بعد ساعات من تبنيه عملية تفجير مدرعة أودت بحياة 11 شرطيا مصريا، الثلاثاء الماضي، وزع تنظيم «أنصار بيت المقدس» بيانا تعريفيا حول طبيعة وأسباب عمله، في كمائن نصبها أمس، وذلك في تحدٍّ للسلطات، في مداخل قرى جنوب مدينتي رفح والشيخ زويد على الحدود بين مصر وقطاع غزة، داعيا المواطنين للانخراط في صفوفه، بينما قال مصدر أمني إن عناصر الجيش قتلت 3 من المسلحين، أمس، في مناطق متفرقة جنوب الشيخ زويد.
يأتي هذا في وقت دعت فيه جماعة الإخوان المسلمين أنصارها إلى التظاهر، يوم الثلاثاء المقبل، في عيد الفلاح تحت شعار «انتفاضة الغلابة».
وقال شهود عيان من أهالي مدينة رفح لـ«الشرق الأوسط»، عبر الهاتف، إن مجموعات من عناصر تنظيم أنصار بيت المقدس قامت، أمس، بنصب عدة كمائن على مداخل قرى مديني الشيخ زويد ورفح، ووزعت بيانا مطبوعا على الأهالي للتعريف بأهداف التنظيم وهوية أعضائه. وأضاف أحد شهود العيان أن هذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها عناصر تنظيم بيت المقدس بنصب أكمنة على مداخل قرى الشيخ زويد ورفح، لافتا إلى أن هذه الكمائن بدأت منذ نحو 6 شهور، لكنها المرة الأولى التي يوزعون فيها بياناتهم بشكل علني.
وأشار الشاهد إلى أن الأكمنة التي أقامها التنظيم خلال الشهور الماضية كانت بهدف ضبط عناصر تتعاون مع الأجهزة الأمنية، وقال الشاهد لـ«الشرق الأوسط»: «يحمل أفراد التنظيم على جهاز كومبيوتر محمول (لاب توب) قائمة بأسماء 150 من المتعاونين مع الأجهزة».
وبدأ الجيش المصري عملياته للقضاء على التنظيم الذي تبنى كثيرا من العمليات ضد جنوده، منذ ما يزيد عن العام، لكن يبدو أن التقدم الذي يحرزه عمليات الجيش بطيء، فالتنظيم الذي تمدد نشاطه إلى دلتا مصر حافظ على قدرته على الحركة والمباغتة في مركزه بشبه جزيرة سيناء.
وأشار شهود العيان إلى أن الأكمنة أمس توزعت على نحو 10 مداخل لقرى جنوب مدينتي الشيخ زويد ورفح، موضحين أن كل مجموعة منها تتشكل في معظمها من 3 سيارات دفع رباعي، ويستقل كل عربة 5 ملثمين.
وقال البيان بحسب شهود العيان: «رأينا في أعينكم بعض التساؤلات، فأردنا أن نجيبكم عنها، فلعلكم تتساءلون: من أنتم؟ نحن أبناؤكم المجاهدون من أنصار بيت المقدس، رجال من هذه البلاد، شيبا وشبابا، فربما نكون جيرانكم أو أقرباءكم، ولكننا نحمل همّ هذه الأمة، فأردنا لها الخير وأبينا الذل والاستعباد، وأن نحكم بغير شرع الله».
وكان التنظيم قد أعلن في وقت سابق من الشهر الماضي مسؤوليته عن ذبح 9 من أبناء القبائل، بزعم تعاونهم مع الأجهزة الأمنية. ودعا التنظيم في البيان الذي وزعه، أمس، أهالي المنطقة إلى الانضمام إلى صفوفه.
وأعلن التنظيم مسؤوليته عن معظم الأعمال الإرهابية التي استهدفت الجيش والشرطة، بما في ذلك تفجير مديريات أمن جنوب سيناء والمنصورة والقاهرة التي سقط فيها عشرات القتلى، ومحاولة اغتيال فاشلة لوزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم.
وقالت مصادر أمنية إن دوريات للجيش تمكنت من قتل 3 مسلحين وإصابة 4 آخرين في عملياتها، أمس، بعد أن حاصرت بؤر للمجموعات المسلحة جنوب الشيخ زويد.
ويخشى مراقبون من تنامي التنظيمات المتطرفة في البلاد، في ضوء انسداد الأفق السياسي أمام مئات من شباب الجماعات الإسلامية، وعزلتهم الشعبية، التي وصلت ذروتها مع عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان.
ونظم أنصار مرسي مسيرات عقب صلاة الجمعة، في القاهرة وعدة مدن، احتجاجا على «تدني» الأوضاع المعيشية بالبلاد. وهيمنت أزمة انقطاع التيار الكهرباء، وارتفاع الأسعار، على هتافات المشاركين في المسيرات التي جاءت استجابة لدعوة أطلقها التحالف الوطني لدعم الشرعية تحت شعار «ثورة حتى النصر». ودعا التحالف الوطني لدعم الشرعية أنصاره إلى انتفاضة جديدة يوم 9 سبتمبر الحالي في عيد الفلاح، تحت شعار «انتفاضة الغلابة».
تنظيم متشدد يوزع بيانا في رفح.. والجيش يقتل 3 مسلحين
بعد تفجير مدرعة شرطة وذبح 9 من القبائل
تنظيم متشدد يوزع بيانا في رفح.. والجيش يقتل 3 مسلحين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة