تكليف الحاسي بتشكيل حكومة إنقاذ وطني في ليبيا

طرابلس تطلب دعما دوليا لحماية حقوقها النفطية.. ومصر تحذر من امتداد العنف لدول مجاورة

تكليف الحاسي بتشكيل حكومة إنقاذ وطني في ليبيا
TT

تكليف الحاسي بتشكيل حكومة إنقاذ وطني في ليبيا

تكليف الحاسي بتشكيل حكومة إنقاذ وطني في ليبيا

 أكد المتحدث باسم المؤتمر الوطني العام الليبي عمر حميدان، أن المؤتمر في جلسته اليوم (الاثنين) كلّف عمر الحاسي بتشكيل حكومة إنقاذ وطني بالبلاد.
يذكر أن المؤتمر الوطني العام السابق دعا لاستئناف جلساته مؤقتاً، بناء على دعوة "الثوار".
وعلّل ذلك القرار بأن مجلس النواب "لم يلتزم بالإعلان الدستوري"، مشيراً إلى أن المؤتمر "آثر ألّا يترك البلاد عرضة للانقسام والتشظي".
ويشار إلى أن مجلس النّواب انتخب بديلاً للمؤتمر الوطني العام إلى أن تنهي لجنة صياغة الدستور عملها.
على صعيد آخر، وصل إلى القاهرة اليوم الاثنين برناردينو ليون مبعوث الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة الجديد إلى ليبيا، قادما على متن طائرة خاصة من إسبانيا، في زيارة لمصر تستغرق ثلاثة أيام يشارك خلالها في اجتماع دول جوار ليبيا.
وقالت مصادر دبلوماسية مصرية كانت في استقبال ليون، إن المبعوث الاوروبي سيلتقي مع كبار المسؤولين بمصر وجامعة الدول العربية لبحث آخر التطورات في ليبيا، على ضوء اجتماع دول جوار ليبيا؛ وذلك قبل توليه مهام منصبه الجديد مبعوثا للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا بداية من الأول من سبتمبر (أيلول) المقبل.
من جانبها، حذرت مصر اليوم (الاثنين) من احتمال امتداد العنف في ليبيا الى الدول المجاورة، مؤكدة ضرورة العمل على تجنب "التدخلات في الشأن الليبي".
وجاء التحذير على لسان وزير الخارجية المصري، سامح شكري في تصريحات أدلى بها للصحافيين قبيل بدء اجتماع في القاهرة لوزراء خارجية ليبيا وست دول مجاورة، وبعد 48 ساعة من اتهام ميليشيا متشددة لمصر والامارات بقصف مواقعها في العاصمة الليبية طرابلس؛ وهو ما نفته القاهرة بشكل قاطع.
وقال شكري "لمسنا منذ فترة طويلة آثار تطورات الوضع الليبي على أمن دول الجوار المتمثل في وجود وحركة عناصر تنظيمات متطرفة وارهابية لا تقتصر انشطتها علي العمليات الارهابية داخل الاراضي الليبية، وانما تمتد الى دول الجوار، بما في ذلك عبر تجارة وتهريب السلاح والافراد واختراق الحدود على نحو يمس سيادة دول الجوار بما قد يصل الى تهديد استقرارها". مضيفا أن هذا الوضع "قد يدفع باتجاه انواع من التدخلات في الشأن الليبي يتعين العمل على تفاديها".
واضافة الى شكري، يشارك في اجتماع القاهرة وزراء خارجية ليبيا والجزائر وتونس وتشاد والسودان وممثل للنيجر والامين العام للجامعة العربية. وقبيل بدء الاجتماع، قال وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز "اننا ننتظر من مجلس الأمن اتخاذ قرار وإرسال رسالة قوية حول النزاع المسلح في ليبيا ووقف الاقتتال".
بدوره، دعا السفير الليبي فايز جبريل في القاهرة، اليوم، المجتمع الدولي الى مساعدة بلاده في حماية حقول النفط والمطارات وسائر مرافق الدولة.
وقال جبريل على هامش اجتماع لدول جوار ليبيا في القاهرة، ان بلاده عاجزة عن حماية مؤسساتها ومطاراتها ومواردها الطبيعية ولاسيما الحقول النفطية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».