ارتفاع النفط بعد غارات أميركا على «داعش» في العراق

«أوبك» تتوقع تراجع الطلب العالمي

ارتفاع النفط بعد غارات أميركا على «داعش» في العراق
TT

ارتفاع النفط بعد غارات أميركا على «داعش» في العراق

ارتفاع النفط بعد غارات أميركا على «داعش» في العراق

في الوقت الذي خفضت فيه منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في العام الحالي، سجلت أسعار النفط الخام يوم أمس الجمعة ارتفاعات جديدة في نهاية تعاملاتها بعد أن أعلنت أميركا توجيه ضربات محددة إلى مواقع تنظيم «داعش» في الأراضي العراقية، وهي الضربات التي أعلن عنها الرئيس الأميركي باراك أوباما في وقت مبكر من صباح يوم أمس. وتأتي هذه التطورات بعد أن شهدت أسعار النفط الخام خلال الأسابيع الثلاثة الماضية تراجعات ملحوظة بسبب ارتفاع معدلات الإمداد وانخفاض مستويات الطلب، إلا أنها عادت يوم أمس إلى تسجيل الارتفاعات لتستقر بذلك مستويات الأسعار عند 105.44 دولار للبرميل.
كما ارتفعت أسعار الخام الأميركي 42 سنتا ليتحدد سعر التسوية عند 97.34 دولار للبرميل، ليغلق بذلك فرق السعر بين الخامين القياسيين عند مستويات 8.10 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ 24 يونيو (حزيران) الماضي، وسط توقعات بمزيد من التحسن للأسعار خلال الفترة القادمة.
وفي السياق ذاته، خفضت منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في العام 2014 للشهر الثاني على التوالي، مبينة أنها زادت إنتاجها في يوليو (تموز) المنصرم رغم أحداث العنف في العراق وليبيا.
وقلصت «أوبك» في تقرير شهري نشر يوم أمس، توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط هذا العام إلى 1.10 مليون برميل يوميا، بانخفاض 30 ألف برميل يوميا، كما خفضت أيضا توقعاتها للطلب العالمي على نفطها الخام في العام الحالي إلى 29.61 مليون برميل يوميا، بما يقل 70 ألف برميل يوميا عن التقديرات السابقة، وعزت ذلك إلى انخفاض توقعات الطلب وزيادة توقعات الإمداد من خارج المنظمة.
وأمام هذه المستجدات لا تزال السعودية تشكل عاملا مهما في استقرار أسواق النفط العالمية، وتعويض نقص الإمدادات الذي قد يحدث من حين إلى آخر، وسط معدلات إنتاج استقرت خلال الفترة الماضية بين مستويات 9.1 و9.7 مليون برميل يوميا.
وتعليقا على هذه التطورات، أكد فهد المشاري، الخبير الاقتصادي والمالي، لـ«الشرق الأوسط»، يوم أمس، أن ارتفاع أسعار النفط يوم أمس جاء نتيجة الإعلان الأميركي عن بدء غارات جوية على مواقع محددة في الأراضي العراقية، مبينا أن استقرار أسعار النفط الخام بين مستويات 103 إلى 108 دولارات بات أمرا متوقعا لما تبقى من تعاملات الشهر الجاري.
وفي ذات الإطار، صعد سعر «الذهب» هو الآخر إلى أعلى مستوياته في ثلاثة أسابيع، يوم أمس، جاء ذلك بعد أن أجاز الرئيس الأميركي باراك أوباما شن ضربات جوية في العراق، متجها على ما يبدو لتسجيل أفضل أداء أسبوعي في سبعة أسابيع.
وتأتي هذه التطورات في وقت أكد فيه مختصون أن تراجع أسعار البترول خلال الأيام القليلة الماضية بما نسبته 10 في المائة عن مستوياتها التي كانت عليها خلال الأشهر الثلاثة الماضية؛ لن يؤثر بشكل مباشر على الموازنة السعودية للعام الحالي، إلا أنهم أشاروا في الوقت ذاته إلى أن انخفاض الأسعار من المتوقع أن يؤثر في حجم إيرادات البلاد.
ولفت هؤلاء خلال حديثهم لـ«الشرق الأوسط» قبل نحو أربعة أيام، إلى أن انخفاض أسعار البترول دون حاجز الـ100 دولار للبرميل سيؤثر بشكل كبير على الدول المنتجة للنفط الصخري، كالولايات المتحدة الأميركية، نظرا لأنه يتطلب تكاليف إنتاج عالية، بعكس النفط المنتج في الدول الأخرى، الذي تنخفض فيه حجم تكاليف الإنتاج إلى مستويات أقل.
وأمام هذه التطورات، أبدى فضل البوعينين، الخبير الاقتصادي والمالي، استغرابه من تراجع أسعار النفط إلى مستويات 104 دولارات للبرميل خلال الأيام القليلة الماضية (أدنى مستوياته منذ أربعة أشهر)، وقال خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» حينها: «القلاقل الموجودة في بعض الدول المنتجة كالعراق وليبيا، وما تشهده أوكرانيا من أزمات، مقابل العقوبات المفروضة على روسيا التي تعد من أهم الدول المنتجة للبترول؛ من المفترض أن تقود إلى ارتفاع أسعار البترول عالميا، لكن ما يحدث حاليا هو انخفاض الأسعار بشكل يدعو للاستغراب».
فيما قال الدكتور نعمت أبو الصوف، الخبير في شؤون الطاقة، لـ«الشرق الأوسط»، في وقت سابق: «رغم أن أميركا لعبت دورا مهما في سوق النفط العالمية خلال الفترة الأخيرة، في ظل تزايد معدلات إنتاجها إلى تسعة ملايين برميل من النفط الخام وسوائل الغاز الطبيعي؛ فإنها مضطرة إلى استيراد نحو 8.4 مليون برميل نفط يوميا، كما أنها في عام 2035 ستستورد نحو ستة ملايين برميل نفط يوميا، وهو الأمر الذي يعني عدم مقدرتها على تحقيق الاكتفاء الذاتي».



الليرة السورية ترتفع بشكل ملحوظ بعد تراجع حاد

الليرة السورية (رويترز)
الليرة السورية (رويترز)
TT

الليرة السورية ترتفع بشكل ملحوظ بعد تراجع حاد

الليرة السورية (رويترز)
الليرة السورية (رويترز)

شهدت الليرة السورية تحسناً ملحوظاً في قيمتها أمام الدولار، حيث أفاد عاملون في سوق الصرافة بدمشق يوم السبت، بأن العملة الوطنية ارتفعت إلى ما بين 11500 و12500 ليرة مقابل الدولار، وفقاً لما ذكرته «رويترز».

ويأتي هذا التحسن بعد أن بلغ سعر صرف الدولار نحو 27 ألف ليرة سورية، وذلك بعد يومين فقط من انطلاق عملية «ردع العدوان» التي شنتها فصائل المعارضة في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ويوم الأربعاء، قال رئيس الحكومة الانتقالية المؤقتة في سوريا، محمد البشير، لصحيفة «إيل كورييري ديلا سيرا» الإيطالية: «في الخزائن لا يوجد سوى الليرة السورية التي لا تساوي شيئاً أو تكاد، حيث يمكن للدولار الأميركي الواحد شراء 35 ألف ليرة سورية». وأضاف: «نحن لا نملك عملات أجنبية، وبالنسبة للقروض والسندات، نحن في مرحلة جمع البيانات. نعم، من الناحية المالية، نحن في وضع سيئ للغاية».

وفي عام 2023، شهدت الليرة السورية انخفاضاً تاريخياً أمام الدولار الأميركي، حيث تراجعت قيمتها بنسبة بلغت 113.5 في المائة على أساس سنوي. وكانت الأشهر الستة الأخيرة من العام قد شهدت الجزء الأكبر من هذه التغيرات، لتسجل بذلك أكبر انخفاض في تاريخ العملة السورية.