الصدر يحذر من هجمات لاحتلال بغداد

عرض التنسيق مع الحكومة لمواجهتها

الصدر يحذر من هجمات لاحتلال بغداد
TT

الصدر يحذر من هجمات لاحتلال بغداد

الصدر يحذر من هجمات لاحتلال بغداد

حذر مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، من هجمات لاحتلال العاصمة العراقية (بغداد) يقوم بها تنظيم «داعش»، مبديا في بيان مساء أول من أمس استعداده للتنسيق مع الحكومة العراقية لمواجهة هذا الخطر.
وجاء في بيان الصدر أنه «حسب ما وردتنا من معلومات (استخباراتية) وغيرها، فإن بعض التنظيمات الإرهابية الظلامية قد أتمت استعداداتها لدخول العاصمة الحبيبة بغداد». وأضاف: «من منطلق السلام والدفاع عن المقدسات، فأنا على أتم الاستعداد لجمع العدد للدفاع عنها بالتنسيق مع بعض الجهات الحكومية لتجهيزها بالعدة الملائمة لذلك، وأرى أن الإسراع بذلك بات ضروريا». وتابع الصدر في بيانه: «فإن وافقت الحكومة على ذلك، فسيجري إصدار الأمر ببيان آخر، فانتظروا إني معكم من المنتظرين»، مبينا أنه «إذا جرى ذلك، فإننا مستعدون لحماية حدود بغداد وبواباتها، ومستعدون للدفاع عن مقدساتها ومساجدها وكنائسها ودور العبادة فيها». لكن الجهات الرسمية العراقية لم تعلق على بيان الصدر سواء لجهة طبيعة ما ورد فيه من معلومات وصفها بالاستخباراتية أو إمكانية التعاون معه في سبيل صد هذه الهجمات.
بدوره، كشف قائد عسكري عراقي لـ«الشرق الأوسط»، طالبا عدم الكشف عن هويته، أن «الحكومة العراقية بدأت ببناء ساتر كبير حول بغداد يبدأ من منطقة الزيدان شمال غربي قضاء أبو غريب وقطع حتى الآن مسافة واسعة من أجل حماية العاصمة من أي هجمات إرهابية محتملة، رغم أن بناء هذا الساتر سيستغرق وقتا». وبشأن احتمال تعرض بغداد لهجمات من «داعش» قد تصل إلى حد احتلالها، طبقا لمعلومات الصدر، استبعد القائد العسكري ذلك، قائلا إن «هناك الآن ثلاثة خطوط قتالية تحيط بالعاصمة؛ وهي قوات الجيش العراقي، والمتطوعون بالحشد الشعبي والكتائب المسلحة، بالإضافة إلى أن هناك تنسيقا بين الجهات الحكومية ومناطق حزام بغداد من خلال شيوخ العشائر مما يبقي العاصمة بعيدة عن مثل هذه المخاطر رغم وجود خلايا نائمة يسعى تنظيم (داعش) إلى إيقاظها بين فترة وأخرى».
وأوضح القائد العسكري أن «تنظيم (داعش) يتفوق في مسألتين نعمل على إنهائهما وهما القناصون، وهم بالإضافة إلى مهارتهم يستخدمون أسلحة قناصة تطلق لمسافات أبعد مما نملكه نحن، والثانية هي العبوات التي يزرعونها بكثافة في كل منطقة يصلون إليها»، مشيرا إلى «أنهم يحاولون من خلال هذا الأسلوب تغطية العجز البشري لديهم بالقياس إلى التفوق العددي لدينا».
من جهته، يرى الخبير الأمني العراقي الدكتور معتز محي الدين عبد الرحمن، مدير المركز الجمهوري للدراسات الأمنية ببغداد، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «خطة (داعش) تبدو، وطبقا لكل المعطيات، ليس التوجه إلى بغداد واحتلالها رغم أنها حاولت أول الأمر، بل إحكام السيطرة على المناطق الشمالية من العراق وهي مصادر النفط، وصولا إلى موانئ تركيا شمالا، ومن ثم التوجه غربا بإحكام السيطرة على المثلث العراقي - التركي - السوري». وأضاف أن «الضربات التي باشرتها الولايات المتحدة الأميركية لقوات (داعش) المتجهة شمالا تأتي من منطلقين: الأول أن الأميركيين لا يسمحون بتمدد (داعش) إلى الحد الذي يمكن أن تتحول فيه إلى دولة ببنية تحتية كاملة عند إحكام السيطرة على آبار النفط المنتشرة في المناطق التي بدأت تتحرك فيها الآن، والثاني أن الأميركيين حلفاء للكرد من منطلق علاقة استراتيجية لم تتغير منذ قبل احتلال العراق عام 2003 وحتى اليوم وهي علاقة لم تظفر بها بغداد مع الأميركيين، الأمر الذي جعل الأميركيين يربطون أي تعاون مع بغداد بتجاوز السياسيين خلافاتهم».
وأوضح عبد الرحمن أن «الضربات الأميركية ستعمل على الحد من تقدم قوات (داعش)، وهو ما يجعل قوات البيشمركة، التي فوجئت بتقدم (داعش) السريع، تستعيد توازنها مجددا وتقوم بهجمات مضادة ».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».