خلاف بين بغداد وأربيل حول عدد سكان إقليم كردستان

مسؤول كردي: الحكومة الاتحادية تتبع أساليب غير علمية

خلاف بين بغداد وأربيل حول عدد سكان إقليم كردستان
TT

خلاف بين بغداد وأربيل حول عدد سكان إقليم كردستان

خلاف بين بغداد وأربيل حول عدد سكان إقليم كردستان

أعلنت حكومة إقليم كردستان العراق أن الأرقام التي تطرحها الحكومة الاتحادية حول نسبة السكان في الإقليم وزيادة النسبة فيها «لا تستند على قاعدة علمية صحيحة»، في إشارة إلى إعلان الحكومة الاتحادية أن عدد السكان في إقليم كردستان العراق سيصل إلى 5.100.087 مليون نسمة. وحسب حكومة أربيل فإن عدد سكان الإقليم في الوقت الحالي يزيد على 5.3 مليون نسمة.
رئيس الهيئة العامة للإحصاء في إقليم كردستان العراق، محمد أمين، بين في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن ما تطرحه بغداد من أرقام حول العدد الحقيقي للسكان والزيادة السكانية في الإقليم لا يندرج ضمن أهداف سياسية متعمدة أو أخطاء فنية من قبل بغداد في تبيان هذه الأرقام بل إن السبب الرئيس في هذا اللبس يعود إلى الخريطة التي يعدها الإقليم الخريطة الحقيقية لحدوده ومحافظاته بأقضيتها ونواحيها التي لا تعد كذلك في حسابات الحكومة الاتحادية في بغداد. وأضاف أن كل عملية إحصائية تقوم بها وزارة التخطيط العراقية «لا تحتسب فيها بعض الأقضية والنواحي التي يعدها الإقليم جزءا منه إداريا وبالأخص في أربيل ودهوك بالعكس من هيئة الإحصاء في الإقليم التي تحتسب أقضية مخمور وشيخان وفايدة على محافظتي أربيل ودهوك». وكشف محمد أمين أن نسبة النمو السكاني في الإقليم حسب الإحصاءات الموجودة لدى هيئته جاءت بين «2.7 و3.1 في المائة»، عادا إياها «نسبة جيدة للنمو بالمقارنة مع باقي المحافظات العراقية». ولم يستبعد رئيس الهيئة أن تكون مسألة الزيادة السكانية «أحد الملفات الخلافية في بداية الحملة الانتخابية لانتخابات مجلس النواب العراقي في أبريل (نيسان) 2014».
وأوضح محمد أمين أن ما تنشره وزارة التخطيط الاتحادية من أرقام حول عدد السكان «صادر من مكتب وزير التخطيط العراقي ولا علاقة لهيئة الإحصاء العراقية، وأعد بالاعتماد على الطرق القديمة المتبعة من قبل النظام السابق في تحديد نسبة السكان بإضافة توقعات الزيادة بالاعتماد على قوانين ومقاييس محددة لا علاقة لها بالتطور الحاصل في تبيان الزيادة السكانية علميا». وقال إن «ما قدمته وزارة التخطيط من إحصاءات حول توقعات الزيادة السكانية هو الذي تعتمد عليه الحكومة العراقية في تحديد حصة الإقليم من الموازنة العامة العراقية».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».