أكد قائد عسكري مطلع أن «العمليات القتالية الآن في الكثير من المحافظات شبه متوقفة ولا تشهد أي تقدم باتجاه داعش مثلما أن داعش هو الآخر بدأ يركز وضعه باتجاه المناطق الشمالية باستثناء ما حصل مؤخرا على صعيد ناحية جلولاء في ديالى».
وقال القائد العسكري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» طالبا عدم الإشارة إلى اسمه أو هويته إن «الجيش لا علاقة له بالسياسة وبالتغيير الذي حصل لكنه بالتأكيد كان قد تأثر بسياق معين طوال السنوات الثماني الماضية خصوصا أن المؤسسة العسكرية ببعدها الاحترافي شهدت انتكاسة كبيرة بعد أن جرى حلها من قبل الأميركان بعد عام 2003 وبالتالي فإن الجيش الذي بني بعد هذه الفترة لا يزال يعيش فكرة الولاء المزدوج للوطن حينا وللطائفة تارة وللحزب أخرى وهو ما يجعله يتأثر بالمتغيرات»، مضيفا أن «المرحلة الحالية التي تشهدها البلاد وهي مرحلة احتلال محافظات بأكملها من شأنها أن تجعل من أي عملية تغيير سواء للقائد العام للقوات المسلحة أو لقيادات أخرى ربما يجريها القائد العام الجديد (رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي) نحرص كقادة أمنيين ألا تتأثر بهذه المتغيرات».
وأوضح القائد العسكري العراقي أن «الجيش العراقي دخل الآن مرحلة انتقالية نأمل ألا تطول لا سيما أن العدو الذي نواجهه شرس ومتدرب على حرب العصابات التي تكاد أن تكون الركن الأساسي في مواجهتنا معه اليوم بالإضافة إلى عدم التكافؤ حتى بالأسلحة خصوصا أسلحة القنص التي يتفوق فيها على أسلحتنا».
وردا على سؤال بشأن توقف المعارك في الموصل وتكريت وغيرها والاكتفاء القصف الجوي والمدفعي قال القائد العسكري «من ناحيتنا لم نتوقف ولكننا نعد العدة لتحرير هذه المحافظات التي جرى احتلالها ولكننا الآن نركز على القصف الجوي والمدفعية لتجمعات داعش من أجل زعزعة وضعهم تمهيدا للهجوم البري بينما هم نستطيع القول إنهم لم يعد بإمكانهم التقدم بل هم الآن يحاولون الاحتفاظ قدر الإمكان بما حققوه على أمل تحويله إلى أمر واقع وما يقومون به من عمليات هنا وهناك مثلما حصل مؤخرا في جلولاء إنما هي محاولات يريدون منها إلهاء الجيش العراقي وفتح ثغرات هنا وهناك وخلق هالة إعلامية تفيدهم معنويا». وعلى صعيد العمليات العسكرية فإنه وطبقا لمصدر طبي في قضاء الحويجة (55 كلم غربي كركوك) فإن نحو 41 شخصا سقطوا بين قتيل وجريح بقصف جوي استهدف أحد الأحياء وسط القضاء. وقال المصدر في تصريح صحافي إن «مستشفى الحويجة العام تسلم جثة 11 شخصا و30 جريحا نتيجة قصف طائرة مقاتلة لمنازل في حي السلام الطيني وسط قضاء الحويجة غربي كركوك». من جهته قال الشيخ مناف العبيدي أحد شيوخ قبائل العبيد في الحويجة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «عمليات القصف التي تقوم بها القطعات العسكرية لم تعد تفرق بين العدو والصديق»، مشيرا إلى أن «هذا القصف بدأ يلحق أضرارا كبيرة في صفوف الناس الأبرياء»، عادا أن «عدم التفريق بين الإرهابيين والناس البسطاء بمن فيهم الأطفال والنساء والشيوخ أمر في غاية الخطورة وسوف يفقد الجيش والمؤسسة الأمنية كل مساندة من الناس هناك الذين هم بين مطرقة داعش وسندان القصف الجوي». وفي قضاء الفلوجة (55 كلم غرب بغداد) فإنه طبقا لما أعلنه رئيس الأطباء المقيمين في مستشفى الفلوجة التعليمي أمس الجمعة فإن عشرة مدنيين قتلوا نصفهم أطفال ونساء وأصيب تسعة آخرون بقصف عشوائي لقوات الجيش على مناطق مختلفة من مدينة الفلوجة وقضاء الكرمة. وقال الدكتور أحمد شامي في تصريح صحافي إن «مستشفى الفلوجة التعليمي استقبل عشر جثث بينهم ثلاثة أطفال وامرأتان وتسعة مصابين بقصف عشوائي لقوات الجيش بصواريخ الراجمات والبراميل المتفجرة على مناطق مختلفة من مدينة الفلوجة وقضاء الكرمة». وأضاف شامي أن «القصف العشوائي لقوات الجيش على مناطق مختلفة من الفلوجة مستمر رغم المناشدات المتواصلة لإيقافه القصف ومنع استهداف المدنيين».
الجيش العراقي يدخل مرحلة انتقالية بين حكومتين.. ويركز على القصف الجوي والمدفعي
مسؤول عسكري: نواجه عدوا شرسا ومتدربا على حرب العصابات ويتفوق علينا حتى في الأسلحة
الجيش العراقي يدخل مرحلة انتقالية بين حكومتين.. ويركز على القصف الجوي والمدفعي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة