إحسان أوغلي: إرادة الشعوب العربية نجحت في إقالة الحكومات لكنها لم تستطع إدارة العمل السياسي

تحدث لـ «الشرق الأوسط» في آخر يوم عمل له

إحسان اوغلي
إحسان اوغلي
TT

إحسان أوغلي: إرادة الشعوب العربية نجحت في إقالة الحكومات لكنها لم تستطع إدارة العمل السياسي

إحسان اوغلي
إحسان اوغلي

أكد أكمل الدين إحسان أوغلي، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أن ما يحدث في كثير من الدول العربية من توتر سياسي جاء من خلال إرادة الشعوب ومناضلتها للحصول على حقها في العيش الرغيد، مشيرا إلى أن تلك التحركات لم تأتِ في شكل أحزاب سياسية منظمة أو عمل سياسي مدعوم، وإنما هي تعبير من الشعوب أنفسها عن الحالة التي وصلت إليها، ورغبتها وإرادتها القوية في التغيير.
وقال أوغلي في رد على «الشرق الأوسط» إن تلك التحركات التي تقودها الشعوب لم تستطع أن تصل إلى نجاح في إقامة الديمقراطية الحقيقة وممارسة الحق السياسي لها، بل كان نتيجة ذلك الفوضى والخلافات التي تضر بالدول، مشيرا إلى أن منظمة المؤتمر الإسلامي لم يكن لها محل من الإعراب، وأضحت اليوم في مكان الفاعل في الجملة الدولية.
وأوضح في آخر مؤتمر صحافي عقده، أمينا عاما لـ«التعاون الإسلامي»، أن المنظمة أصبحت رقما أساسيا في المعادلة الدولية، مشددا على ضرورة أن يكون لها تمثيل عادل في مجلس الأمن الدولي، يعكس ثقل وهموم مليار و600 مليون مسلم.
ورفع إحسان أوغلي صورة كاريكاتيرية، احتفظ بها على مكتبه في مقر المنظمة، طوال سنوات عمله، وتحمل رسما تعبيريا لأشخاص يحاولون قلب سلحفاة على بطنها، وترمز إلى «منظمة المؤتمر الإسلامي»، في إشارة إلى المحاولات لجعل المنظمة فاعلة، وقال متوجها إلى الصحافيين إن «هذا ما كانت عليه المنظمة قبل أن أتسلم المنصب، عام 2005، وأترك لكم حرية رسم الكاريكاتير المعبّر عما هي عليه الآن».
وفي إجابته لأحد الصحافيين عن توصيفه هو، قال إحسان أوغلي: «كانت سلحفاة، وهي الآن حصان سباق»، منوها بما قامت به المنظمة من تغييرات وتفعيل لأدائها لتكون شريكا دوليا، وأداة فاعلة في قضايا العالم الإسلامي.
وأشار إلى أن المنظمة تواجه تحديات كثيرة في الفترة المقبلة، أبزرها (الصراعات الداخلية، والفقر والبطالة، والتطرف، ووضع المرأة في العالم المسلم)، لافتا إلى أن ثمة خطوات مهمة سوف تتحقق في يناير (كانون الثاني) المقبل، أبرزها عقد مؤتمر لجنة القدس منذ فترة زمنية بعيدة، بعد إلحاح من قبل المنظمة، وتنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية، كما أوضح بأن المنظمة ستشارك في مؤتمر «جنيف 2»، في ظل عدم مشاركتها في مؤتمر «جنيف 1»، وهو ما عدّه اعترافا دوليا بمكانتها ودورها.
وشكر أوغلي وسائل الإعلام المحلية، ووزارة الثقافة والإعلام السعودية، على دعمها لأعمال المنظمة، وإبراز أنشطتها، كما وجه شكره للسعودية قيادة وشعبا.
وأعرب الأمين العام المغادر عن سعادته لتسليمه الأمانة لرجل ذو كفاءة لديه من الخبرات والقدرات الكثير، قاصدا الأمين العام القادم، إياد أمين مدني، الذي سوف يتسلم رسميا مهام عمله اليوم.



تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش»، وفق ما أفاد صحافيون في «وكالة الصحافة الفرنسية».

يقف أفراد أمن «طالبان» في حراسة بينما يحضر الناس جنازة خليل الرحمن حقاني بمقاطعة غردا راوا في أفغانستان 12 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

وقتل حقاني، الأربعاء، في مقر وزارته، حين فجّر انتحاري نفسه في أول عملية من نوعها تستهدف وزيراً منذ عودة حركة «طالبان» إلى السلطة عام 2021.

وشارك آلاف الرجال، يحمل عدد منهم أسلحة، في تشييعه بقرية شرنة، مسقط رأسه في منطقة جبلية بولاية باكتيا إلى جنوب العاصمة الأفغانية.

وجرى نشر قوات أمنية كثيرة في المنطقة، في ظل مشاركة عدد من مسؤولي «طالبان» في التشييع، وبينهم رئيس هيئة أركان القوات المسلحة، فصيح الدين فطرت، والمساعد السياسي في مكتب رئيس الوزراء، مولوي عبد الكبير، وفق فريق من صحافيي «وكالة الصحافة الفرنسية» في الموقع.

وقال هدية الله (22 عاماً) أحد سكان ولاية باكتيا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طالباً عدم كشف اسمه كاملاً: «إنها خسارة كبيرة لنا، للنظام وللأمة».

من جانبه ندّد بستان (53 عاماً) بقوله: «هجوم جبان».

أشخاص يحضرون جنازة خليل الرحمن حقاني القائم بأعمال وزير اللاجئين والعودة في نظام «طالبان» غير المعترف به دولياً العضو البارز في شبكة «حقاني» (إ.ب.أ)

ومنذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم، إثر الانسحاب الأميركي في صيف 2021، تراجعت حدة أعمال العنف في أفغانستان، إلا أن الفرع المحلي لتنظيم «داعش - ولاية خراسان» لا يزال ينشط في البلاد، وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت مدنيين وأجانب ومسؤولين في «طالبان»، وكذلك أقلية الهزارة الشيعية.

وخليل الرحمن حقاني، الذي كان خاضعاً لعقوبات أميركية وأممية، هو عمّ وزير الداخلية، واسع النفوذ سراج الدين حقاني. وهو شقيق جلال الدين حقاني، المؤسس الراحل لشبكة «حقاني»، التي تنسب إليها أعنف هجمات شهدتها أفغانستان خلال الفترة الممتدة ما بين سقوط حكم «طالبان»، إبان الغزو الأميركي عام 2001، وعودة الحركة إلى الحكم في 2021.