قبل 36 عاما، وبالتحديد عام 1978، دخلت «لاورا» بنت استيلا دي كارلوتو السجن في الأرجنتين، بسبب نشاطها السياسي المعارض للحكم العسكري آنذاك، ولم تعرف الأم أي شيء عن ابنتها غير أنها كانت حاملا عندما دخلت السجن، ثم ولدت ولدا في المستشفى العسكري في بوينس آيرس، ولم تبق مع ابنها غير خمس ساعات فقط، وبعد شهرين تم إعدامها، ولم تزل في الرابعة والعشرين من عمرها. ومنذ ذلك الحين فقدت الجدة أثر حفيدها، لكنها لم تستسلم، وظلت تبحث عنه طوال هذه الفترة، حتى عثرت عليه مؤخرا، بعد أن كان الحفيد قد تطوع لإجراء اختبارات طبية لمعرفة عائلته الحقيقية، ذلك أن العائلة التي تعهدت بتربيته أخبرته بأنه ابنها بالتبني، وكانت نتيجة اختبارات الحامض النووي قد أثبتت أنه ابن لاورا، حفيد استيلا دي كارلوتو رئيسة منظمة «جدات ميدان مايو». وقد أعلن الخبر خال الحفيد، غيدو كارلوتو وقال: «لا أستطيع الإدلاء بأي معلومات حول الحفيد لأسباب قانونية»، ولكن الصحافة استطاعت التوصل إلى معرفة اسم الحفيد وهو اغناثيو أوربان، فنان موسيقي، ويدير مدرسة للموسيقى.
واستيلا دي كارلوتو (83 عاما) عملت مدرسة، ثم تم انتخابها رئيسة لمنظمة «جدات ساحة مايو»، وهي منظمة تجمع أولئك الذين فقدوا أبناءهم أو أحفادهم إبان الحكم العسكري في الأرجنتين بين 1976 و1983. وتسعى لمعرفة الأطفال الذين فقدوا عوائلهم. تقول الجدة «اتصلت بي كريستنيا رئيسة الجمهورية، كانت تبكي، وسألتني إذا كان هذا الخبر صحيحا، فقلت لها: نعم، فبكينا معا».
القاضية ماريا سيربيني مسؤولة قضية الذين فقدوا إبان الحكم العسكري، قالت: «لقد كان موقفا مؤثرا للغاية لي وللعاملين معي، بعد وصول نتيجة الاختبارات إلينا. قلت لها: استيلا، لقد عثرنا على طفل آخر من أبناء المفقودين. فكانت فرحتها هائلة. تصوروا كيف كانت حالتها عندما قلت لها: إنه حفيدك».
يحمل الحفيد اسم اغناثيو أوربان، وعاش مع عائلته التي تبنته في مدينة اواباريا، ثم درس في بوينس آيرس الموسيقى، وهو الآن يدير مدرسة للموسيقى. ومن غريب الصدف أنه كان يتعاون مع منظمة «جدات ساحة مايو» بإجراء فعاليات موسيقية، لكنه لم يكن على علم بأنه يتعاون مع جدته، دون أن يعرف بأنها جدته.
تقول الجدة: «لقد كمل عدد أحفادي بالكامل، إنهم 14 حفيدا، لقد خصصت الكرسي رقم 14 له، وكان فارغا طيلة هذه الفترة، والآن سيشغله. أتذكر أنه شارك منظمتنا في نشاطاتها في شهر يوليو (تموز)، واستقبلناه واستمعنا إليه. على أي حال هو يعرف بأننا في انتظاره».
تقول إحدى صديقات الحفيدة سألتها إحدى المرات: «استيلا»، ماذا تفعلين لو أنك لم تعثري على حفيدك؟ فردت علي قائلة: المهم أننا بذلنا جهودا كبيرة للعثور على بعض الأحفاد الذين فقدوا أهاليهم، وبهذا فإن جهودنا لم تكن ضائعة.
رئيسة منظمة «جدات ميدان مايو» الأرجنتينية تعثر على حفيدها بعد 36 سنة
رئيسة الجمهورية تحدثت معها لتهنئتها وبكتا معا
رئيسة منظمة «جدات ميدان مايو» الأرجنتينية تعثر على حفيدها بعد 36 سنة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة