* لعل أهم التوجهات التي رأيناها على منصات العروض لربيع وصيف 2015 هي الأحذية الرياضية التي اكتسبت ألوانا وتطريزات ورسومات تبرر دخولها عالم الأناقة، علما بأننا رأينا نفس الشيء في أسبوع نيويورك الذي سبق ونتوقع أن نراها في أسبوعي كل من ميلانو وباريس المقبلين. من أليس تامبرلي إلى بيربيري كانت هناك خيارات كثيرة من شأنها أن تمنح المرأة الراحة ومشيتها الثقة كما ستضفي عليها مظهرا منطلقا.
* المظهر «السبور» المنطلق مهم جدا، وكل ما يظهر بأنك اجتهدت أو قضيت وقتا طويلا أمام مرآتك أو خزانتك لتزيين نفسك أصبح موضة قديمة، عليك أن تجنبها والتمويه عنها، سواء بترك الشعر منسدلا تتخلله بعض التماوجات أو فساتين منسابة لا تشد الجسم، أو بنطلونات واسعة مستوحاة من الملابس الرياضية.
* النقشات المستلهمة من الكائنات الحية والحشرات إلى جانب الأشجار والنباتات الوارفة والورود ستكون توجها قويا. وكلما كانت واضحة وبأبعاد ثلاثية كلما كان هذا أفضل. وهذا يعني أنه لا يمكنك العودة إلى فساتينك القديمة من لورا آشلي مثلا، لأن التقنيات تطورت.
* البليسيهات كانت أيضا قوية تظهر أحيانا في تفاصيل صغيرة من على الجوانب. فقد ظهرت في عروض كل من بيتر بيلوتو، جاكي لي، كريستوفر كاين، مارغريت هاول، باربرا كاساسولا وغيرهم.
* التنورات الطويلة والواسعة أيضا ظهرت في الكثير من العروض ونذكر منها، ريتشارد نيكول، إيميليا ويكستيد وجوناثان سوندرز. يمكن تنسيقها مع صندل منخفض أو حذاء رياضي.
* نجاح معرض ماتيس الأخير الذي شهدت قاعة تايت مودرن وتناول أعماله الخاصة بقص الورق ألهم الكثير من المصممين هذا الأسبوع، فقد ظهر هذا التأثير أحيانا وكأنه باتشوورك بألوان مختلفة ومتوهجة لكي لا يخفى على العين.
* قد لا يكون الجينز قويا في البنطلونات، لكنه كان مميزا في الجاكيتات، وخصوصا في عرض «بيربيري برورسم»، حيث جاءت تصاميمها بأطوال مختلفة ومزينة بقطع من الجلد اللماع بألوان ساطعة. ظهرت أيضا في عرض هنري هولاند بشكل شبابي أكثر.
* إذا كانت لديك قطعة من الجلد من الموسم الماضي أو الذي قبله، فلا تلقي بها جانبا، لأن الجلد سيبقى معنا لفترة طويلة حسب ما أكدته الكثير من العروض، مثل مالبوري وكريستوفر كاين وجي. دبليو أندرسون. هذا الأخير، مثلا ومنذ أن أصبح مصمما فنيا لدار لويفي الإسبانية المتخصصة في الجلود، يبدو كمن وقع في حب هذه الخامة لأنه استعملها بشكل غير مسبوق في عرضه الأخير.
* إيرديم
* «كنت أفكر في كل من درسوا علم النباتات في العصر الفيكتوري، لقد كانوا شبه مجانين»، هذا ما قاله المصمم إريديم عندما سئل عما قدمه صباح يوم الاثنين في فندق «سيلفريدجز» القديم، الذي زينت قاعته المهجورة بالأغصان الخضراء والنباتات الوارفة. نفس هذه النباتات ظهرت على الكثير من التصاميم، إلى حد كاد يصيب بالتخمة لولا أنها مفصلة بطريقة أنيقة تخلف إحساسا بالخفة والانطلاق وروح من المغامرة. فالمصمم صممها ونصب عينيه أن تكون قوية وساحرة لتبشر بعهد جديد بالنسبة له، كما صرح. لم يكن يريدها أن تغرق في الأنوثة بقدر ما كان يريدها منطلقة مع لمسة جرأة.
وبالفعل اتخذ هذه الخطوة من الأحذية المنخفضة، التي تميزت بأحزمة تلتف حول الساق ظهرت في أول العرض، إلى باقي التصاميم. كالعادة كانت الغلبة للفساتين على حساب باقي القطع المنفصلة، وكالعادة أيضا جاءت غنية بالألوان والتطريزات والرسومات التي غطت معظمها وجاء بضعها بأبعاد ثلاثية.
مثلا قد نرى نباتات متعرجة تتدلى من خصر تنورة لتشكل لوحة فنية مثيرة، وأخرى تغطي معظم القطعة وكأنها غابة متوحشة، مما يعطي الإحساس بأن إريديم الذي عودنا في السابق على تصاميم من الدانتيل والتطريزات الرومانسية، قد تاه في الطريق بمجرد دخوله هذه الغابة الاستوائية ولم يعرف كيف يخرج منها.
ومع ذلك فإن معجباته سيجدن فيها ما يروق لهن، وخصوصا أن دقة التصميم وفنية المصمم المعهودة تشفعان لها هذا الإغراق في علم النباتات.
* جوناثان سوندرز
* تجاهل المصمم الاسكوتلندي الأصل جوناثان سوندرز ما يجري على الساحة السياسية البريطانية، والاستفتاء بشأن انفصال اسكوتلندا عن المملكة المتحدة، وقدم تشكيلة عالمية بكل المقاييس، تعطي الانطباع بأنه تأثر في اللاوعي بمعرض «ماتيس: القصاصات الورقية» الذي نظمه متحف «تيت مودرن» بلندن، رغم أننا نعرف ميل المصمم الشاب لاستعمال الألوان الفاتحة، خصوصا الأزرق، في قطع أكسبها القطن الخفيف المغزول في معامل باليابان الكثير من النعومة والأنوثة.
إلى جانب الفساتين ذات الطيات الفنية، قدم الكثير من القطع المفصلة، مثل الجاكيتات والمعاطف والبنطلونات الواسعة، زرع على بعضها ورودا وحلقات، بينما غطى مجموعة من التنورات بطبقة من التول المطرز بهذه الورود بأبعاد ثلاثية تشي بالكثير من الدقة والحرفية، لكن تبقى فساتينه القطنية الخفيفة أجمل ما في العرض.