المقاتلون المعتدلون في سوريا هدف للمتشددين الذين يستقطبونهم بالمال والسلاح والترهيب

أغلبهم يقاتل في صفوف «حزم» و«جبهة ثوار سوريا» و«جيش الإسلام»

المقاتلون المعتدلون في سوريا هدف للمتشددين الذين يستقطبونهم بالمال والسلاح والترهيب
TT

المقاتلون المعتدلون في سوريا هدف للمتشددين الذين يستقطبونهم بالمال والسلاح والترهيب

المقاتلون المعتدلون في سوريا هدف للمتشددين الذين يستقطبونهم بالمال والسلاح والترهيب

انحسر وجود الجيش السوري الحر في شرق سوريا وشمالها، إلى مستويات متدنية جدا، مع ظهور تنظيم «داعش» الذي أقصى المعارضين المعتدلين من مواقع سيطرته، كما أقصى متشددين يختلفون معه «تنظيميا». وساهمت المعونات المادية التي تقدمها المجموعات المتشددة إلى المقاتلين وعائلاتهم، في جذب هؤلاء للانخراط في صفوفها، في ظل ضعف الإمكانات المادية عند الجيش السوري الحر وهيئة أركانه.
وتضاعفت إمكانات المقاتلين الإسلاميين العسكرية، مع الوقت، بشكل مطرد، في ظل اتساع نفوذهم وسيطرتهم على مناطق واسعة من سوريا غنية بالثروات، وفرت مقدرة مالية لهم. وكانت آخر الإمكانات، تسلم مقاتلين إسلاميين في حلب صواريخ أرض/ جو، بدأوا التدرب على استخدامها في ريف حلب هذا الأسبوع، حسب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» أمس إن تلك الصواريخ المضادة للطائرات «تُطلق من عن الكتف ضد المقاتلات الحربية والمروحيات، ويصل مداها إلى 4 كيلومترات تقريبا»، من غير تحديد اسمها.
ووسط اتساع نفوذ الإسلاميين في صفوف المعارضة، الذي بدأ ينسحب على مناطق نفوذ المعارضة كافة في سوريا، برزت حركة «حزم» كقوة منظمة، «أعادت بعض المقاتلين إلى صفوفها، وجذبت المقاتلين المعارضين غير المتشددين»، كما يقول مدير المرصد السوري، مؤكدا أن هذا الفصيل الذي كان أول من يمتلك صواريخ «تاو» الأميركية المضادة للدروع، واستخدمها في ريفي إدلب واللاذقية: «يستقطب في هذه الأوقات مقاتلين لا ينسجمون مع الكتائب الإسلامية، وبدأ عدد من المقاتلين في ريفي إدلب وحلب في شمال سوريا، ينضمون إلى صفوفه».
وتُعرف الكتائب غير المتشددة في هذا الوقت بالكتائب المنضوية تحت لواء «جبهة ثوار سوريا» التي يتزعمها جمال معروف، وتنتشر في ريفي إدلب وحلب، وصولا إلى المناطق المحاذية لريف حماه الشمالي، فيما يعد «جيش الإسلام» الذي يتزعمه زهران علوش، من الفصائل غير المتشددة، ويتمثل في هيئة الأركان التابعة للجيش السوري الحر، رغم أن مقاتليه من المتدينين.
وتقول مصادر في الهيئة لـ«الشرق الأوسط» إن صفة التدين «لا تعني أن المقاتلين متشددين، ويمكن تفريقهم عن (جبهة النصرة) أو (داعش)، لكنهم يعتنقون الإسلام مثل قسم كبير من السوريين، ويمارسون حياتهم الدينية بشكل طبيعي غير إلغائي»، رافضة وسم المقاتلين بـ«الإسلاميين الذين يقصد بهم الإسلام المتشدد».
ويمتد نفوذ «جبهة ثوار سوريا» إلى محافظتي درعا والقنيطرة في جنوب سوريا، حيث أعلن الفصيل أمس مشاركة كتائب تابعة له في العملية العسكرية في منطقة حدودية مع إسرائيل، أفضت إلى سيطرة المعارضة على معبر القنيطرة الحدودي مع هضبة الجولان السوري. في حين يرى ناشطون أن الكتائب التابعة للجبهة «لا يمكن أن تنزع عنها صفة التدين»، بدليل أسمائها، وخصوصا «كتائب أهل السنة» و«أسود السنة» و«سرايا عائشة» التي قاتلت إلى جانب مقاتلين متشددين في معركة واحدة ضد القوات النظامية في القنيطرة.
والى جانب «جبهة ثوار سوريا»، باتت «الجبهة الإسلامية» التي اندمجت فيها سبع كتائب بارزة، من التشكيلات المؤثرة في ريف دمشق والغوطة الشرقية، وريف حلب وريف إدلب وحماه. وتقدر بقوة يتراوح قوامها ما بين 45.000 و60.000 مقاتل تحت قيادة واحدة. وساهم إعلان اندماج الفصائل السبعة في تغيير استراتيجي في الخريطة الميدانية في شمال سوريا. ورغم أن صفة التدين تطغى على المقاتلين المنضوين في صفوفها، فإنها لم تعرف بأنها «راديكالية»، خلافا لـ«جبهة النصرة» و«داعش».
وخضعت فصائل المعارضة السورية المعتدلة لاختبارين أساسيين، ساهما في تقلص نفوذها. الأول تمثل في بروز «جبهة النصرة» في عام 2012 التي عرفت بتمويل مكنها من توفير دعم مادي للمقاتلين، فضلا عن توفير السلاح والذخيرة والتقديمات الاجتماعية الأساسية لعوائل المقاتلين وسكان مناطق خاضعة لسيطرتها. وتمكنت، بحسب مصادر المعارضة، من «جذب المقاتلين الذين كانوا يقاتلون في صفوف كتائب وألوية الجيش السوري الحر الذي كان يفتقد، ولا يزال، إلى التسليح».
أما الاختبار الثاني، فتمثل في ظهور «داعش» في مارس (آذار) 2013 الذي فاق «النصرة» دعما وتمويلا وتسليحا، مما مكنه من السيطرة على الأرض بفضل خبرات مقاتليه الأجانب، وامتلاكهم سلاحا نوعيا. وفيما لم يستطع «داعش» جذب المقاتلين المعارضين للقتال في صفوفه، بحكم «ممارساته الإلغائية وإعلانه نظام حياة يخالف طبيعة السوريين»، كما تقول مصادر المعارضة، بدأ بتصفية خصومه، مما دفع مقاتلين آخرين، وتحديدا من الجيش السوري الحر و«النصرة»، إلى الانضمام رغما عنهم إلى صفوفه، وإعلان مبايعته، على غرار ما حدث في الرقة ودير الزور في شهري مايو (أيار) ويونيو (حزيران) الماضيين، عقب سيطرته على مناطق واسعة في المحافظة الشرقية.
وإضافة إلى الخلافات الدينية والتنظيمية، وضعف التسليح، برزت أطماع الفصائل الإسلامية للسيطرة على مناطق واسعة متصلة بعضها ببعض في سوريا، وهو ما دفع «جبهة النصرة» لإعلان حرب على فصائل الجيش السوري الحر في ريف إدلب، تحت عنوان «ردع المفسدين»، في يوليو (تموز) الماضي، واستهدفت «جبهة ثوار سوريا» التي طردت من مناطق واسعة في ريف إدلب الغربي، حتى كاد ينحصر نفوذها في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب. وربط المعارضون ذلك الاستهداف بإعلان زعيم «النصرة» أبو محمد الجولاني قبل شهر من المعارك، نيته تأسيس إمارة إسلامية.
وردت «جبهة ثوار سوريا» على بيان «النصرة» باتهامها بمحاولة إعاقة تقدم مقاتلي المعارضة على الجبهات مع النظام. وقالت إن زعيم «النصرة» يسعى إلى «تشكيل إمارته على الحدود السورية التركية شمال إدلب». وجاء في بيان «جبهة ثوار سوريا» أن «النصرة» عمدت من أجل ذلك إلى مهاجمة «مناطق محررة تابعة لـ(جبهة ثوار سوريا)».



الشرع يؤكد للسيسي حرصه على بدء صفحة جديدة من العلاقات مع الدول العربية

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع خلال القمة العربية الطارئة بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر 4 مارس 2025 (أ.ب)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع خلال القمة العربية الطارئة بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر 4 مارس 2025 (أ.ب)
TT

الشرع يؤكد للسيسي حرصه على بدء صفحة جديدة من العلاقات مع الدول العربية

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع خلال القمة العربية الطارئة بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر 4 مارس 2025 (أ.ب)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع خلال القمة العربية الطارئة بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر 4 مارس 2025 (أ.ب)

أكد الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حرصه على بدء صفحة جديدة من العلاقات مع الدول العربية وخاصة مصر، وذلك خلال لقاء جمعهما على هامش القمة العربية الطارئة بالقاهرة، اليوم (الثلاثاء).

من جهته، دعا الرئيس المصري إلى إطلاق عملية سياسية شاملة تضم كافة مكونات الشعب السوري خلال لقائه الشرع. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، إن السيسي أكد في لقائه مع الشرع حرص مصر على دعم الشعب السوري «ومراعاة إرادته واختياراته لتحقيق الاستقرار والتنمية». وأضاف أن السيسي شدد خلال الاجتماع على أهمية إطلاق عملية سياسية شاملة «لا تقصي طرفاً». وأوضح المتحدث أن الرئيس المصري شدّد على حرص مصر على وحدة الأراضي السورية وسلامتها وعلى «رفض مصر لأي تعدٍ على الأراضي السورية».

وذكرت الرئاسة المصرية أن الرئيس السوري أكّد حرصه على «بدء صفحة جديدة من علاقات الأخوة مع الدول العربية، وخاصة مصر».