قال اللواء البحري عواد بن عيد البلوي، مدير عام حرس الحدود في السعودية، إن مشروع تأمين الحدود الذي دشن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مرحلته الأولى، أول من أمس، يهدف إلى مراقبة وحراسة الحدود السعودية بطريقة غير تقليدية، مضيفا في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن الفترة السابقة كانت تعتمد على تسيير دوريات متحركة ليل نهار وعلى مدار الساعة، لكن المشروع الجديد سيؤدي إلى تأمين الحدود بوسائل تقنية متطورة أكثر فعالية.
وأوضح البلوي أن المنطقة الشمالية في السعودية ضمت 36 مركزا حدوديا، يعمل فيها 6252 ضابطا وفردا، لمسح الخطوط الحدودية، وكشف أي خطر يمكن أن يحدق بالأمن، إضافة إلى ضبط الأثر ومطاردة المهربين والمتسللين، مؤكدا أن العاهل السعودي أمر بإحكام السيطرة على الحدود، ليبدأ تنفيذ مشروع خادم الحرمين الشريفين لأمن الحدود، في مرحلته الأولى للحدود الشمالية في عام 1430. وأضاف أنه شكل وفق مفهوم عمليات حديثة، ويعتمد على منظومة متكاملة للمراقبة الإلكترونية والرادارية والاتصالات، ومدعم بالحواجز الصناعية لاكتشاف ورصد الأهداف التي تقترب من خط الحدود.
واعتبر أن المشروع الجديد يمثل آلية تضمن سرعة الاستجابة، تتصل بغرف القيادة والسيطرة التي تعطي قدرة عالية على الاكتشاف المبكر، والمتابعة، ومنع التجاوزات والتعامل معها بحزم، من قبل فرق الاستجابة والتدخل السريع، الأمر الذي سيؤدي أيضا إلى تقليل حركة الدوريات الروتينية، مشيرا إلى أن 3397 من ضباط وأفراد حرس الحدود تلقوا تدريبا مكثفا في إدارة وتشغيل وصيانة الأنظمة التقنية، وهو ما نجم عنه وجود مدربين جدد من الكادر نفسه، وما زال التدريب على رأس العمل جاريا، لافتا إلى أن المشروع تضمن أيضا إسكانا متكاملا لمنسوبي حرس الحدود، تتوافر فيه الخدمات الصحية والتعليمية وبيئة الحياة المناسبة.
تجدر الإشارة إلى أن عدد المتدربين في المشروع يبلغ 3397 متدربا، وعدد المدربين 60 مدربا لاستدامة التشغيل، ويضم المشروع ثمانية مراكز للقيادة والسيطرة، و32 مركز استجابة على طول الحدود، مجهزة بثلاث فرق للتدخل السريع، و38 بوابة خلفية وأمامية مزودة بكاميرات مراقبة، وعدد أبراج المراقبة والاتصالات بالمشروع 78 برجا، منها 38 برج اتصالات، و50 كاميرا نهارية وليلية، و40 برج مراقبة، و85 منصة للمراقبة، و10 عربات مراقبة واستطلاع، و1.450.000 متر شبكة ألياف بصرية، و50 رادارا، و5 سياجات أمنية بطول 900 كيلومتر، مكونة من نظامي آلفا وبرافو، ولها ساتر ترابي وكونسترينا وسياج من الشبك (شينلنك) وسياج من الشبك الملحوم وساتر ترابي؛ بحيث أصبح عدد المتسللين ومهربي المخدرات ومهربي الأسلحة ومهربي المواشي الآن صفرا. وتم إنشاء مركز التدريب بعرعر لتدريب الضباط والأفراد على التشغيل العملياتي والفني، ويشتمل على معامل تشبيهية للأنظمة، وميادين للتدريب العملياتي، وورش للتدريب على الصيانة، ومرافق إدارية وتعليمية وصحية وترفيهية. كما أنشئت أربعة مجمعات لقيادة القطاعات، وهي قطاع طريف، وقطاع رفحاء، وقطاع العويقلية، وقطاع حفر الباطن، تحتوي على جميع المرافق الإدارية والتعليمية والصحية والترفيهية، بالإضافة إلى مبنى للاستخبارات وسجن.
وجرى إنشاء ثلاثة مجمعات سكنية، وهي حفر الباطن ورفحاء وطريف، وتشمل 630 وحدة سكنية، ومراكز تسوق، ومساجد، ومدارس، ووحدات صحية، ومحطات تحلية، ومراكز رياضية، وملاعب للأطفال. وتتسارع الخطوات السعودية في تأمين الحدود، في ظل الأحداث التي تجري في المنطقة، ويشهد مشروع تأمين الحدود السعودية - اليمنية، الذي بدأت أعماله – أخيرا - تقدما في البنى التحتية.
وأشار الرائد حسن القصيبي، الناطق باسم حرس الحدود في منطقة جازان، لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق، إلى إدراج تقنيات حديثة لتأمين الحدود الجنوبية، ومنها «السياج الحديدي، والكاميرات الحرارية، وأبراج المراقبة»، مؤكدا تنفيذ عمليات افتراضية لرفع حالة الاستعداد والتأهب على الحدود الجنوبية للبلاد.
ولفت إلى ارتفاع وصفه بـ«النسبي» في عمليات المقبوضات التي ضبطتها أجهزة الأمن على الحدود الجنوبية حديثا، وقال «إن منتصف أغسطس (آب) الماضي، شهد عمليات افتراضية نفذت بمركز قطاع (الدائر) الحدودي، الذي يربط بين السعودية واليمن، تركزت على مهاجمة مواقع افتراضية، وإخلاء ثكنات عسكرية افتراضية»، مبينا أن «الاستعدادات تجري على قدم وساق لتأمين الحدود على مدار الـ24 ساعة».
السعودية تنتقل من «التقليدية» إلى «التقنية» في وسائل تأمين حدودها الشمالية
مدير عام حرس الحدود لـ {الشرق الأوسط} : تقليص الاعتماد الكلي على الدوريات
السعودية تنتقل من «التقليدية» إلى «التقنية» في وسائل تأمين حدودها الشمالية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة