مصممو لبنان يستبدلون «فيسبوك» و«تويتر» بمنصات عروض الأزياء

وسائل التواصل الاجتماعي وافتتاح محلات وسيلتهم للخروج من الأزمة الأمنية

من تشكيلة عبد محفوظ لخريف 2014 وشتاء 2015 (هوت كوتير)
من تشكيلة عبد محفوظ لخريف 2014 وشتاء 2015 (هوت كوتير)
TT

مصممو لبنان يستبدلون «فيسبوك» و«تويتر» بمنصات عروض الأزياء

من تشكيلة عبد محفوظ لخريف 2014 وشتاء 2015 (هوت كوتير)
من تشكيلة عبد محفوظ لخريف 2014 وشتاء 2015 (هوت كوتير)

الملاحظ في الآونة الأخيرة هجرة بعض المصممين اللبنانيين العرض في عواصم عالمية معتمدين إما على أسلوب التواصل باللسان، وهو ما يعرف بالفرنسية بـ«De bouche à oreille»، أي من الفم إلى الأذن، وإما على الأسلوب الذي يعتمد على تصوير تشكيلاتهم وطرحها في ألبومات، للترويج لمجموعاتهم وتسويقها.
مواقع التواصل الاجتماعي، مثل «تويتر» و«فيسبوك» وغيرهما، بدأت أيضا تشكل أسلوبا جديدا ومهما لا يستغنون عنه لهذه الغاية.
تبرير هؤلاء المصممين أنهم عزفوا عن العرض في الخارج، وتحديدا في باريس أو ميلانو أو روما مثلا، لكي يفتتحوا محلات خاصة بهم في عدد من دول العالم. ومع ذلك فإن غيابهم يثير عدة علامات استفهام، أجاب عنها بعضهم بصراحة بالقول إن الأسباب خاصة أو تتعلق بالأوضاع غير المستقرة في لبنان والعالم العربي. أما آخرون فبرروا المسألة على أنها نزعة جديدة راجت في الآونة الأخيرة، واتبعتها دور أزياء عالمية شهيرة.
يقول المصمم اللبناني عبد محفوظ في هذا الصدد: «على مدى 13 سنة، تعودت عرض تصاميمي في روما، وفي النهاية وجدت أن تلك العروض لم تعط النتيجة المرجوة منها، فقررت أن أنتقل إلى باريس. لكن، وفي خضم التحضير لهذه النقلة، ساءت الأوضاع في لبنان وحصل انفجار في منطقة (ستاركو) على مبعدة أمتار من مشغلي، سبب دمارا لا يستهان به. هذا الأمر أثر عليّ نفسيا بشكل سلبي، فانعزلت عن العالم الخارجي، وانفردت بنفسي لفترة من الوقت ساعدتني على أن استجمع أفكاري وأرتب أوراقي من جديد». ويتابع محفوظ: «لم أستطع وقتها أن أحضر لمجموعتي الجديدة لربيع وصيف 2014، في المقابل، وبعد أن أخذت قسطا من الراحة، أنجزت مجموعتي لخريف وشتاء 2014 - 2015. كان لا بد أن أطلقها بأقل خسارة ممكنة، أي بمصاريف أقل. فالحالة الاقتصادية في البلاد تأثرت بالأوضاع الأمنية غير المستقرة، مما جعلني أقرر تصويرها وطرحها على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) و(تويتر) و(إنستغرام) وتزويد وسائل الإعلام بها».
ولكن هل هذا يعني عزوف المصمم عبد محفوظ نهائيا عن العودة إلى العالمية؟
يرد بسرعة: «بالطبع لا فهذا الوضع مؤقت، وقريبا سأحمل مجموعتي لربيع وصيف 2015 إلى باريس. يمكنك القول إن غيابي هذه المرة جاء قسريا ولأسباب شرحتها سابقا، ولكني لن أستسلم من حيث تقديم الجديد، كما أنوي توسيع نشاطاتي من خلال افتتاح محل عبد محفوظ للأزياء الجاهزة في الإمارات مثلا. فأنا موجود حاليا من خلال نقاط بيع معينة في عدة دول عربية وأجنبية، منها روسيا وقطر والرياض وجدة، لكن لا بأس من المزيد من التوسع». لا يخفي عبد محفوظ أن تكلفة عروض الأزياء، نحو 250 ألف يورو، وهو مبلغ يصعب تأمينه بالنسبة للكل، في ظل الأوضاع السائدة في لبنان والدول العربية المجاورة.
لكنه يشرح: «ومع ذلك لا يمكننا أن نعد التكلفة كبيرة، لأنه قد تجري الاستعانة بمستثمرين يدخلون في شراكة مع المصمم ويدعمونه ماديا. في الماضي، كنت ضد الفكرة، أو بالأحرى لم أمنحها اهتماما، لكني بدأت أخيرا أميل إليها». ويشير المصمم بأن زبائن دول الخليج العربي هم حاليا بمثابة «الحجر الذي يسند الخابية»، بمعنى أن الفضل يعود إليهم لإسناد صناعة الأزياء في لبنان، وبفضلهم استطاع عدد من المصممين الاستمرار والحفاظ على مكانتهم. فرغم أنهم لا يأتون إلى لبنان بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة، فإن التعامل معهم لم يتوقف. فتطور وسائل السفر، سهلت الأمر على المصممين الذي يمكنهم السفر إلى زبائنهم أينما كانوا لتلبية طلباتهم. ويعلق عبد محفوظ: «كانت الأسواق العربية، من بينها ليبيا ومصر وسوريا، تشكل أهمية كبيرة بالنسبة لي، لكن عندما قامت ثورات الربيع العربي، لم يبق أمامنا سوى سيدات دول الخليج العربي نعلق عليهن كل الآمال».
من جهته، يوضح المصمم اللبناني روبير أبي نادر، الذي غاب عن منصات عروض الأزياء لموسمين متتاليين، أسباب قراره قائلا: «لا يمكننا الاستغناء عن المنصات العالمية فهي ترسخ مكانتها في الساحة، لكنها لم تعد تشكل الهدف الأول لنا. فالموضة الجاهزة هي الرائجة اليوم، لأن المرأة صارت تفضلها على الـ(هوت كوتير)، هذا الأمر دفعنا إلى افتتاح (بوتيكات) في عدد من الدول العربية، لأنها سوقنا الأساسية. وتضم هذه المحلات كل ما تطلبه المرأة من أزياء جاهزة إلى فساتين الزفاف وغيرها، وبالفعل تلاقي رواجا كبيرا. فالمنافسة اليوم، انتقلت من الـ(هوت كوتير) إلى الجاهزة منها». ويتابع: «الموضوع لم نتبعه من باب التوفير المادي، فالتكلفة هي نفسها إذا ما حسبنا ما نتكبده من إعلانات ورحلات سفر وتحضيرات تسبق كل مجموعة وتصويرها وغيرها من الأمور. في العام الماضي، مثلا، سافرت إلى روما لتصوير مجموعتي الجديدة، واندهشت عندما حصلت على شهرة أكبر من تلك التي نحصل عليها بعد كل عرض في باريس مثلا. لكن هذا لا يلغي أهمية العرض على منصة عالمية، وبالتالي لا يمكنني أن الغي الفكرة تماما، لأنها وسيلة لإثبات وجودي في الساحة».
أما المصمم اللبناني نيكولا جبران، الذي عرف عنه طيلة مشواره في عالم الأزياء، اختياره بيروت كمحطة أساسية لإطلاق تصاميمه الموسمية، فقال في هذا الصدد: «لم تجذبني المنصات العالمية أبدا، وكنت أول من استمر في إقامة عروض الأزياء في بيروت. صحيح أني توقفت عن ذلك، منذ نحو الثلاث سنوات، لكن السبب معروف وهو أن اخترت أن أتريث وأن أحسب كل خطوة. كان مهما أن أتبع أسلوبا مختلفا، تجلى في افتتاح صالة عرض في لوس أنجليس، وهناك خطط مستقبلية بأن أجد لي مكانا في فرنسا بأن أشارك في أسبوع باريس للموضة. لكن قبل ذلك، سأطلق مجموعة أزياء جاهزة خاصة بي. لقد قاومت وتحديت المصاعب في حرب يوليو (تموز) مثلا، واستقدمت مشاهير من الخارج، ولكني اليوم لست على عجلة من أمري، وخصوصا أن الأوضاع السياسية والأمنية لا تساعد». ويرى نيكولا جبران أن دور أزياء عالمية سبقته في تبني الأسلوب الذي يتبعه اليوم، وأن الاتكال على التصوير والتسويق المحليين، وخصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي، أعطى نتائجه وأصبح قادرا على الوصول إلى الناس بسرعة البرق.
مثل روبير أبي نادر، يتفق نيكولا جبران بأن وجود المصمم في الخارج مهم لإثباب الذات: «ولكن لكل منا خطته في العمل، فالظروف تتغير وعلينا مواكبتها والتأقلم معها، وليس غض النظر عنها».
قد تكون موضة الـ«هوت كوتير» أصبحت نوعا من الرفاهية تستقطب نسبة قليلة جدا من النساء في العالم، وقد تكون الأزياء الجاهزة، كما تشير الإحصائيات هي المستقبل في لبنان والوطن العربي، إلا أن اللافت هو أن الكثير من مصممي الأزياء اللبنانيين يعيدون ترتيب أوراقهم حاليا ومستعدون لمعانقتها للخروج من الأزمة التي وجدونا أنفسهم وسطها بسبب الأوضاع السياسية والأمنية. أما الاستعانة بوسائل التواصل الاجتماعي، فقد أصبحت وسيلة كل من وجد نفسه في وضع لا يحسد عليه بعد أن أكدت تأثيرها وفعاليتها.



المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
TT

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.

تفوح من تصاميم كايت موس رائحة السبعينات (زارا)

ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».

فاريل ويليامز مع فريق عمله يُحيّي ضيوفه بعد عرضه لربيع وصيف 2024 (أ.ف.ب)

بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.

صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.

كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.

الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.

من تصاميم فكتوريا بيكهام لمحلات «مانغو»... (مانغو)

المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.

المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.

سترة مخملية مع كنزة من الحرير بياقة على شكل ربطة عنق مزيَّنة بالكشاكش وبنطلون واسع من الدنيم (ماركس آند سبنسر)

سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»

من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.

فستان طويل من الساتان المزيَّن بثنيات عند محيط الخصر يسهم في نحت الجسم (ماركس آند سبنسر)

موسم الأعياد والحفلات

بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».

فستان ماركس سهرة طويل من الحرير بأطراف مزينة بالدانتيل (ماركس آند سبنسر)

دمج بين الفينتاج والبوهو

تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.

مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.

طُرحت مجموعة من الإكسسوارات بألوان متنوعة لتكمل الأزياء وتضفي إطلالة متناسقة على صاحبتها (ماركس آند سبنسر)

إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.

أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.

رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.