لبنى يحيى: أمتلك روح الكوميديا.. والجمال خدمني لكن الثقافة والحرفية تحققان الاستمرارية

الفنانة السورية تقول إنها لا تمانع في تقديم الأدوار الجريئة

الفنانة السورية لبنى يحيى
الفنانة السورية لبنى يحيى
TT

لبنى يحيى: أمتلك روح الكوميديا.. والجمال خدمني لكن الثقافة والحرفية تحققان الاستمرارية

الفنانة السورية لبنى يحيى
الفنانة السورية لبنى يحيى

تستعد الفنانة السورية لبنى يحيى لتصوير دورها في المسلسل الكوميدي الجديد «مقاسي على قياسي» مع المخرج فادي غازي، كما أنهت أخيرا تصوير دورها في مسلسل جديد يحمل عنوان «كلمات متقاطعة» وهو اجتماعي معاصر انتهى التصوير منه أخيرا للمخرج تامر إسحاق، وتجسد فيه شخصية «لطيفة» الفتاة الشابة الجميلة التي تعاني من النسيان بسبب تعرضها لحادث مأساوي، وهذا ما يسبب لها مشكلات اجتماعية عديدة. وكان المشاهدون قد تابعوها في المسلسل الشامي «رجال الحارة» في دور «حسنية»، الذي عرض في الموسم الرمضاني الماضي.
وفي حوار معها تتحدث لبنى يحيى لـ«الشرق الأوسط» قائلة: «أعتبر التمثيل عالمي الأهم والأجمل، فعلى الرغم من أن دراستي الجامعية كانت الأدب الفرنسي، فإنني اتجهت للتمثيل لعشقي له، ولأن مقومات هذا الفن تتوفر لدي؛ من حضور، وموهبة، وجمال، وهي نعمة من الله، ولكن أيضا الثقافة ضرورية للفنانة لتساعدها في أداء الشخصية بإتقان وحرفية، خاصة أن الوقوف أمام الكاميرا ليس بالسهولة التي يتصورها البعض».
ولكن الجمال يظلم أحيانا الفنانة إذا اعتمدت عليه فقط.. تبتسم لبنى: «الجمال ضروري ويخدم الفنانة في إطلالتها الأولى، ولكن تبقى الموهبة هي الأساس، وحاليا يمكن بعمليات التجميل والماكياجات أن تتحول فتاة بشعة لشكل آخر أجمل، ولكن في التمثيل على الفنانة أن يكون لديها الحضور القوي الجذاب، ولا مانع من أن تســــــتفيد من جمالها في البداية لترسخ نفسها في عالم التمثيل.
وبالنسبة لي فالجمال ساعدني، ولكن لم يظلمني مطلقا، فأنا أحاول العمل والاجتهاد دائما في القراءة والاستفادة من مفردات حرفة التمثيل لأطور نفسي باستمرار، فهي عالم قائم بحد ذاته، وبرأيي أن الدراسة الأكاديمية للفنانة مهمة، ولكن ليست هي كل شيء، فهناك فنانات خريجات معاهد تمثيل ومسرح وفشلن لأسباب عديدة، والعكس صحيح أيضا».
«لدي روح الكوميديا - توضح لبنى - وصديقاتي ومعارفي دائما يقلن عني إنني بنت مهضومة ومجالستها ظريفة، ولذلك كانت معظم الأدوار التي قدمتها في الموسم الدرامي الماضي تحمل طابعا كوميديا، وهو فن صعب على أي حال، ولكنه يصل للجمهور بشكل أسرع من غيره من الفنون، خاصة أننا في هذا الزمن الصعب نحتاج للكوميديا لتريحنا قليلا من الهموم والتعب، وبشرط ألا تتحول الكوميديا لتهريج، وأنا لست مع الذين يقولون إن ما يقدم من مسلسلات كوميدية سورية هو تهريج، فأنا شاهدت معظمها، والكثير من لوحاتها أضحكتني من قلبي، ولا بد أن تخرج أعمال قليلة عن أدوات الكوميديا الحقيقية، وهذا شيء طبيعي، وبرأيي أن المسلسلات الكوميدية السورية التي قدمت في سنوات سابقة كانت أجمل».
و«لكنني - تتابع لبنى - لست متخصصة فقط بأدوار الكوميديا، بل أقدم أي دور وشخصية تتناسب وقناعاتي وحضوري، فممكن أن أقدم دور شخصيات الفتاة المجنونة، وتلك التي تحب الحياة، أو طالبة الجامعة وغير ذلك. وبرأيي أنه على الممثل أن يقدم معظم الشخصيات والأدوار، وبالنسبة لي أجد نفسي في الدراما الاجتماعية المعاصرة مع أنني أحب الدراما التاريخية، وأقرأ التاريخ دائما وأحب التنوع دائما، لأن ذلك يحقق لي حضورا أكبر ويجعلني أتعب على نفسي أكثر ويساعدني في الوصول للهدف الذي أتمنى تحقيقه في عالم التمثيل».
«لا أمانع في تقديم الأدوار الجريئة والمثيرة - تتنهد لبنى - إذا كانت تخدم المسلسل، ولكن إلى حد معين، فأدوار الإغراء ممكنة بنظرة أو بكلمة أو بالإيحاء وليس بشكل مباشر. وأنا لدي خطوط حمراء هنا ألا يكون الدور يتضمن قبلات حارة أو الظهور بلباس البحر، فأنا أنتمي لبيئة شرقية والمجتمع لا يتقبل مني ذلك».
وحول رأيها بدراما السيرة الذاتية، تقول لبنى: «تعجبني هذه المسلسلات وتشدني لمشاهدتها، ولكن بشرط أن تقدم بشكل صحيح وبمصداقية وبحرفية عالية من الممثل الذي يجسد شخصية السيرة الذاتية، وإلا قد تسيء للشخصية التاريخية أو المعاصرة التي تتناولها هذه المسلسلات، وأتمنى شخصيا أن أقدم شخصية (هند رستم) في مسلسل تلفزيوني أو فيلم سينمائي».
ولبنى التي تنتمي عائلتها لأصول تركية من عائلة «أوذن» ولدت في دمشق واختارت أن تأخذ اسما فنيا وهو اسم والدها «يحيى» بدلا من اسم عائلتها لسببين كما توضح لبنى: «الأول أنني أحب والدي كثيرا ويعني لي الكثير في حياتي وأتفاءل باسمه، والثاني أن لقبي ثقيل على السمع قليلا، ولذلك قررت أن أقدم نفسي في عالم التمثيل باسم لبنى يحيى».
ولبنى تحب القراءة والمطالعة، وتقول إنها لا تنام قبل أن تقرأ كتابا ما، خاصة الكتب التاريخية، فهي تعشق قراءة كتب تاريخ الرومان والفراعنة.. وغير ذلك.
وتهوى لبنى ركوب الخيل، وتمارس هذه الهواية باستمرار. وحول حياتها الاجتماعية، تقول لبنى ضاحكة: «أنا ما زلت عازبة، ولست مستعجلة على الزواج، وأتمنى أن يكون زوج المستقبل زميلا في التمثيل، أي من الوسط الفني، لأنه سيقدر طبيعة عملي بالتأكيد كونه ابن البيئة».



