الحكومة العراقية تكشف عن استخدام أسلحة أميركية متطورة ضد «داعش»

مستشار لرئيس الوزراء يشير إلى قرب وصول دفعة أخرى

جنود عراقيون قرب مروحية هجومية في مطار المثنى العسكري في بغداد
جنود عراقيون قرب مروحية هجومية في مطار المثنى العسكري في بغداد
TT

الحكومة العراقية تكشف عن استخدام أسلحة أميركية متطورة ضد «داعش»

جنود عراقيون قرب مروحية هجومية في مطار المثنى العسكري في بغداد
جنود عراقيون قرب مروحية هجومية في مطار المثنى العسكري في بغداد

كشفت الحكومة العراقية عن استخدام معدات وأجهزة اتصال متطورة في معركتها ضد الإرهاب بعد تسلمها من الولايات المتحدة الأميركية، مشيرة إلى قرب وصول دفعة أخرى من الأسلحة لهذا الغرض.
وفي حين شكك عضو في لجنة الأمن والدفاع البرلمانية بصحة مثل هذه المعلومات فإن علي الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قال في صفحته الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أمس إن «العراق تسلم من الولايات المتحدة الأميركية معدات وأجهزة اتصال متطورة لدعم القوات المسلحة في معركتها ضد الإرهاب»، مضيفا أن «الجيش العراقي استخدم في حملته بصحراء الأنبار صواريخ وصلت مؤخرا من أميركا». وأضاف الموسوي أن «العمليات في صحراء الأنبار مستمرة لمطاردة الإرهابيين، وتم قتل الكثير منهم؛ وإلقاء القبض على أعداد كبيرة من المطلوبين»، مشيرا إلى أن «القوات الأمنية تمكنت من تدمير أوكار الإرهابيين في المنطقة، والعثور على أسلحة ومتفجرات ومعلومات عن تنظيمهم الإجرامي». وأضاف أن «المعركة ما تزال مستمرة». وأوضح الموسوي أن «العراق يدعو منذ فترة إلى تزويده بالأسلحة الخاصة بمكافحة الإرهاب ليس إلا، والتي تتضمن الطائرات المسيرة (من دون طيار)، التي باستطاعتها توجيه ضربات للإرهابيين، إضافة إلى معدات وأجهزة اتصال»، مبينا أن «بعض هذه المعدات وصلت، ونحن نتوقع وصول القسم الآخر منها في وقت قريب». ومضى الموسوي قائلا إن «القوات الأمنية تستطيع بما لديها من أسلحة أن تلحق الهزيمة بالإرهابيين والقتلة، وأن تطاردهم في أي مكان يحاولون اللجوء إليه»، مستدركا أن «العراق تسلم بعض الصواريخ التي تستعمل في مقاتلة الإرهابيين، واستعملت في الحملة الأمنية التي تنفذها قواتنا الأمنية في صحراء الأنبار».
وتأتي تأكيدات الموسوي بهذا الشأن على خلفية المعلومات التي تناقلتها أخيرا بعض كبريات الصحف الأميركية بهذا الشأن وفي ضوء الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء نوري المالكي إلى الولايات المتحدة الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي التي بحث فيها مع مسؤولي الإدارة الأميركية عدة ملفات مشتركة أبرزها في مجال التعاون في محاربة الإرهاب وملف الأزمة السورية. من جهته، قال شوان محمد طه، عضو البرلمان العراقي عن التحالف الكردستاني وعضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «المعلومات التي لدي ومن مصادر عسكرية رفيعة المستوى تفيد بأن الأسلحة التي جرى استخدامها في الحرب ضد الإرهاب ليست جديدة بل هي موجودة ومنذ نحو خمس سنوات». وأضاف طه قائلا إنه «في حين يوجد إرهاب في العراق وهو ما يتطلب تكاتف الجميع للقضاء عليه، فإن ما نلاحظه للأسف هو أن هناك عملية ترويج سياسي»، معتبرا أن «إعادة الحديث عن زيارة المالكي إلى الولايات المتحدة الآن أمر يثير الاستغراب». وأضاف طه أن «العمليات التي تقوم بها القوات المسلحة ضد الإرهابيين يجب أن تدعم من قبل الجميع لكن الإرهاب وداعش (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام) ليسا موجودين في صحراء الأنبار فقط وإنما هناك مناطق كان يجب التحرك عليها منذ زمن طويل وبالتالي فإن الإجراءات تأخرت كثيرا». ودعا طه إلى «عدم خلط الأوراق بين ما هو سياسي وما هو أمني حتى في إطار ما بات يصرح به بعض أعضاء البرلمان بشأن نوع من التقسيم المجتمعي بين من يؤيد أو يعارض وهو أمر غير صحيح». وبشأن التوقيت الذي جرت به عملية «ثأر القائد محمد» في محافظة الأنبار، قال طه إن «التوقيت يمثل أحد أمرين إما تأخير الانتخابات أو دعاية انتخابية مبكرة».
وبشأن المعلومات حول دخول عناصر إرهابية إلى ساحة اعتصام الرمادي، مركز محافظة الأنبار، قال طه إن «هذا الأمر لو صح فإن الحكومة تتحمل مسؤوليته بسبب عدم تنفيذ المطالب المشروعة طوال عام كامل، وهو ما أدى إلى حصول تداعيات على صعيد ساحات الاعتصام، وهو توغل الإرهابيين إليها واتخاذها ملاذا آمنا لهم». من جانبه، أكد الخبير الأمني الدكتور معتز محيي الدين، رئيس المركز الجمهوري للدراسات الاستراتيجية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «العمليات العسكرية مستمرة هناك، ولكن هناك أيضا غموض يحيط بها، حيث لا يوجد ناطق عسكري رسمي يوضح سير العمليات وما انتهت إليه، إذ إن ما نلاحظه هو أن هناك تهويلا إعلاميا في قنوات فضائية معينة، بينما ما يحتاج إليه المواطن هو توضيح الحقائق والتداعيات الخاصة بهذه المعركة». وأضاف محيي الدين أن «العمليات لم تسفر مثلا حتى الآن عن إلقاء القبض على رموز قيادات (القاعدة) ممن وزعت صورهم والمعلومات تشير إلى أنهم تسربوا إلى مناطق أخرى؛ لأن (القاعدة) لا تتخذ معسكرات ثابتة وإنما تتنقل كأشباح وهو ما يحتاج إلى تحشيد مجتمعي صحيح وعدم تشكيك بهذا وذاك، وكذلك عدم نقل المعركة إلى ساحات أخرى حتى لا تصبح ذريعة للبعض بالتشكيك المضاد».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.