وزير إسرائيلي: عمليات الاستيطان في سلوان خطوة ذات أبعاد تاريخية

قال إنها تمكن من توفير أغلبية يهودية في المنطقة

وزير إسرائيلي: عمليات الاستيطان في سلوان خطوة ذات أبعاد تاريخية
TT

وزير إسرائيلي: عمليات الاستيطان في سلوان خطوة ذات أبعاد تاريخية

وزير إسرائيلي: عمليات الاستيطان في سلوان خطوة ذات أبعاد تاريخية

في خطوة توضح مدى الدعم الرسمي الإسرائيلي للمستوطنين، زار نفتالي بينت، وزير الاقتصاد الإسرائيلي، المنازل التي سيطر عليها المستوطنون في سلوان، وبارك عملية الاستيلاء التي قال إن لها «أبعادا تاريخية».
وأجرى بينت جولة على البيوت التي جرى الاستيلاء عليها في سلوان برفقة رئيس جمعية إلعاد الاستيطانية، وقال في أعقاب هذه الجولة «هذا الحدث ينطوي على أبعاد تاريخية. فلأول مرة منذ عام 1948 تتوفر أغلبية يهودية في هذه المنطقة».
وكان مئات المستوطنين قد استولوا، أول من أمس، على نحو 23 شقة سكنية لمقدسيين في سلوان القريبة من المسجد الأقصى، معلنين بناء بؤرة استيطانية جديدة، وهو الأمر الذي أدى إلى تفجير مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الشرطة الإسرائيلية أدت إلى حدوث إصابات بين الطرفين. وإثر عملية الاستيلاء اتهمت السلطة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية بدعم المستوطنين، وقالت إن «العدوان الإسرائيلي السافر على القدس والمسجد الأقصى لا يترك أي خيار أمام القيادة الفلسطينية سوى التوجه إلى المنظمات الدولية لمحاسبة إسرائيل على جرائمها وإجبارها على وقف الاستيطان».
إلا أن بينت رفض موقف السلطة، وقال إن المستوطنين أخذوا المنازل بطريقة قانونية وبالتنسيق مع السلطات.
وكانت عملية الاستيلاء على هذه البيوت قد جرت عبر التحايل، وذلك من خلال تسريبها إلى شركة خارجية. إلا أن تقريرا نشر في هآرتس عد العملية «نجاحا غير مسبوق لجمعية (إلعاد) الاستيطانية في السنوات العشرين الأخيرة، وقد غيرت بشكل ملحوظ هوية قرية سلوان، وحولتها من قرية عربية إلى حي مختلط في مركزها». وأوضح كيف استخدمت «إلعاد» شركة مسجلة في الولايات المتحدة، وهي شركة تحمل اسم «Kandel finance»، ويمثلها المحامي آفي سيغل الذي رفض الإدلاء بأي تفاصيل حول عملية «امتلاك» الشقق السكنية. وتسعى شركات إسرائيلية للسيطرة على منازل الفلسطينيين في القدس بطرق مختلفة، وذلك في إطار حرب ديمغرافية داخل المدينة التي ينادي الفلسطينيون بإعلان شطرها الشرقي عاصمة لدولتهم العتيدة. ولذلك لا تعترف السلطة الفلسطينية بهذه الإجراءات.
وأمس، واصل مستوطنون متطرفون اقتحامهم للمسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة، بحماية وحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة. ويشهد الأقصى توترا كبيرا منذ أكثر من أسبوع، حيث شهد مواجهات عنيفة عدة مرات بسبب هذه الاقتحامات التي تتزايد في مواسم الأعياد اليهودية.
وفي خطوة تصعيدية ثانية أصدرت الإدارة المدنية التابعة للجيش الإسرائيلي في الضفة، أمس، أمرا بمصادرة قطعة أرضية تعود لسكان فلسطينيين، تصل مساحتها إلى 5 دونمات وأربعمائة متر مربع، وتقع ما بين قرية حزما ومستوطنة آدم إلى الشمال من القدس.
وقال مسؤولون في الإدارة المدينة إن هذه الخطوة جاءت من أجل توسيع الطريق الذي يمر في هذه المنطقة بسبب الاختناقات المرورية الشديدة التي يشهدها، لكن الفلسطينيين عدوا الأمر استيلاء جديدا على الأراضي في الضفة الغربية لصالح مشروع الاستيطان الكبير.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.