصل كتبه إلى عامة الناس، وفي الوقت ذاته تنال القبول في الأوساط الأدبية.
وقال أنغلوند إن «كتب موديانو تتحدث كثيرا عن البحث؛ البحث عن الأشخاص المفقودين والهاربين، وأولئك الذين يختفون، وأولئك المحرومين من أوراق ثبوتية، وأصحاب الهويات المسروقة، وأبطال رواياته يكبرون بين عالمين، بين الظلام والنور، وبين الحياة في المجتمع والمصير الذي يحلمون به». وأضاف أن نصوصه ترسم صورا حية لباريس بدقة تحاكي الأعمال الوثائقية.
وقد نشر روايته الأولى سنة 1967، عندما كان في الـ22 من العمر، تحت عنوان «ساحة النجمة». وفي سنة 1972، نال جائزة الرواية الكبرى من الأكاديمية الفرنسية عن روايته «جادات الحزام»، وجائزة غونكور سنة 1978 عن «شارع المتاجر المعتمة»، فضلا عن الجائزة الوطنية الكبرى لمجمل أعماله سنة 1996. وله سيناريوهات كثيرة، ومحاولة أدبية مع الممثلة كاترين دونوف عن شقيقتها التي ماتت في سن مبكرة، وكلمات لأغانٍ فرنسية. وفي عام 2000 كان ضمن لجنة تحكيم مهرجان «كان» السينمائي. وقد تُرجمت رواياته إلى 36 لغة.
الفرنسي الحاصل على «نوبل» للآداب يرى فوزه «غريبا»
رئيس «غاليمار» قال إن فوز باتريك موديانو يوم مدهش لدار النشر
الفرنسي الحاصل على «نوبل» للآداب يرى فوزه «غريبا»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة