البدلة الإيطالية مزيج من رومانسية «لادولتشي فيتا» وقوة جيمس بوند

من نابولي إلى ميلانو.. ستة أسماء مهمة في عالم التفصيل الرجالي

من «زينيا» بدلة من صوف تروفيو 600 الممزوج بالحرير  -  برلوتي berluti  -  بريوني  Brioni  -  بريوني  Brioni  -  كورنيلياني corneliani
من «زينيا» بدلة من صوف تروفيو 600 الممزوج بالحرير - برلوتي berluti - بريوني Brioni - بريوني Brioni - كورنيلياني corneliani
TT

البدلة الإيطالية مزيج من رومانسية «لادولتشي فيتا» وقوة جيمس بوند

من «زينيا» بدلة من صوف تروفيو 600 الممزوج بالحرير  -  برلوتي berluti  -  بريوني  Brioni  -  بريوني  Brioni  -  كورنيلياني corneliani
من «زينيا» بدلة من صوف تروفيو 600 الممزوج بالحرير - برلوتي berluti - بريوني Brioni - بريوني Brioni - كورنيلياني corneliani

منذ بداية القرن الماضي إلى منتصفه، كان مجرد الإشارة إلى التفصيل على المقاس، يجعل اسم شارع سافيل رو البريطاني الشهير بمحلاته المتراصة بجوار بعضها، يقفز إلى البال. فاسم الشارع، الذي يعود تاريخ بعض الأسماء الموجودة فيه إلى أكثر من قرن من الزمن، أصبح مرادفا للأناقة الرجالية في أجمل حالاتها وأكثرها ترفا، ليس لأنها كانت ولا تزال تتعامل مع عائلات مالكة، بل لأنها تتعامل مع الزبون على مستوى شخصي يلبي رغباته وطلباته، أيا كانت. في الخمسينات من القرن الماضي، امتد تأثير هذا الشارع إلى عواصم عالمية أخرى، لا تنقصها الخبرة في التفصيل على المقاس، لكنها ظلت لزمن طويل عائلية تعمل في إطار محدود لا يعرفه إلا قلة من الزبائن. في الخمسينات من القرن الماضي بدأ نجمها يبزغ، مع زيادة الإقبال على التفصيل على المقاس وبفضل نجوم السينما الذين اكتشفوا الأسلوب الإيطالي وأعجبوا به. كان مظهر هؤلاء النجوم، وتسرب أخبار بأنهم يستعينون بخياطين من نابولي أو روما خلال تصوير أفلامهم في إيطاليا، كافيا لكي يشعل الرغبة في أزياء مفصلة على المقاس وإنعاش هذا المجال في كل من روما ونابولي. طبعا، من الخمسينات إلى اليوم، تغيرت الأذواق والتطلعات، كما تغيرت الخريطة الشرائية، ودخل الشباب لعبة الكبار. فجأة أصبح الكل يتطلع إلى الرقي ويريد التميز عن الآخرين، ولم يكن هناك ما هو أكثر تفردا وخصوصية من التفصيل على المقاس وحسب الطلب. وإذا كان سافيل رو، يشتهر بالتفصيل الإنجليزي الذي لا يعلى عليه إلى حد الآن، فإن التفصيل الإيطالي انتهج له خطا أكثر انطلاقا مع لمسة لامبالاة تجعله مختلفا عن الرسمية الإنجليزية، من دون أن يدير ظهره لتقاليد أيام زمان.
ورغم شهرة بعض خياطي نابولي أو روما وميلانو، فيما بعد، فإن بعضهم لا يزال سرا لا يعرفه إلا الذين يلمون بالموضة وما يجري خلف واجهة عروض الأزياء والحملات الإعلانية. ولا تزال الموضة الرجالية تعترف بأنها تدين بالكثير لخياطي مدينة نابولي على وجه الخصوص، سواء الذين هاجروا إلى نيويورك، أو الذين آثروا البقاء فيها لتوريث حرفيتهم وخبراتهم للأجيال التالية، مؤثرين بذلك على مصممين عالميين من أمثال جيورجيو أرماني أو ميوتشا برادا أو إيرمينغلدو زينيا وبريوني، وغيرهم ممن استقروا في ميلانو، ولعبوا دورا مؤثرا في جعلها واحدة من أهم عواصم الموضة العالمية. وحتى الآن لا تزال نابولي وجهة من يريد بدلات مفصلة على المقاس على يد خياطين لا يزالون يحترمون تقاليد أيام زمان، بينما ميلانو وجهة من يريد أسماء عالمية، علما بأن أغلب مصمميها المعروفين ركبوا موجة تقديم خدمة التفصيل على المقاس وحسب الطلب.
أفضل الأسماء التي تقدم بدلات مفصلة على المقاس في إيطاليا (دون ترتيب):

1 - بريوني Brioni
من بيوت الأزياء التي يثق فيها الرجل، ويفتخر بها الإيطاليون إلى حد أن وزارة التراث الثقافي أدرجت أرشيفها، الذي يضم أكثر من 700 بدلة ومئات النماذج والصور والرسمات من الخمسينات إلى اليوم، ضمن التراث الإيطالي. كل بدلة تخرج من معاملها تتم بحرفية ودقة، من منطلق أنها قطعة فريدة «تفوق أحلام وتوقعات أي زبون» حسب شعار الدار. تأسست على يد غايتانو سافيني ونازارينو فونيكولي في عام 1945 بروما، وسرعان ما لمع اسمها واخترقت أبواب هوليوود. فقد كانت البطل الحاضر في الكثير من الأفلام وعلى رأسها أفلام «جيمس بوند» من فيلم «غولدن آي» إلى «كازينو روايال»، فضلا عن أن الكثير من النجوم تبنوها في حياتهم ومناسباتهم الخاصة. ولعل ليندي هيمينغ، مصممة ومنسقة أزياء «جيمس بوند» تلخص جمالية بدلات بريوني أكثر من أي شخص آخر، بقولها إن تعاملها مع خياطي الدار كان ممتعا لأنهم «كانوا متفتحين على أي فكرة، ولديهم خبرة طويلة في التعامل مع رؤساء دول وسياسيين، وبالتالي لا يعانون من عقدة التمسك بالتقاليد وعدم التغيير».
جانب التفصيل على المقاس الذي تشتهر به الدار لا يقتصر على البدلات فحسب، بل يشمل كل ما يتعلق بخزانة الرجل من قريب أو بعيد، بما في ذلك الإكسسوارات.
Brioni، Via Gesù 3، 20121 Milan، +39 02 7639 0086

2 - كورنيلياني corneliani
لا يزال الكثير من بيوت الأزياء الرجالية المتخصصة تحارب من أجل الحفاظ على كينونتها كشركة عائلية، وترفض تدخل أي مستثمر من الخارج رغم إغراءات التوسع. وتعتبر كورنيلياني واحدة من هذه البيوت، التي تعتبر أن أسرار المهنة يجب أن تبقى داخلية تورث من جيل إلى آخر. تأسست في الخمسينات من القرن الماضي وتتميز بأسلوب يجمع الكلاسيكي التقليدي بالعصري، الذي يطمح لمخاطبة كل الأعمار في خمس قارات، حيث توجد لها فروع. وهي من البيوت التي نجحت دائما في استقطاب الطبقات الأرستقراطية في أوروبا، ولا سيما أنها كانت توفر لهم خدمة التفصيل على المقاس منذ البداية، وفي الوقت ذاته تحرص على تطوير تقاليدها لمواكبة إيقاع العصر وتقنياته. قسمها الخاص بالتفصيل على المقاس يتيح للرجل الاختيار من بين عدد كبير من أنواع الأقمشة المترفة، بـ500 لون. وسواء كان المطلوب بدلة عمل أو سهرة، فإن كل التفاصيل تتم باليد. السترة وحدها تتطلب 150 خطوة و27 مرحلة باليد. فلسفة الدار تتمحور في مقولة مؤسسها بأن «بدلة من كورنيلياني تهدف أن تعكس تفرد كل رجل، لتحوله إلى أيقونة.. من الضروري أن تناسب بيئته وقيمه، تعانق قوته، تحتضن روحه، تعزز إيجابياته وتكشف عن شخصيته.. لتكون النتيجة بمثابة تحفة».
Corneliani، Via Montenapoleone 26، 20121 Milan، +39 02 7631 7955

3 - كيتون Kiton
من البدلات التي تضج بالأسلوب الإيطالي الراقي، إلى ربطات العنق والقمصان المفصلة على المقاس، تفخر هذه الدار بأصولها النابولية وتاريخها القائم على التفصيل. عندما أسسها سيرو باووني في عام 1968، اعترف قائلا إنه يقدر «الجمال وفي الوقت ذاته أنا مخلص للتقاليد»، لهذا وضع نصب عينه تقاليد نابولي لمخاطبة زبون يقدر المنتجات المترفة أيا كان ثمنها. وتجدر الإشارة هنا إلى أن نابولي، ومنذ القرن الثامن عشر، كانت منطقة جذب للطبقات المخملية من ألمانيا وبريطانيا التي كانت تأتي إليها للغرف من ثقافتها وفنونها، وتستغل وجودها فيها لتفصيل أزياء خاصة تليق بأجواء إيطاليا الدافئة. اليوم يمكن تمييز أزياء كيتون بسهولة، نظرا لخطوطها المحددة، أكثر من تلك التي تطرحها بريوني مثلا، والمنحوتة على جسم الرجل أكثر من تلك التي يطرحها جيورجيو أرماني. من المواصفات الأخرى التي تميزها قمصانها الناعمة التي يتطلب صنع كل واحد منها نحو 22 خطوة كذلك تبطين البدلات التي يغلب عليه الحرير بألوان متوهجة. وسواء تعلق الأمر بأزياء المرأة أو الرجل، فإن الأزرار دائما تتم باليد على يد حرفي مستعملا خيوطا من حرير الفارو. افتتحت الدار مؤخرا محلا في ميلانو لتلبي الطلبات المتزايدة عليها.
Kiton، Via Gesù 11، 20121 Milan، +39 02 7639 0240

4 - برادا Prada
ليس هناك دار أزياء تمثل ميلانو أكثر من هذه الدار. فهي أشهر من نار على علم، وأي شخص مواكب للموضة أو متطلع إليها، لا بد أنه وقع أسيرا لسحرها، حيث جمعت خبرة التفصيل مع القدرة على التسويق بشكل متوازن. يُذكر أن أول محل لها في ميلانو كان الوجهة المفضلة للعائلات الإيطالية العريقة، وبعدهم الطبقات الأرستقراطية الأوروبية، ومع الوقت أصبحت عروضها تضيف ثقلا ومصداقية لأسبوع ميلانو وتجذب إليه عشاق الموضة من كل حدب وصوب. عندما يتعلق بأزيائها الرجالية، فهي تبقى المفضلة لرجل يريد خزانة متكاملة تضمن له الأناقة. دخلت خدمة التفصيل على المقاس في عام 2003 في محلها الواقع بميلانو، لكنها سرعان ما وفرتها فيما لا يقل عن 40 محلا آخر في العالم، نظرا لحجم الطلب عليها. ولا يتعلق الأمر هنا بالبدلات والمعاطف فحسب، بل أيضا بالقمصان التي يمكن للزبون أن يختار من بين ست ياقات مختلفة وخمس حواشي أكمام وأزرار، بالإضافة إلى تفاصيل أخرى مثل الجيوب أو الطيات وما شابه ليضفي عليها الخصوصية المطلوبة.
Prada Uomo، Via Montenapoleone 6، 20121 Milan، +39 02 7602 0273

5 - إيرمنيغلدو زينيا Ermenegildo Zegna
عندما يتعلق ببدلة تتمتع بكل مواصفات الأناقة، فإن التصميم هو أول ما يتبادر إلى الذهن إضافة إلى نوعية الأقمشة. فالطريقة التي تنسدل بها هذه الأقمشة على الجسم وكيف تلفه، ومدى خفتها، عناصر مهمة تعرفها «زينيا» حق المعرفة، كون الأقمشة تدخل في صميم جيناتها وتاريخها عندما افتتحت أول معمل لغزل الصوف في عام 1910. اليوم تعرف الدار بتصاميمها الرشيقة، إلا أن الأقمشة لا تزال مكمن قوتها. أكبر مثال على هذا قماش تطلق عليه «تروفيو 600» يتميز بنعومة بالغة إلى حد أن كيلوغراما منه يتمدد ليصل إلى 200 كيلومتر، يتم مزجه بـ15 في المائة من الحرير لصنع بدلات جد متميزة ومنعشة للصيف. جدير بالذكر، أن «زينيا» لا تزال ملكا عائليا، يديرها الجيل الرابع، ورغم توسعها لمجالات كثيرة مواكبة لمتطلبات العصر، لا تزال تحافظ على نفس التقاليد التي بنيت عليه، على الأقل فيما يخص تفصيل البدلات على المقاس، والتي تتوفر في الكثير من محلاتها. أهم ما يميزها أنها محددة على الجسم بخطوط تستحضر الأسلوب النابولي التقليدي.
Ermenegildo Zegna Via Monte Napoleone، 27، 20121 Milan، Italy

6 - برلوتي Berluti
لم يستطع أغنى رجل في فرنسا، برنار أرنو، أن يقاوم سحرها، فضمها إلى «إل في إم إش» أكبر مجموعة للمنتجات المترفة، ومنح مفاتيحها لوريثه أنطوان أرنو ليسيرها ويشرف عليها بنفسه. بدأت كدار إيطالية متخصصة في صناعة وتفصيل الأحذية في عام 1895، وكان من أهم زبائنها، جون كوكتو، أندي وورهول، ودوق ويندسور وغيرهم. بعد أن تولى أليساندرو سارتوري، الذي كان يعمل مع «زي زينيا»، مهمته فيها كمدير فني في عام 2011، توسعت الدار إلى الأزياء الرجالية بحرفية تعطي الانطباع بأن تاريخها في هذا المجال يمتد إلى أبعد من هذا التاريخ، خصوصا بعد أن توجهت إلى التفصيل على المقاس، مستفيدة من اسمها الذي له رنة الذهب بالنسبة للبعض. يقول المصمم إن «النقلة التي قامت بها الدار للتفصيل على المقاس كانت طبيعية بحكم تاريخها الطويل في مجال الأحذية الخاصة. والنتيجة تكون دائما قطعة تثير الانتباه من الوهلة الأولى، يقدرها صاحبها أكثر لأنها تزيده أناقة تلفه من الأكتاف إلى الكاحل، وفي الوقت ذاته تتيح له حرية حركة أكبر». قد تكون برلوتي الدار الوحيدة لحد الآن التي تقدم هذه الخدمة من الرأس إلى الأقدام.
يوجد لها الآن محلات في الكثير من عواصم العالم، بما في ذلك ميلانو، كما تتوفر على موقع «مستر بورتر» Mr Porter.com
Berluti، Via Verri 5، 20121 Milan، +39 02 7602 8554



المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
TT

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.

تفوح من تصاميم كايت موس رائحة السبعينات (زارا)

ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».

فاريل ويليامز مع فريق عمله يُحيّي ضيوفه بعد عرضه لربيع وصيف 2024 (أ.ف.ب)

بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.

صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.

كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.

الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.

من تصاميم فكتوريا بيكهام لمحلات «مانغو»... (مانغو)

المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.

المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.

سترة مخملية مع كنزة من الحرير بياقة على شكل ربطة عنق مزيَّنة بالكشاكش وبنطلون واسع من الدنيم (ماركس آند سبنسر)

سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»

من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.

فستان طويل من الساتان المزيَّن بثنيات عند محيط الخصر يسهم في نحت الجسم (ماركس آند سبنسر)

موسم الأعياد والحفلات

بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».

فستان ماركس سهرة طويل من الحرير بأطراف مزينة بالدانتيل (ماركس آند سبنسر)

دمج بين الفينتاج والبوهو

تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.

مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.

طُرحت مجموعة من الإكسسوارات بألوان متنوعة لتكمل الأزياء وتضفي إطلالة متناسقة على صاحبتها (ماركس آند سبنسر)

إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.

أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.

رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.