الأقصر تحتفل بانطلاق موسم قصب السكر.. ودعوات بجعله «مهرجانا سياحيا»

المحصول الأول والأكثر شعبية واحتفاء في محافظات صعيد مصر

معبد الكرنك في مدينة الأقصر (أ.ف.ب)
معبد الكرنك في مدينة الأقصر (أ.ف.ب)
TT

الأقصر تحتفل بانطلاق موسم قصب السكر.. ودعوات بجعله «مهرجانا سياحيا»

معبد الكرنك في مدينة الأقصر (أ.ف.ب)
معبد الكرنك في مدينة الأقصر (أ.ف.ب)

لدى محافظة الأقصر الكثير مما تزهو به، فهي موقع تاريخي عالمي يجذب السياح بشكل دائم حتى وإن تأثر ذلك بسبب الأوضاع الأمنية فإن المدينة السمراء قادرة على تجديد شبابها بمهرجانات ومناسبات تعيد إليها بعض البريق والضوء.
ففي مناسبة سنوية يترقبها الآلاف من مواطني محافظة الأقصر بصعيد مصر، ووسط أجواء من البهجة بين الصغار والكبار بحلول موعد قطف ثمار عام مضى، بعد كد وتعب في رعاية محصول القصب الذي يظل الزراع في خدمته على مدار عام كامل، تحتفل المحافظة التاريخية اليوم الثلاثاء ببدء موسم كسر القصب، وحسب التقرير الذي بثته وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) فقد حققت هذه المناسبة جماهيرية واسعة مما حدا بالبعض في الدوائر السياحية إلى الدعوة بتحويل المناسبة إلى مهرجان سياحي سنوي.
يشارك في الاحتفال الذي يقام بـ«مصانع سكر أرمنت» محافظ الأقصر اللواء طارق سعد الدين ونقيب الفلاحين في المحافظة رشدي عرنوط وجمهور كبير من الزراع والمعنيين بالشأن الزراعي والصناعي.
ويقول اللواء طارق سعد الدين لوكالة الأنباء الألمانية: «إن المحافظة تضم قرابة 80 ألف فدان من زراعات القصب التي يصل ناتجها إلى مليون و400 طن من القصب تنتج قرابة 140 ألف طن من السكر».
وبحسب نقيب الفلاحين في الأقصر، تضم محافظات الصعيد أكثر من 300 ألف فدان من زراعات القصب، بينها 105 آلاف فدان بمراكز محافظة قنا، و80 ألفا بمحافظة الأقصر، و65 ألفا بمحافظة أسوان، و70 ألفا بمحافظتي سوهاج والمنيا.
ويعد موسم كسر القصب موسما للخير في كل قرى صعيد مصر التي تمتد زراعات القصب فيها من المنيا شمالا وحتى أسوان جنوبا، فخير القصب في صعيد مصر للجميع لمن يملك أرضا ويزرع قصبا، ولمن لا يملكون أيضا. فالفقراء الذين لا يملكون أرضا ينتظرون موسم كسر القصب لإطعام مواشيهم من «قلوحه»، والأجراء من العمال البسطاء ينتظرونه للعمل في تحميله وفي كسره أحيانا.
أما مخلفات القصب التي تمتلئ بها الشوارع طوال موسم الكسر فيسعد بها فقراء كثيرون يقومون بجمعها واستخدامها في التدفئة خلال أشهر الشتاء.
كما يعد كسر القصب موسما رائجا لعمل عربات النقل والجرارات الزراعية التي تقوم بنقل المحصول إلى مصانع السكر المنتشرة في أرمنت وقوص ونجع حمادي وإدفو وكوم امبو وأبو قرقاص وغيرها من مدن صعيد مصر، بجانب عمال شحن عربات الديكوفيل التي تجرها القطارات على سكك حديدية تخترق القرى والزراعات لنقل المحصول من المناطق القريبة من المصانع.
وموسم كسر القصب هو أيضا موسم للخطبة والزواج، فكثير من الأسر الصعيدية تنتظر الموسم للحصول على القيمة المادية من مصانع السكر، لتوفير نفقات خطبة أو إتمام زيجات.
ولكن لزراعة القصب جانب آخر لا يسعد به أهالي المنطقة، فالمعروف أن حقول القصب الكثيفة تعد مواقع آمنة يختفي وسطها المجرمون والخارجون على القانون، وهو ما أدى - بحسب دراسة لمركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية - إلى وجود قناعة راسخة بخطورتها لدى السلطات الحكومية وأجهزتها الأمنية، التي قامت إثر حادث الدير البحري في عام 1997، بإزالة مساحات كبيرة من هذه الزراعات على جانبي الطرق السياحية والسريعة، وذلك في ما سمي بالحزام الأمني الذي لا يزال معمولا به حتى اليوم.
وإذا كانت زراعات القصب تستمر عاما وهي تلقى العناية والرعاية من الزراع، فإن موسم كسر القصب يستمر أكثر من نصف عام، خلافا لموسم حصاد محاصيل أخرى مثل القمح، الذي لا يتجاوز موسم حصاده شهرا واحدا.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.