ولد عبد العزيز يتعهد للموريتانيين بالمحافظة على الدستور.. ومحاربة التطرف

الرئيس استهل ولايته الثانية بتدشين ميناء نواكشوط والمشاركة بالقمة الأفريقية ـ الأميركية في واشنطن

الرئيس محمد ولد عبد العزيز يتلقى التهنئة من نائب رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا (يمين) بعد أدائه اليمين الدستورية في نواكشوط (إ.ب.أ)
الرئيس محمد ولد عبد العزيز يتلقى التهنئة من نائب رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا (يمين) بعد أدائه اليمين الدستورية في نواكشوط (إ.ب.أ)
TT

ولد عبد العزيز يتعهد للموريتانيين بالمحافظة على الدستور.. ومحاربة التطرف

الرئيس محمد ولد عبد العزيز يتلقى التهنئة من نائب رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا (يمين) بعد أدائه اليمين الدستورية في نواكشوط (إ.ب.أ)
الرئيس محمد ولد عبد العزيز يتلقى التهنئة من نائب رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا (يمين) بعد أدائه اليمين الدستورية في نواكشوط (إ.ب.أ)

استهل الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ولايته الرئاسية الثانية التي بدأت أول من أمس بتدشين توسعة ميناء نواكشوط المستقل، وهو يستعد للمغادرة (مساء أمس) إلى الولايات المتحدة حيث من المنتظر أن يترأس القمة الأفريقية - الأميركية إلى جانب الرئيس باراك أوباما، التي ستنعقد غدا الثلاثاء.
وكان ولد عبد العزيز قد أدى اليمين الدستورية مساء أول من أمس رئيسا لولاية ثانية، وتعهد في اليمين أن لا يقوم أو يدعم بشكل مباشر أو غير مباشر أي مبادرة من شأنها أن تؤدي إلى مراجعة الأحكام الدستورية المتعلقة بولايات رئيس الجمهورية، وهي الفقرة التي توقف عندها أغلب الموريتانيين في ظل مخاوف من إمكانية تغيير الدستور والترشح لولاية ثالثة، وهو ما يتعارض مع الدستور الحالي. وقد حقق ولد عبد العزيز فوزا ساحقا في الانتخابات الرئاسية التي نظمت في 21 يونيو (حزيران) الماضي، وقاطعتها المعارضة، حيث حقق نسبة 81.94 في المائة بحسب النتيجة النهائية التي أعلنها المجلس الدستوري أمس خلال حفل التنصيب.
وفي خطابه بمناسبة التنصيب قال ولد عبد العزيز إن «الشفافية والنزاهة التي ميزت الانتخابات بشهادة جميع المراقبين الوطنيين والدوليين تبرهن بجلاء على نضج التجربة الديمقراطية الموريتانية»، مضيفا أن «الفائز الأول هو الشعب الموريتاني»، قبل أن يقول: «أتعهد أمام الله ثم أمامكم، مواطنيَّ الأعزاء، بأن أضطلع بدوري الدستوري كاملا بصفتي رئيسا لكل الموريتانيين، وأن لا أدخر جهدا في سبيل تقدم وازدهار بلدنا ورفاه شعبنا».
وفي سياق حديثه عن الولاية الرئاسية المنصرمة، قال ولد عبد العزيز: «لقد قطعت بلادنا خلال السنوات الخمس الأخيرة أشواطا متقدمة في مجالات شتى، كصون مقدساتنا الإسلامية وتثمين تراثنا الثقافي وتوطيد وحدتنا الوطنية واستتباب الأمن وضبط الحالة المدنية وترسيخ الديمقراطية ومحاربة الفساد والقضاء على مخلفات الرق وتسوية الإرث الإنساني والتكفل بالمبعدين والاهتمام بالشرائح الهشة من مجتمعنا والعناية بالنساء والشباب». وقال ولد عبد العزيز الذي سيحكم البلاد لخمس سنوات مقبلة إنه سيعمل على «مضاعفة الجهود صونا لهذه المكاسب الثمينة وتعزيزا لمسيرة الإصلاح على جميع الأصعدة، كما سنواصل بجد وإخلاص ترسيخ قيمنا الإسلامية السمحة ومحاربة مظاهر الغلو والتطرف والتصدي بحزم لكل ما من شأنه المساس بمقدساتنا أو التأثير السلبي على النهج الوسطي الذي عرفت به بلاد شنقيط على مر العصور».
وركز ولد عبد العزيز بشكل لافت على الملف الاقتصادي وقال إنه «سيسهر على مواصلة محاربة الفساد، واستحداث الآليات القانونية الملائمة للقضاء نهائيا على الرشوة والممارسات المخلة بقواعد الحكامة الرشيدة، فالفساد عائق حقيقي في وجه التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وستظل مكافحته من أولى الأولويات، خلال المأمورية الرئاسية الجديدة»، على حد تعبيره. وتجاهل ولد عبد العزيز في خطابه الملف السياسي، حيث لم يتعرض لخصومه في المعارضة على غير عادته، وهو ما فسره بعض المراقبين بأن ولد عبد العزيز ركز على استعراض الإنجازات وتجاهل الأزمة السياسية، وهو يتحدث أمام رؤساء دول أفريقية وعشرات الوفود من العالم العربي وأفريقيا وآسيا، وممثلين عن بعض المنظمات الدولية.
في غضون ذلك ينتظر أن تقدم الحكومة الموريتانية استقالتها بعد أن أدى الرئيس اليمين الدستورية، في ظل تكهنات داخل الساحة السياسية بإمكانية تغيير أكثر من 15 وزيرا، واحتفاظ بعض الوزراء بمناصبهم، على رأسهم رئيس الوزراء مولاي ولد محمد لقظف.
على صعيد آخر يستعد ولد عبد العزيز للتوجه إلى الولايات المتحدة الأميركية للمشاركة في القمة الأفريقية الأميركية، وذلك بوصفه الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي، حيث من المنتظر أن يترأس أعمال القمة إلى جانب الرئيس الأميركي باراك أوباما. وتنعقد القمة تحت عنوان «الاستثمار في الجيل القادم»، وتبدأ أشغالها هذا الأسبوع لتستمر أربعة أيام في العاصمة الأميركية واشنطن، ويشارك فيها رؤساء دول وحكومات 51 دولة أفريقية؛ وتعد هذه القمة الأولى من نوعها تجسيدا لفكرة سبق أن طرحها الرئيس أوباما خلال جولته العام الماضي في القارة السمراء، وذلك بهدف تشجيع التعاون بين الولايات المتحدة والدول الأفريقية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.