خلال المؤتمر الصحافي الذي يعقده في منتصف كل ليلة، قال، أمس، الكابتن رونالد جونسون، قائد شرطة ولاية ميسوري التي تحرس فيرغسون (بعد سحب شرطة المدينة بسبب تشددها مع المتظاهرين) إنه، لأول مرة منذ بداية الاشتباكات قبل أسبوعين، لم تعتقل الشرطة أي شخص، ولم تلقِ الشرطة قنابل مسيلة للدموع لتفريق المحتجين. وفي الوقت نفسه، ركز المتظاهرون على حمل الشموع، وإطلاق البالونات، وترتيل الصلوات.
وبعد غروب الشمس، قال القس ماريون ستون لـ«الشرق الأوسط»، بعد أن قاد صلاة لمجموعة من المتظاهرين أمام مركز شرطة المدينة: «علمنا القس الزعيم مارتن لوثر كينغ أن نواجه العنف بالصلاة، وعلمنا ألا نرد على القنابل المسيلة للدموع بقنابل مولوتوف». وأضاف: «لا بد أنك شاهدت الصور القديمة في التلفزيون.. صور رجال الشرطة البيض يستعملون الكلاب التي كانت تعض المتظاهرين السود في ولاية ألاباما، وصورهم وهم يستعملون أنابيب الماء قوية الاندفاع لتفريق المتظاهرين السود. لكن كان كينغ يقول إننا يجب ألا نواجه العنف بالعنف».
وفي تجمع آخر، أمس، حمل المتظاهرون بالونات، وصلّت بهم قسيسة، ودعت لهم بالسلامة والأمان، ثم أطلقوا البالونات نحو السماء. وفي تجمع ثالث حمل المتظاهرون شموعا، أعدوها منذ قبل غروب الشمس. وتطوع حتى بعض البيض معهم، وأحضروا أعدادا كبيرة من الشموع، وكؤوسا من الورق، ووضعوا في كل كأس ورق شمعة، وسار المتظاهرون في صمت، ومن دون هتافات، ولافتات.
وليلة أمس، وعكس ما توقع كثير من الناس بأن عطلة نهاية الأسبوع ستجلب مزيدا من المتظاهرين، وستشهد تجدد أعمال العنف، لم تكن التجمعات كثيرة، وركزت على الشموع، والبالونات، والصلوات الداعية للسلام. وخلال هذه المظاهرة السلمية حمل متظاهر لافتة عبارة عن صورة عملاقة لرأس الكابتن توماس جاكسون، قائد شرطة المدينة الذي قاد عمليات عسكرية ضد المتظاهرين في البداية، مع دبابات ومصفحات. وقال أمام عدد من زملائه: «نطالب برأس جاكسون»، لكنه استدرك وقال: «لا نريد قتله انتقاما لقتل براون. بل نريده أن يستقيل على الأقل، وأن يُقدّم إلى المحاكمة».
وأضاف بعبارات غاضبة: «أنت لم تكن هنا عندما قاد جاكسون هذه الحملة العسكرية القاسية ضدنا. لكن، لا بد أنك شاهدتها في التلفزيون. كانت حربا حقيقية. لم نواجه شرطة، واجهنا جنودا مسلحين ببنادق أوتوماتيكية ميدانية وقنابل مسيلة للدموع».
وقالت متظاهرة كانت تحمل لافتة: «يقتلنا البيض صباحا ومساء، ولا يفكرون فيما يفعلون. بالنسبة لهم، كل شيء عادي». وانتقدت اللافتة التي كانت تحملها ما تسميها «وايت بريفيلدج» (ميزات البيض)، وكتبت عليها بخط كبير: «لم تقتل الشرطة البيضاء ميزات البيض، بل قتلت السود الضعفاء». وقالت المتظاهرة، التي تخرجت في كلية للسود تقع في المدينة نفسها، شارحة محتوى لافتتها: «ينكر البيض أنهم عنصريون، ويقولون إننا نحن السود نركز على العنصرية، وعلى اللون. حسنا، لنفترض أنهم ليسوا عنصريين، لكنهم يتمتعون بميزات بسبب قوتهم. إنهم يسيطرون على كل شيء؛ على الشرطة، على السياسة، على الشركات، على كل المجتمع. وظلوا يفعلون ذلك منذ أن جاءوا إلى هذه الدنيا الجديدة، ثم أحضرونا من أفريقيا إلى هنا».
وأضافت: «لكنهم ينكرون ذلك. اسأل أي شخص أبيض عن العنصرية، وسيقول لك إنه ليس عنصريا، حتى إذا كان عنصريا. واسأله عن سيطرة البيض على كل شيء وسيقول لك إن أميركا بلد الحرية، وكل شخص حر في أن يفعل ما يريد. هذه هي المشكلة؛ ينكرون قوتهم. لهذا، لا يفكرون فيما تفعل هذه القوة. يقتلوننا صباحا ومساء، ولا يفكرون في ذلك. بالنسبة لهم، نحن مجرد خارجين عن القانون، قانونهم هم، الذي تنفذه شرطتهم هم».
وعلى صعيد متصل بالأحداث العنصرية في فيرغسون، أوقف شرطي في ميسوري عن العمل أول من أمس، لأنه وصف على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» الأشخاص الذين يتظاهرون احتجاجا على ظروف إقدام شرطي أبيض على قتل شاب أسود في فيرغسون (وسط) بـ«الكلاب المسعورة».
وكتب مايكل رابرت، الشرطي في غليندايل: «شعرت بالاستياء من هؤلاء المتظاهرين. أنتم عبء على المجتمع وآفة في هذه المنطقة». وأضاف: «كان من الضروري ضرب هؤلاء المتظاهرين مثل الكلاب المسعورة في الليلة الأولى».
وتساءل: «أين هم المسلمون مع حقيبة ظهر عندما نحتاج إليهم؟»، ملمحا بذلك إلى منفذ الاعتداء في ماراثون بوسطن.
ويُعدّ مايكل الشرطي الثاني في منطقة سانت لويس (تقع فيرغسون في نطاقها الإداري) الذي يجري وقفه عن العمل بسبب تصرف غير لائق في إطار المظاهرات. وكتبت شرطة غليندايل في بيان: «أخذت هذه القضية على محمل الجد، وسيجري تحقيق داخلي».
فيرغسون تشهد أول ليلة من دون اعتقالات أو قنابل مسيلة للدموع
المحتجون قابلوا الشرطة بالشموع والبالونات والصلوات الداعية للسلام
فيرغسون تشهد أول ليلة من دون اعتقالات أو قنابل مسيلة للدموع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة