خبراء يطالبون بإنشاء قاعدة أميركية دائمة للأبحاث على سطح القمر

لاستعادة الهيبة الفضائية واكتساب الخبرات لإقامة قواعد مشابهة على المريخ

خبراء يطالبون بإنشاء قاعدة أميركية دائمة للأبحاث على سطح القمر
TT

خبراء يطالبون بإنشاء قاعدة أميركية دائمة للأبحاث على سطح القمر

خبراء يطالبون بإنشاء قاعدة أميركية دائمة للأبحاث على سطح القمر

بعد أن نجحت الصين في إيصال أول عربة استكشاف علمية إلى سطح القمر في مهمة الأولى من نوعها منذ عام 1976 لتصبح الدولة الثالثة في العالم بعد الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق، طالب خبير فضائي أميركي بإنشاء قاعدة دائمة للأبحاث على سطح القمر للدخول في سباق لاستكشاف أقرب الأجرام السماوية إلى الأرض.
وبرر كريستوفر ماكي الباحث في علوم الكواكب لدى وكالة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) مطالبته هذه، التي جاءت في مقالة نشرت في عدد الشهر الماضي مجلة «نيو سبايس»، بعدة أسباب نوردها هنا.
* الهيبة الفضائية أول سبب لإنشاء مثل هذه القاعدة القمرية، بعد دخول دول أخرى غير أميركا وروسيا في النادي الفضائي مثل الصين والهند، إضافة إلى اهتمام الشركات الفضائية بالقمر مثل «سايس إكس» و«مون إكسبريس». ودعا ماكي إلى الحفاظ على مساحة بنصف قطر 500 متر حول موقع هبوط أوائل رواد الفضاء الأميركيين لمنع أي شخص من النزول عليها أو استغلالها، وهو المقترح الذي قدمته «ناسا» عام 2011.
* السياحة الفضائية: يمكن لقاعدة قمرية مأهولة تمهيد الطريق أمام السياحة الفضائية على القمر. وهناك مثال جيد لنشاطات القاعدة الأميركية في القارة القطبية الجنوبية على مدة 60 عاما، التي ساعدت في ازدهار السياحة هناك.
* استكشاف القمر: ستتيح القاعدة للعلماء إمكانات التعرف على نشأة القمر والتدقيق في النشاطات الجيولوجية عليه وتحديد مواقع المياه والثلوج.
* دراسة التأثيرات الصحية للفضاء على الرواد.
* اكتساب خبرات هندسية لبناء قواعد على سطح الأجرام السماوية، ربما تساعد على بناء قواعد مماثلة على سطح المريخ. إلا أن روبرت زوبرين رئيس منظمة «رابطة المريخ» لا يتفق مع الرأي القائل بأهمية بناء القواعد على القمر تمهيدا لبنائها على المريخ، ويشير إلى أن التحديات تكمن على سطح الكوكب الأحمر، ولهذا فمن المحبذ بناء القواعد عليه مباشرة.
* تحول الإنسان إلى مخلوق فضائي «ما بين كوكبي».



«مرايا» الذكاء الاصطناعي تعكس دواخلها «مع كل التحيزات»

«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
TT

«مرايا» الذكاء الاصطناعي تعكس دواخلها «مع كل التحيزات»

«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها

قبل بضع سنوات، وجدت شانون فالور نفسها أمام تمثال «بوابة السحاب (Cloud Gate)»، الضخم المُصمَّم على شكل قطرة زئبقية من تصميم أنيش كابور، في حديقة الألفية في شيكاغو. وبينما كانت تحدق في سطحه اللامع المرآتي، لاحظت شيئاً، كما كتب أليكس باستيرناك (*).

وتتذكر قائلة: «كنت أرى كيف أنه لا يعكس أشكال الأفراد فحسب، بل والحشود الكبيرة، وحتى الهياكل البشرية الأكبر مثل أفق شيكاغو... ولكن أيضاً كانت هذه الهياكل مشوَّهة؛ بعضها مُكبَّر، وبعضها الآخر منكمش أو ملتوٍ».

الفيلسوفة البريطانية شانون فالور

تشويهات التعلم الآلي

بالنسبة لفالور، أستاذة الفلسفة في جامعة أدنبره، كان هذا يذكِّرنا بالتعلم الآلي، «الذي يعكس الأنماط الموجودة في بياناتنا، ولكن بطرق ليست محايدة أو موضوعية أبداً»، كما تقول. أصبحت الاستعارة جزءاً شائعاً من محاضراتها، ومع ظهور نماذج اللغة الكبيرة (والأدوات الكثيرة للذكاء الاصطناعي التي تعمل بها)، اكتسبت مزيداً من القوة.

مرايا الذكاء الاصطناعي مثل البشر

تبدو «مرايا» الذكاء الاصطناعي مثلنا كثيراً؛ لأنها تعكس مدخلاتها وبيانات التدريب، مع كل التحيزات والخصائص التي يستلزمها ذلك. وبينما قد تنقل القياسات الأخرى للذكاء الاصطناعي شعوراً بالذكاء الحي، فإن «المرآة» تعبير أكثر ملاءمة، كما تقول فالور: «الذكاء الاصطناعي ليس واعياً، بل مجرد سطح مسطح خامل، يأسرنا بأوهامه المرحة بالعمق».

غلاف كتاب «مرايا الذكاء الاصطناعي»

النرجسية تبحث عن صورتها

كتابها الأخير «مرآة الذكاء الاصطناعي (The AI Mirror)»، هو نقد حاد وذكي يحطِّم عدداً من الأوهام السائدة التي لدينا حول الآلات «الذكية». يوجه بعض الاهتمام الثمين إلينا نحن البشر. في الحكايات عن لقاءاتنا المبكرة مع برامج الدردشة الآلية، تسمع أصداء نرجس، الصياد في الأساطير اليونانية الذي وقع في حب الوجه الجميل الذي رآه عندما نظر في بركة من الماء، معتقداً بأنه شخص آخر. تقول فالور، مثله، «إن إنسانيتنا مُعرَّضة للتضحية من أجل هذا الانعكاس».

تقول الفيلسوفة إنها ليست ضد الذكاء الاصطناعي، لكي نكون واضحين. وسواء بشكل فردي، أو بصفتها المديرة المشارِكة لمنظمة «BRAID»، غير الربحية في جميع أنحاء المملكة المتحدة المكرسة لدمج التكنولوجيا والعلوم الإنسانية، قدَّمت فالور المشورة لشركات وادي السيليكون بشأن الذكاء الاصطناعي المسؤول.

نماذج «مسؤولة» ومختبرة

وهي ترى بعض القيمة في «نماذج الذكاء الاصطناعي المستهدفة بشكل ضيق والآمنة والمختبرة جيداً والمبررة أخلاقياً وبيئياً» لمعالجة المشكلات الصحية والبيئية الصعبة. ولكن بينما كانت تراقب صعود الخوارزميات، من وسائل التواصل الاجتماعي إلى رفاق الذكاء الاصطناعي، تعترف بأن ارتباطها بالتكنولوجيا كان مؤخراً «أشبه بالوجود في علاقة تحوَّلت ببطء إلى علاقة سيئة. أنك لا تملك خيار الانفصال».

فضائل وقيم إنسانية

بالنسبة لفالور، إحدى الطرق للتنقل وإرشاد علاقاتنا المتزايدة عدم اليقين بالتكنولوجيا الرقمية، هي الاستفادة من فضائلنا وقيمنا، مثل العدالة والحكمة العملية. وتشير إلى أن الفضيلة لا تتعلق بمَن نحن، بل بما نفعله، وهذا جزء من «صراع» صنع الذات، بينما نختبر العالم، في علاقة مع أشخاص آخرين. من ناحية أخرى، قد تعكس أنظمة الذكاء الاصطناعي صورة للسلوك أو القيم البشرية، ولكن كما كتبت في كتابها، فإنها «لا تعرف عن التجربة الحية للتفكير والشعور أكثر مما تعرف مرايا غرف نومنا آلامنا وأوجاعنا الداخلية».

الخوارزميات والعنصرية وعدم المساواة

في الوقت نفسه تعمل الخوارزميات المدربة على البيانات التاريخية، بهدوء، على تقييد مستقبلنا بالتفكير نفسه الذي ترك العالم «مليئاً بالعنصرية والفقر، وعدم المساواة، والتمييز، وكارثة المناخ».

«كيف سنتعامل مع تلك المشكلات الناشئة التي ليست لها سابقة؟»، تتساءل فالور، وتشير: «مرايانا الرقمية الجديدة تشير إلى الوراء».

الاعتماد على السمات البشرية المفيدة

مع اعتمادنا بشكل أكبر على الآلات، وتحسينها وفقاً لمعايير معينة مثل الكفاءة والربح، تخشى فالور أننا نخاطر بإضعاف عضلاتنا الأخلاقية أيضاً، وفقدان المسار للقيم التي تجعل الحياة تستحق العناء.

مع اكتشافنا لما يمكن أن يفعله الذكاء الاصطناعي، سنحتاج إلى التركيز على الاستفادة من السمات البشرية الفريدة أيضاً، مثل التفكير القائم على السياق والحكم الأخلاقي، وعلى تنمية قدراتنا البشرية المتميزة. كما تعلمون. وهي تقول: «لسنا بحاجة إلى هزيمة الذكاء الاصطناعي. نحن بحاجة إلى عدم هزيمة أنفسنا».

* مجلة «فاست كومباني» - خدمات «تريبيون ميديا»

اقرأ أيضاً