استبعاد الحكم روكي شهرا بعد قراراته المثيرة في قمة يوفنتوس وروما

الغرامات والإيقافات لم تمنع ردود الفعل الغاضبة ووصف النقاد البطولة الإيطالية بـ«المشوهة»

لاعبو روما يعترضون على الحكم روكي بعد احتسابه ركلة الجزاء الثانية المثيرة للجدل (أ.ف.ب)
لاعبو روما يعترضون على الحكم روكي بعد احتسابه ركلة الجزاء الثانية المثيرة للجدل (أ.ف.ب)
TT
20

استبعاد الحكم روكي شهرا بعد قراراته المثيرة في قمة يوفنتوس وروما

لاعبو روما يعترضون على الحكم روكي بعد احتسابه ركلة الجزاء الثانية المثيرة للجدل (أ.ف.ب)
لاعبو روما يعترضون على الحكم روكي بعد احتسابه ركلة الجزاء الثانية المثيرة للجدل (أ.ف.ب)

قررت جمعية الحكام الإيطاليين استبعاد الحكم جانلوكا روكي حتى نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل بعد قراراته التي أثارت ردود فعل غاضبة في الوسط الكروي الإيطالي، خلال قيادته مباراة القمة بين يوفنتوس وروما الأحد الماضي ضمن المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم، التي شهدت 3 ركلات جزاء مثيرة للجدل وبطاقات ملونة عدة.
وأوضحت جمعية الحكام الإيطاليين في بيان لها أن «اللاعبين على أرضية الملعب لم يحترموا قرارات الحكم».
وأضافت: «لا نرى مثل ما حصل في باقي البطولات الأوروبية، حيث يحترم اللاعبون قرارات الحكم. هذا أمر غير مقبول على الإطلاق».
وأشارت إلى أن فترة استبعاد الحكم هي للراحة حتى جري إعادة الأمور إلى نصابها، في وقت تستمر فيه المواجهة بين المنتقدين والمدافعين عن تحكيم السيد روكي بعد يومين من القمة النارية بين الناديين.
وقال الحكم روكي: «لم يقدم اللاعبون مساعدة كبيرة لي خلال المباراة، ولكن ضميري مرتاح».
وأثارت القرارات التحكيمية لروكي عاصفة من الانتقادات حول التحكيم والاتهامات له بمحاباة فريق «السيدة العجوز» حامل اللقب في السنوات الـ3 الأخيرة.
ونجح يوفنتوس في حسم قمته أمام وصيفه روما التي شهدت 3 بطاقات حمراء، بينها واحدة لمدرب روما الفرنسي رودي غارسيا، و3 ركلات جزاء مشكوك في صحتها، في تحقيق الفوز 3 - 2 وفض شراكة الصدارة مع فريق العاصمة الذي ابتعد عنه بفارق 3 نقاط.
وافتتح يوفنتوس التسجيل من ركلة جزاء احتسبها الحكم روكي بعد تردد للحظات، حيث أعلن في الوهلة الأولى ركلة حرة غير مباشرة بعدما لمست الكرة يد المدافع البرازيلي مايكون خلال وجوده في الحائط الدفاعي إثر ركلة حرة مباشرة انبرى لها المخضرم أندري بيرلو، وترجم تيفيز الركلة بنجاح، وطرد مدرب روما بسبب حركة بيديه عدها الحكم الرابع استهزاء بالتحكيم. في المقابل، أدرك روما التعادل عبر الأرجنتيني خوان إيتوربي بعد عملية هجومية منسقة، ثم تقدم من ركلة جزاء احتسبها الحكم عندما أعاق السويسري ستيفان لشتشتاينر القائد توتي داخل المنطقة، علما بأن الحكم روكي لم يكن في المكان المناسب لاحتساب الركلة، كونه كان إلى جانب الحكمين المساعد والخامس خارج الملعب إثر ركلة حرة من الجهة اليسرى. وبعدما تقدم روما 2-1، أدرك يوفنتوس التعادل عبر تيفيز من ركلة جزاء ثانية أيضا إثر عرقلة لاعب وسطه الفرنسي بول بوغبا عند حافة المنطقة من طرف لاعب الوسط البوسني ميراليم بيانيتش، ثم سجل هدف الفوز من تسديدة قوية على الطائر لمدافعه ليوناردو بونوتشي، كان خلالها لاعبان من يوفنتوس في موقف تسلل.
ووجه الحكم 6 بطاقات صفراء، وطرد مدافع روما اليوناني كوستاس مانولاس ومهاجم يوفنتوس الإسباني ألفارو موراتا.
وعد الحكم السابق في الكالشيو باولو كازارين الذي يشغل منصب رئيس لجنة التحكيم في الاتحاد الإيطالي، الخطأ الجسيم لروكي كان احتسابه ركلة الجزاء الأولى بحق مايكون، وقال في تصريح لإذاعة «إنشيو»: «إن أكبر خطأ ارتكبه روكي كان ركلة الجزاء ضد مايكون، الكوع يمكن استعماله لحماية الوجه، وهذا ما فعله اللاعب البرازيلي».
وأضاف: «كان القرار الصائب هو احتساب ركلة حرة غير مباشرة من خارج المنطقة، وهو ما قرره في الوهلة الأولى قبل أن يعود في قراره. على الأرجح، إن شيئا ما حدث أو أحد ما أثر في قراره. ربما الاحتجاجات أو أحد مساعديه، أو تردده؟»
وتابع أن «ركلة الجزاء كان لها تأثير كبير في قراراته فيما بعد، وزادت بنزينا على أجواء كانت قابلة للاشتعال أصلا».
ولخصت صحيفة «لا غازيتا ديلو سبورت» المواجهة بقولها إن المنافسة بين البطل ووصيفه تحولت إلى «العرض المرعب لروكي»، متهمة الحكم بإفسادها، فيما كتبت صحيفة «كورييري ديلو سبورت» في صدر صفحتها الأولى: «بطولة مشوهة».
لكن رئيس الاتحاد الإيطالي، كارلو تافيكيو، دعا الجميع إلى التخفيف من لهجتهم، ودعا الاتحاد الدولي «فيفا» إلى التعجيل بالإجراءات حتى يتمكن الحكام من الاستفادة من المساعدة التكنولوجية خلال اتخاذ قراراتهم.
وأثارت القرارات التحكيمية لمباراة القمة عاصفة من الانتقادات حول التحكيم والاتهامات له بمحاباة فريق «السيدة العجوز» حامل اللقب في السنوات الـ3 الأخيرة، لدرجة أن حارس مرمى يوفنتوس الفائز باللقاء وصفها بأنها «لا تصدق». أما بالنسبة إلى أسطورة روما وقائده فرانشيسكو توتي الذي أمضى 21 موسما مع فريق العاصمة، فصرح بكلمات نارية وقال: «القرارات التحكيمية المشكوك في صحتها التي اتخذها الحكم جانلوكا روكي أعادت إلى السطح المعتقدات القديمة التي تشير إلى استفادة يوفنتوس من محاباة الحكام له بشكل روتيني».
وقال توتي في تصريحات لقناة «سكاي»: «يجب أن تكون هناك بطولة خاصة بيوفنتوس لأنهم دائما ينجحون في تحقيق الفوز». ولكنه أكد متحسرا أن روما سيواصل المنافسة على اللقب، وقال: «لكن ذلك لن يغير أي شيئ، سننهي الموسم في المركز الثاني دائما. ولا هدف من الأهداف الـ3 التي سجلها يوفنتوس صحيح».
ورفض بيبي موراتا، المدير الرياضي ليوفنتوس صاحب 30 لقبا في الكالشيو، تصريحات توتي وقال: «إنها غير مقبولة»، وقال: «كل عام يشار بأصابع الاتهام إلى يوفنتوس بسبب حلقات غير واضحة، ولكنني أعتقد في واقع الأمر، وعلى طول الموسم، تصبح هذه الحلقات متوازنة».
وأضاف: «ألقابنا الثلاثة الأخيرة توجنا بها عن جدارة واستحقاق».
من جهته، قال بونوتشي: «كنا أقوياء، لم نستسلم، ومرة أخرى، أكررها، لكن في إيطاليا يوفنتوس هو الأقوى».
وفرض الاتحاد الإيطالي غرامات مالية على يوفنتوس وروما ومدرب الأخير الفرنسي رودي غارسيا، كما عوقب الفريقان بسبب رمي أنصارهما الألعاب النارية، بالإضافة إلى عدم انضباطهم في المدرجات وكذلك عدم التزام اللاعبين البدلاء على مقاعد الاحتياط.
وفرض الاتحاد الإيطالي غرامة مالية بقيمة 30 ألف يورو على يوفنتوس، و20 ألف يورو على روما.
أما مدرب روما غارسيا الذي طرد في الدقيقة 27 لسخريته من قرار الحكم جانلوكا روكي باحتساب ركلة الجزاء الأولى، حيث قام بحركة يعزف فيها الكمان، فغرم بـ5 آلاف يورو.
وأوقف مهاجم يوفنتوس الإسباني ألفارو موراتا مباراة واحدة بعد طرد ومدافع روما اليوناني كوستاس مانولاس الذي عوقب بمباراتين، لكونه هاجم المهاجم الإسباني بعد تدخل قوي بحقه.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT
20

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».