جان نخول: تعاوني مع إليسا هدية من السماء

يصف نخول تعاونه مع اليسا بهدية من السماء (جان نخول)
يصف نخول تعاونه مع اليسا بهدية من السماء (جان نخول)
TT

جان نخول: تعاوني مع إليسا هدية من السماء

يصف نخول تعاونه مع اليسا بهدية من السماء (جان نخول)
يصف نخول تعاونه مع اليسا بهدية من السماء (جان نخول)

يعرفه اللبنانيون إعلامياً، يبهرهم بين فينة وأخرى، بموهبة جديدة يتمتع بها. يعمل في الكواليس بعيداً عن الأضواء، يأخذ جان نخول وقته في إبراز مواهبه. وكما في إعداد البرامج المنوعة، يبرع أيضاً في تقديم فقرات سياسية. حالياً، يعدّ برنامج «كأنو مبارح» على شاشة «إم تي في»، ويطلّ في برنامج «صار الوقت» مع مارسيل غانم على الشاشة نفسها. أما آخر ما فاجأ به متابعيه، فهو تعاونه مع الفنانة إليسا. غنّت له «حبّك متل بيروت» التي كتبها بُعيد انفجار مرفأ بيروت، ولحّنها بمشاركة صديقه محمد بشّار.

يقول لـ«الشرق الأوسط» بأن إبراز مواهبه يقف وراءها أحاسيس تنتابه، فتحضّه على الكشف عنها بصورة تلقائية. كيف دخل مجال تأليف الأغاني؟ وما قصة تعاونه مع واحدة من أهم الفنانات في العالم العربي إليسا؟ يردّ نخول: «إذا ما نظرنا إلى المهمات الإعلامية التي أقوم بها، فنلاحظ بأنها تدور جميعها في الفلك نفسه. وكما في فقرات خاصة بالانتخابات النيابية وأخرى ترتكز على الأرقام والدراسات، أقدم محتوى يرتبط بالكتب والتاريخ. اليوم دخلت مجال الموسيقى التي أهواها منذ الصغر، لكن كل مواهبي تخرج من منبع واحد ألا وهو حبي للبنان. وطني يحثّني على الكتابة والتأليف وتقديم المحتوى، الذي من شأنه أن يسهم في تحسين صورة بلدي».

{حبك متل بيروت} أول تعاون فني بين نخول وإليسا (جان نخول)

تقول أغنية «حبّك متل بيروت»: «شمس وسما وشطوط مضوية، لحظة سعادة بتأثر فيي. حلم الطفولة اللي بعده عم يكبر، حبك متل بيروت. كل ما حنله عم حبه، وكل ما لقيته بلاقي السعادة، وكل ما بيعاني عم حبه أكتر».

ويروي نخول قصة ولادة الأغنية: «لقد كتبتها بُعيد انفجار مرفأ بيروت، عندما خفق قلبي حزناً وحباً ببلدي. فلو كان لبنان شخصاً لكان يمثل أسوأ علاقة عاطفية سامة يمكن أن تحصل معي».

يوم كتب هذا الكلام، كان يقوم بزيارة لبيت صديقه المنتج طارق كرم الواقع في منطقة المرفأ. وكان كرم يقوم بترميمه وقتها، وخالياً من أي أثاث أو روح حياة، راح جان يتنقل في أرجائه. ومن على شرفة المنزل شاهد المرفأ المهدّم. ويعلّق: «حضرت أمامي مشهدية كنت أحاول نكرانها في أعماقي. وأدركت حجم الخسارة التي تكبدتها العاصمة، وتحدثت مع نفسي بأنه وبالرغم من كل ما يحصل في بلدي لم تقنعني فكرة هجرته. ويا ليتني أستطيع أن أقع في قصة حبّ تشبه تلك التي أعيشها مع بيروت، فرحت أكتب الكلمات النابعة من مشاعري في تلك اللحظة».

يبدي نخول إعجابه بفنانين عدة وبمقدمهم ملحم زين (جان نخول)

وكي تكتمل قصة الحب هذه، فقد توّجها نخول بتعاون مع أحب الفنانات إلى قلبه إليسا. «عادة ما أعمل معها في خياراتها الغنائية، فأحمل لها مجموعة ألحان كي تستمع إليها. في ذلك اليوم زرتها في منزلها الذي يقع في محيط المرفأ. وكان عمر كلمات (حبك متل بيروت) قد بلغ العام الواحد، فبادرتني وهي تنظر إلى بيروت (شو حلوة بيروت وكم أحب هذه المدينة)، فشعرت وكأنها أعطتني إشارة لأحدثها عن الأغنية».

وبالفعل، أخبر جان إليسا عن الأغنية، وبأن أحد الأشخاص من ذوي المواهب الجديدة كتبها. وما أن سمعت كلماتها وهو يدندنها، حتى طالبته بالاتصال الفوري بالمؤلّف. «لم أكن قد اتخذت قراري بعد بالإعلان عن اسمي كاتباً لها. فجاوبتها (اعتبريها أصبحت لك)».

برأيه الفن كتلة أحاسيس (جان نخول)

أصرّت إليسا على التحدث مع مؤلف كلمات الأغنية. وطلبت من جان نخول أكثر من مرة الاتصال به كي تتحدث معه. عندها اضطر إلى أن يخبرها بأنه صاحب هذا الشعر، وكانت مفاجأتها كبيرة، وردّت تقول له: مواهبك كثيرة. لمن كنت تنوي إعطاء هذه الأغنية؟

يملك جان نخول موهبة الشعر متأثراً ببيته العابق بالأدب. «جدّي يكتب الشعر وله دواوين عدة. والدتي أستاذة تدرّس العربية. لا شعورياً كنت أمسك بقلمي وأكتب نصوصاً وخواطر وأشعاراً، لن أحوّلها مشروعاً تجارياً بالتأكيد، لكنها ستبقى موهبة أترجم فيها أفكاري».

لن تشكّل كتابة الأغاني هاجساً عندي... قد يمرّ العمر كله من دون أن أقوم بتجربة مشابهة

جان نخول

في رأي جان نخول، فإن الفن هو كتلة أحاسيس، ولا بد أن يطفو الجميل منها على السطح. «لن يشكّل كتابة الأغاني هاجساً عندي. قد يمرّ العمر كله من دون أن أقوم بتجربة مشابهة. فالزمن يحدد الوقت المناسب وأترك للصدف هذا الأمر».

فنانون كثر اتصلوا بجان إثر انتشار أغنية «حبك متل بيروت». ويعلّق: «حماسهم كان كبيراً مع أن التعاون معي كاسم جديد في عالم الأغنية أعتبره مخاطرة».

يبدي نخول إعجابه بأصوات عدد من الفنانين اللبنانيين: «أعشق صوت ملحم زين ووائل جسار وجميع أصحاب الأصوات الدافئة. أما إليسا، فأنا معجب بأدائها وصوتها وأغانيها بشكل كبير. وأعتبر تعاوني معها هدية من السماء».

أعشق صوت ملحم زين ووائل جسار وجميع أصحاب الأصوات الدافئة

جان نخول

يملك جان نبرة صوت لافتة، يمكن التعرف إليها بين مئات من الأصوات الأخرى. وقد لاقت شهرة واسعة من خلال إطلالاته الإعلامية، لكنه يرفض أن يطرح نفسه مغنياً. «لدي بعض التجارب، من خلال مشاركتي الغناء مع فريق كورال الكنيسة. لكنني بعيداً كل البعد عن موضوع ممارسة هذه المهنة».

لا تهمني فكرة الظهور تحت الأضواء... فأنا أحب الكواليس وأجدها ملعبي المفضّل

جان نخول

وعن سبب بقائه بعيداً عن الأضواء، يردّ: «لا تهمني فكرة الظهور تحت الأضواء، وإطلالاتي تنحصر بفقرات خاصة بالانتخابات النيابية الفائتة. فأنا أحب الكواليس وأجدها ملعبي المفضّل. كما أنه خيار اعتمدته منذ صغري. وأعتبر نجاحي في كتابة (حبك متل بيروت) يكمن في تتويجها بإحساس إليسا».

يستهوي جان نخول العمل في البرامج الوثائقية. «أعتبرها من أجمل وأهم التجارب. وتضعني على تماس مع نخبة المجتمع اللبناني. فعندما نتحدث عن التاريخ والوقائع نضطر إلى التعاون مع هذا النوع من الناس. وهم بالنسبة لي الهدف الأساسي الذي أطمح للتواصل معه». يحضّر جان نخول لبرنامج تلفزيوني جديد ينكبّ على تحضيره حالياً، لتنفيذه بعد موسم رمضان، ويتألف من محتوى رياضي وسياسي وتاريخي».