استهل الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ولايته الرئاسية الثانية التي بدأت أول من أمس بتدشين توسعة ميناء نواكشوط المستقل، وهو يستعد للمغادرة (مساء أمس) إلى الولايات المتحدة حيث من المنتظر أن يترأس القمة الأفريقية - الأميركية إلى جانب الرئيس باراك أوباما، التي ستنعقد غدا الثلاثاء.
وكان ولد عبد العزيز قد أدى اليمين الدستورية مساء أول من أمس رئيسا لولاية ثانية، وتعهد في اليمين أن لا يقوم أو يدعم بشكل مباشر أو غير مباشر أي مبادرة من شأنها أن تؤدي إلى مراجعة الأحكام الدستورية المتعلقة بولايات رئيس الجمهورية، وهي الفقرة التي توقف عندها أغلب الموريتانيين في ظل مخاوف من إمكانية تغيير الدستور والترشح لولاية ثالثة، وهو ما يتعارض مع الدستور الحالي. وقد حقق ولد عبد العزيز فوزا ساحقا في الانتخابات الرئاسية التي نظمت في 21 يونيو (حزيران) الماضي، وقاطعتها المعارضة، حيث حقق نسبة 81.94 في المائة بحسب النتيجة النهائية التي أعلنها المجلس الدستوري أمس خلال حفل التنصيب.
وفي خطابه بمناسبة التنصيب قال ولد عبد العزيز إن «الشفافية والنزاهة التي ميزت الانتخابات بشهادة جميع المراقبين الوطنيين والدوليين تبرهن بجلاء على نضج التجربة الديمقراطية الموريتانية»، مضيفا أن «الفائز الأول هو الشعب الموريتاني»، قبل أن يقول: «أتعهد أمام الله ثم أمامكم، مواطنيَّ الأعزاء، بأن أضطلع بدوري الدستوري كاملا بصفتي رئيسا لكل الموريتانيين، وأن لا أدخر جهدا في سبيل تقدم وازدهار بلدنا ورفاه شعبنا».
وفي سياق حديثه عن الولاية الرئاسية المنصرمة، قال ولد عبد العزيز: «لقد قطعت بلادنا خلال السنوات الخمس الأخيرة أشواطا متقدمة في مجالات شتى، كصون مقدساتنا الإسلامية وتثمين تراثنا الثقافي وتوطيد وحدتنا الوطنية واستتباب الأمن وضبط الحالة المدنية وترسيخ الديمقراطية ومحاربة الفساد والقضاء على مخلفات الرق وتسوية الإرث الإنساني والتكفل بالمبعدين والاهتمام بالشرائح الهشة من مجتمعنا والعناية بالنساء والشباب». وقال ولد عبد العزيز الذي سيحكم البلاد لخمس سنوات مقبلة إنه سيعمل على «مضاعفة الجهود صونا لهذه المكاسب الثمينة وتعزيزا لمسيرة الإصلاح على جميع الأصعدة، كما سنواصل بجد وإخلاص ترسيخ قيمنا الإسلامية السمحة ومحاربة مظاهر الغلو والتطرف والتصدي بحزم لكل ما من شأنه المساس بمقدساتنا أو التأثير السلبي على النهج الوسطي الذي عرفت به بلاد شنقيط على مر العصور».
وركز ولد عبد العزيز بشكل لافت على الملف الاقتصادي وقال إنه «سيسهر على مواصلة محاربة الفساد، واستحداث الآليات القانونية الملائمة للقضاء نهائيا على الرشوة والممارسات المخلة بقواعد الحكامة الرشيدة، فالفساد عائق حقيقي في وجه التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وستظل مكافحته من أولى الأولويات، خلال المأمورية الرئاسية الجديدة»، على حد تعبيره. وتجاهل ولد عبد العزيز في خطابه الملف السياسي، حيث لم يتعرض لخصومه في المعارضة على غير عادته، وهو ما فسره بعض المراقبين بأن ولد عبد العزيز ركز على استعراض الإنجازات وتجاهل الأزمة السياسية، وهو يتحدث أمام رؤساء دول أفريقية وعشرات الوفود من العالم العربي وأفريقيا وآسيا، وممثلين عن بعض المنظمات الدولية.
في غضون ذلك ينتظر أن تقدم الحكومة الموريتانية استقالتها بعد أن أدى الرئيس اليمين الدستورية، في ظل تكهنات داخل الساحة السياسية بإمكانية تغيير أكثر من 15 وزيرا، واحتفاظ بعض الوزراء بمناصبهم، على رأسهم رئيس الوزراء مولاي ولد محمد لقظف.
على صعيد آخر يستعد ولد عبد العزيز للتوجه إلى الولايات المتحدة الأميركية للمشاركة في القمة الأفريقية الأميركية، وذلك بوصفه الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي، حيث من المنتظر أن يترأس أعمال القمة إلى جانب الرئيس الأميركي باراك أوباما. وتنعقد القمة تحت عنوان «الاستثمار في الجيل القادم»، وتبدأ أشغالها هذا الأسبوع لتستمر أربعة أيام في العاصمة الأميركية واشنطن، ويشارك فيها رؤساء دول وحكومات 51 دولة أفريقية؛ وتعد هذه القمة الأولى من نوعها تجسيدا لفكرة سبق أن طرحها الرئيس أوباما خلال جولته العام الماضي في القارة السمراء، وذلك بهدف تشجيع التعاون بين الولايات المتحدة والدول الأفريقية.
ولد عبد العزيز يتعهد للموريتانيين بالمحافظة على الدستور.. ومحاربة التطرف
الرئيس استهل ولايته الثانية بتدشين ميناء نواكشوط والمشاركة بالقمة الأفريقية ـ الأميركية في واشنطن
ولد عبد العزيز يتعهد للموريتانيين بالمحافظة على الدستور.. ومحاربة التطرف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة