دشنت إسرائيل مرحلة جديدة من عدوانها على قطاع غزة وراحت تستهدف أبراجا سكنية شاهقة ومجمعات تجارية ضخمة، تحت شعار «أقل تسامحا» ضد «مناطق إطلاق الصواريخ». وقصف الجيش الإسرائيلي برج «الظافر 4» في حي تل الهوى في غزة وأبراج الفيروز شمال المدينة، ومجمعا تجاريا في مدينة رفح ومنازل أخرى متفرقة، فيما ردت الفصائل بقصف مركز على مستوطنات «غلاف غزة» وأدى ذلك إلى إصابة 12 إسرائيليا، وإغلاق «كيبوتس» (تجمع زراعي) شرق القطاع. وارتفع عدد الضحايا الفلسطينيين أمس 2115 في اليوم 48 للعدوان وأكثر من 10660 جريحا، بعد أن قضى 12 في القصف المركز على مناطق القطاع بينهم أربعة من عائلة جودة، أم وأبناؤها الثلاثة في قصف منزلهم في حي الزعتر شرق جباليا.
كما استهدفت ضربة إسرائيلية سيارة محمد الغول الذي يصفه الجيش الإسرائيلي بأنه قيادي في حماس مسؤول عن «صفقات تمويل الإرهاب». وقال شهود بأنه عثر على دولارات أميركية في حطام السيارة. واستهدف الغول، الذي يعتقد بأنه إما قتل أو أصيب في الحادث، بعد ثلاثة أيام من اغتيال إسرائيل ثلاثة من قادة حماس في جنوب القطاع.
وفي غضون ذلك، قال الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة إن «حصيلة العدوان الصهيوني على القطاع بلغت 2115 شهيدا و10660 جريحا حيث بلغ عدد الشهداء بعد التهدئة 93 شهيدا، وبلغ عدد الشهداء هذا اليوم (أمس) ثمانية». وتعد المرحلة الجديدة في غزة ترجمة لتهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن تدفع حماس ثمنا باهظا بعد مقتل طفل إسرائيل في النقب. وقال نتنياهو في مستهل جلسة حكومية، أمس، إن الجيش مصمم على قصف أي مناطق سكنية، تستخدمها حماس لإطلاق صواريخ. وأضاف: «أدعو سكان غزة إلى إخلاء أنفسهم فورا من أماكن تنفذ حماس منها أعمالا إرهابية».
كما قال: إنه يجب أن يسعد الإسرائيليون لأن تتواصل الحرب حتى بعد بدء الدراسة في الأول من سبتمبر (أيلول).
من جهته، قال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي: «الجيش يكثف نشاطاته العسكرية في قطاع غزة وينتهج سياسة أقل تسامحا ضد أي منطقة تنطلق منها اعتداءات صاروخية باتجاه الأراضي الإسرائيلية. منذ منتصف الليل (السبت-الأحد) استهدف جيش الدفاع 20 هدفا إرهابيا في قطاع غزة ليصل عدد الأهداف الإرهابية التي ضربت منذ أن خرقت حماس وقف إطلاق النار إلى 320 هدفا».
وبرر أدرعي استهداف الأبراج والمجمعات بقوله «عندما تنشط حماس من المبنى السكني الذي تسكن فيه وعندما تضع حماس إحدى أهم غرف عملياتها داخل برج سكني مكون من 11 طابقا فالنتيجة هي أن هذه الأماكن ستستهدف وتدمر. نحن سنواصل ضرب حماس وكل منطقة تطلق منها الاعتداءات ضد إسرائيل بغض النظر عن صفتها قد تستهدف بشكل فوري».
وكانت إسرائيل دمرت آلاف المنازل قبل ذلك لنفس السبب لكنها الآن تستهدف رموزا معمارية كما يبدو. وتستند إسرائيل إلى فلسفة تقوم على إيقاع أكبر ضرر ممكن في غزة حتى تدرك حماس أن ثمن الحرب عال ومكلف وباهظ.
وفوجئ سكان حي تل الهوى في مدينة غزة بقنابل فراغية تسقط على برج الظافر الضخم وتحوله إلى ركام بعد أن أخلي كاملا من العائلات وتكرر الأمر مع أبراج الفيروز شمال المدينة.
وأظهر شريط فيديو كيف انهار برج الظافر المكون من 11 طابقا وتسكن فيه نحو 50 أسرة، وانهياره في ثوان معدودات وتحوله إلى ركام. وقال مسؤولون فلسطينيون إن المئات من الأفراد شردوا نتيجة قصف برج الظافر، يضافون إلى نحو 380 ألفا نزحوا من منازلهم نتيجة القصف الإسرائيلي. كما قصفت إسرائيل، أمس، المركز التجاري الوحيد في مدينة رفح ويضم عشرات المحلات التجارية المنوعة. وقدرت بلدية رفح الخسائر المالية لقصف المركز بنحو 10 ملايين دولار، وعبرت عن استنكارها للعدوان عليه.
وأكدت البلدية في بيان أن «قصف السوق غير مبرر ووحشي وهمجي، ويهدف لضرب اقتصاد غزة وخاصة مدينة رفح، التي تعاني أوضاعا اقتصادية صعبة».
ووصفت حركة حماس، تدمير إسرائيل للأبراج السكنية بغزة، وتشريد عشرات العائلات، بـ«جريمة حرب».
وقال سامي أبو زهري، المتحدث الرسمي باسم الحركة في تصريح صحافي، إن «ما يجري هو تصعيد خطير»، مشيرا إلى «أن ادعاءات الجيش الإسرائيلي، بأن البرج هو مركز لحماس هي أكاذيب لتبرير الجريمة».
كما نفت وزارة الداخلية في قطاع غزة ما وصفته بـ«الادعاءات الإسرائيلية الكاذبة»، بشأن استخدام حماس برج الظافر، مؤكدة إلى أن البرج لا يضم أي شقق لعمليات المقاومة. وقالت في بيان إن «ما تقوم به إسرائيل عبارة عن سياسة عقاب جماعي، بحق المدنيين الفلسطينيين وتشريدهم».
غير أن إسرائيل تعهدت بمواصلة القصف المركز، وألقت الطائرات الإسرائيلية مناشير على أهالي غزة حذرتهم فيها من السماح لعناصر حماس باستخدام منازلهم.
وجاء في بيان الجيش «حماس تواصل استعمال منشآت أممية ومدنية لأغراضها الإرهابية للتغطية على إخفاقاتها المتتالية. نحن نحذر سكان قطاع غزة من استعمال حماس لبيوتهم وساحاتهم لارتكاب اعتداءات ضد إسرائيل. كل منطقة تستعمل لإطلاق صواريخ نحو إسرائيل ستستهدف. لا حصانة لأي مكان يهدد مواطني إسرائيل».
وفي المقابل، ردت الفصائل الفلسطينية بإطلاق صواريخ مكثفة على مدن ومستوطنات إسرائيلية في محيط غزة وعلى مواقع عسكرية.
وأقر الجيش الإسرائيلي بإصابة خمسة جنود وصفت جراح ثلاثة منهم بالخطيرة والحرجة، إثر سقوط عدد كبير من قذائف الهاون على معسكر للمدرعات في موقع «إيرز» العسكري شمال قطاع غزة، الذي قرر الجيش لاحقا إغلاقه.
وفي مستوطنة «شعار هنيغف» بالنقب أصيب خمسة مستوطنين بجراح مختلفة بعد سقوط عدة قذائف على المنطقة. كما أصيب إسرائيليون بجراح بعد سقوط صواريخ على ساحل عسقلان.
وكانت الفصائل الفلسطينية أطلقت منذ انهيار التهدئة الثلاثاء الماضي أكثر من 650 صاروخا على مستوطنات «غلاف» غزة فيما شنت إسرائيل نحو 350 غارة.
وقررت إسرائيل إغلاق إحدى المستوطنات على حدود قطاع غزة، وذلك بعد تعرضها للقصف بعشرات القذائف والصواريخ.
وقالت مصادر إسرائيلية إن ما يعرف باسم «قيادة المنطقة الجنوبية» قررت إغلاق «كيبوتس نيرم» الواقع شرق غزة، وذلك بعد تعرضها لإطلاق مكثف لرشقات بالصواريخ.
وسئل وزير الدفاع الإسرائيلية موشيه يعالون عن ترحيل المستوطنين من محيط غزة، فقال: إن الحكومة لا تدعو أحدا للرحيل لكنها ستساعد من يريد ذلك من سكان المستوطنات التي تقع على بعد سبعة كيلومترات عن غزة «وستعوضه كذلك».
إسرائيل تقصف أبراجا ومجمعات تجارية في غزة وتواصل استهداف قادة حماس
نتنياهو يتوقع استمرار الحرب حتى سبتمبر.. وجيشه يعمل تحت شعار «أقل تسامحا»
إسرائيل تقصف أبراجا ومجمعات تجارية في غزة وتواصل استهداف قادة حماس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة