خلافات عميقة داخل «دولة القانون» يشعلها العامري والشهرستاني

السيستاني يصف تشبث المالكي بـ«الخطأ الفظيع»

خلافات عميقة داخل «دولة القانون» يشعلها العامري والشهرستاني
TT

خلافات عميقة داخل «دولة القانون» يشعلها العامري والشهرستاني

خلافات عميقة داخل «دولة القانون» يشعلها العامري والشهرستاني

ثانية، يجد رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي نفسه في زاوية حرجة حيال تأكيدات المرجع الديني الأعلى في العراق آية الله السيستاني الذي طوّر خطابه الذي يعبر عن وجهة نظره كل جمعة من مجرد النصح والإرشاد إلى الانتقاد الصريح، وبالذات عبر ما بات يسميه التشبث بالمناصب. وكانت «الشرق الأوسط» قد انفردت أمس بنشر تفاصيل تبليغ المرجعية الشيعية لائتلاف دولة القانون عدم موافقة آية الله السيستاني على ترشيح المالكي لولاية ثالثة.
ففي خلال صلاة الجمعة الأسبوع الماضي اكتفى السيستاني بانتقاد عملية التشبث بالمناصب، وهو ما عدّه مقلدوه حتى داخل ائتلاف دولة القانون، وفي المقدمة منهم كتلتا بدر بزعامة هادي العامري وزير النقل (22 مقعدا) ومستقلون بزعامة حسين الشهرستاني نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة (11 مقعدا) - تفويضا واضحا لهم بعدم التمسك بالمالكي. لكن في صلاة الجمعة، أمس، بكربلاء وصف المرجع الديني من خلال ممثله عبد المهدي الكربلائي التشبث بالمناصب بـ«الخطأ الفظيع». وقال الكربلائي إنه «تزامنا مع جرائم داعش وتمددها لمناطق أخرى يستمر الاختلاف بين الفرقاء السياسيين، وقد تم تمديد المهلة الدستورية لمنصب رئيس مجلس الوزراء عسى أن يحصل الاتفاق عليه، وإننا في الوقت الذي نؤكد فيه ضرورة أن تحظى الحكومة الجديدة بقبول وطني واسع، نناشد كل المرشحين أن يراقبوا الله وأن يفسحوا المجال لمن يكون منهم هو الأكفأ والأقدر على جمع الكلمة والعمل مع الكتل السياسية الممثلة لباقي مكونات الشعب، فإن الإصرار على التشبث بالموقع تترتب عليه آثار سلبية وهو خطأ فظيع، ويجب أن يشعروا بالمسؤولية أمام شعبهم». وقال ممثل المرجعية الدينية: «ليعلم كل الساسة أن التناحر بينهم الذي ليس إلا لمصالح شخصية أو طائفية، قد تسبب بإضعاف الجميع وفسح المجال للإرهابيين لارتكاب جرائمهم، ومن هنا نقول آن الأوان لكي يتنبه الجميع، ومن أهم الشروط المطلوبة لوقف تمدد داعش لمناطق أخرى والقضاء عليها وطردها من العراق توحيد القوى السياسية لمواقفها والعمل برؤية واحدة لإدارة البلد تراعى فيها حقوق المواطنين العراقيين وواجباتهم بشكل متساوٍ بلا اختلاف. وليعلم البعض أن لا قيمة لمكسب من وراء الإصرار على مواقفه المثيرة للاختلاف والتنازع إزاء ما يتعرض له الشعب العراقي».
وبينما أمهل رئيس الجمهورية فؤاد معصوم وباتفاق مع رئيس البرلمان سليم الجبوري كتلة التحالف الوطني حتى الساعة الحادية عشرة من مساء أول من أمس للاتفاق على مرشحها لرئاسة الوزراء فإن الخلافات العميقة بين مكونات التحالف الوطني لا سيما بين دولة القانون التي يتزعمها المالكي من جهة والائتلاف الوطني العراقي الذي يمثله الصدريون والمجلس الأعلى من جهة أخرى حالت دون التوصل إلى اتفاق على مرشح واحد، وهو ما اضطر رئيس الجمهورية إلى تمديد المهلة الدستورية حتى يوم غد باعتبار أن يومي الجمعة والسبت عطلة رسمية في العراق لغرض تكليف مرشح الكتلة الكبرى، لكن في سياق ما بات متداولا داخل أروقة دولة القانون، فإن الخلافات انتقلت إليها بعد بروز خلافات حادة بين المالكي من جهة وكل من العامري والشهرستاني على خلفية موقف صريح للسيستاني بعدم التجديد للمالكي.
الائتلاف الوطني من جهته وعلى لسان القيادي فيه وعضو البرلمان العراقي عن كتلة المواطن محمد اللكاش قال إن «الائتلاف الوطني ينتظر الآن المداولات داخل دولة القانون الرامية لإقناع المالكي بالتنازل وعدم الترشح ثانية لأنه فشل أولا، ولأنه لم يعد يحظى بأي مقبولية وطنية ثانيا».
وقال اللكاش في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الائتلاف الوطني (كتلة الأحرار والمجلس الأعلى) يعمل الآن باتجاهين، الأول هو معرفة نتائج مداولات دولة القانون بعد حصول خلافات واسعة، لا سيما لجهة الشهرستاني والعامري، والثاني هو الاتفاق على اسم المرشح من داخل الائتلاف الذي سوف يتحدد اسمه خلال الساعات المقبلة»، مبينا أن «رئيس الجمهورية سيجد اسم مرشحنا جاهزا يوم الأحد ويكلفه حسب السياقات الدستورية». وكشف عن أن «كلا الطرفين، دولة القانون والائتلاف الوطني، لم يتوصلا إلى نتيجة خلال اجتماع الخميس، والآن يجري العمل ليس بطريقة الاجتماع المشترك بل كل طرف يعمل باتجاه من أجل بلورة موقف موحد في النهاية»، مؤكدا أن «ما أعلنته المرجعية خلال خطبة الجمعة أمس لم يعد قابلا للنقاش، وهو بمثابة بيان صريح للسيد المالكي لعدم الترشح».
من جانبها أكدت كتلة التحالف الكردستاني أن «رئيس الجمهورية فؤاد معصوم لم يواجه أي إحراجات أو ضغوط، بل هو مدد المهلة الدستورية بسبب العطلة، وسوف يرشح من يتفق عليه التحالف الوطني، حيث إن الكرة في ملعبهم وليست في ملعب الرئيس». وأضاف أن «المسألة باتت واضحة الآن، وهي أن يحظى المرشح بمقبولية من قبل الكتل الأخرى، وبالتالي فإننا نرى أنه حتى لو كلف المالكي فإنه لن يحصل على الثقة داخل البرلمان»، مبينا أن «لدى الكرد تجربة سلبية معه في الدورة الماضية، حيث وقعنا معه اتفاقية من 19 نقطة لم ينفذ منها نقطة واحدة، وبالتالي صار صعبا العمل من دون ضمانات دولية وليست داخلية».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.