وصل وفد من حركة حماس إلى العاصمة المصرية القاهرة، اليوم (الأحد)، للمشاركة في مباحثات مع وسطاء مصريين من أجل الوصول لهدنة تنهي الصراع مع إسرائيل في قطاع غزة.
ويترأس وفد حماس، الذي وصل من العاصمة القطرية الدوحة صباح اليوم، القيادي في الحركة عزت الرشق.
ومن جانبها، دعت القاهرة - الوسيط التقليدي في النزاعات المتجددة بين إسرائيل وحماس - الفلسطينيين وإسرائيل لإرسال وفودهما إلى القاهرة لبدء مباحثات للوصول لهدنة دائمة في غزة على أساس المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار. لكن إسرائيل أعلنت أنها لن ترسل وفدا للقاهرة.
ومن جانبه، قال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي تساحي هانغبي، لوكالة الصحافة الفرنسية «حماس أثبتت أنها تخرق أي اتفاق على الفور، مثلما حدث خمس مرات في أكثر من هدنة سابقة». وأضاف هانغبي «لذلك فإنه ليس من الواضح في هذه المرحلة أي فائدة ستجنيها إسرائيل من المشاركة في أي محاولة للوصول لاتفاقيات على أساس المبادرة المصرية».
ويذكر أنه مساء أمس (السبت) وصل إلى القاهرة خمسة أعضاء آخرين من الوفد الفلسطيني، من بينهم ماجد فرج مدير المخابرات الفلسطينية. ومن المنتظر وصول ممثلي حركة الجهاد الإسلامي، ومبعوث الولايات المتحدة للشرق الأوسط فرانك لونستين، كذلك توني بلير موفد اللجنة الرباعية الدولية إلى الشرق الأوسط.
وترمي المفاوضات لإنهاء الصراع في غزة الذي خلف أكثر من 1740 قتيلا فلسطينيا، معظمهم من المدنيين، وشرد قرابة ربع سكان القطاع المحاصر منذ ثماني سنوات. وقتل 64 جنديا إسرائيليا منذ أن بدأت الدولة العبرية في الثامن من يوليو (تموز) هجومها على قطاع غزة لوقف إطلاق الصواريخ عليها من غزة.
ويناقش الوفد الفلسطيني الذي شكله الرئيس الفلسطيني محمود عباس المطالب الفلسطينية مع وسطاء مصريين، ومن بينها طلب لإنهاء الحصار على قطاع غزة المستمر منذ عام 2006، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
ومن جانبها، أعلنت إسرائيل أنها لن ترسل وفدا تفاوضيا إلى القاهرة.
وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، أن «المبادرة المصرية هي الفرصة الحقيقية لإيجاد حل حقيقي للأزمة في غزة وإيقاف نزيف الدم». وأصر السيسي على أن المبادرة المصرية هي أساس أي مفاوضات بين إسرائيل وحماس، مشددا على أنه «لا يوجد حل ثان».
على صعيد متصل، بدأ الجيش الإسرائيلي اليوم سحب بعض قواته البرية من القطاع وإعادة نشر قوات أخرى، بينما أكد المتحدث باسم الجيش بيتر ليرنر أن العملية العسكرية ما زالت جارية. وقال ليرنر «نحن نسحب بعض القوات ونعيد نشر أخرى في قطاع غزة، ونتخذ مواقع أخرى»، مؤكدا أن «العملية مستمرة». وأضاف «نحن نعيد الانتشار في قطاع غزة ونتخذ مواقع أخرى مختلفة ونغير مهمة بعض القوات لكي لا تكون بالنسبة لهم نفس العملية البرية». وتابع «لكن بالتأكيد سنواصل عمليتنا، ولدينا قوة رد فعل سريع على الأرض يمكن أن تخوض معركة مع حماس إذا تطلب الأمر ذلك».
وقتل صباح اليوم عشرة فلسطينيين على الأقل وأصيب عشرات آخرون بجروح، في غارة إسرائيلية استهدفت مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في رفح جنوب غزة، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة في القطاع. وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة إن عشرة فلسطينيين قتلوا في قصف إسرائيلي على مدرسة تابعة لـ«الأونروا» فيها مئات النازحين في رفح.
من جهته، كتب المتحدث باسم الأونروا كريس غونيس، في تغريدة على موقع «تويتر»: «التقارير الأولية تفيد بأن هناك عددا من القتلى والجرحى في مدرسة لـ(الأونروا) في رفح»، مشيرا إلى أن المدرسة تؤوي نحو ثلاثة آلاف نازح. وهذه هي المرة الثالثة في غضون عشرة أيام التي تقوم فيها إسرائيل بقصف مدرسة تابعة لـ«الأونروا» تؤوي مئات النازحين الفلسطينيين الذين فروا بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع.
ويذكر أن المجتمع الدولي، من بينه الشعب الأميركي، قد أظهر تضامنا مع شعب غزة، إذ تظاهر الآلاف يوم أمس (السبت) أمام البيت الأبيض، ولف بعضهم أنفسهم بالأعلام الفلسطينية من أجل الدعوة للسلام ووقف الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة. وردد المتظاهرون الذين قدموا من مختلف أنحاء الولايات المتحدة وبينهم الكثير من الأطفال هتافات تدعو إلى وقف «المساعدة الأميركية لإسرائيل» وإلى «خروج إسرائيل من فلسطين». وعبر الكثير من المتظاهرين عن غضبهم من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي تعهد بمواصلة الهجوم العسكري على حركة حماس في غزة ما دام الأمر يستلزم ذلك. ونظمت مظاهرات أخرى في مدن أميركية أخرى بينها لوس أنجليس خصوصا أمام مقر القنصلية الإسرائيلية.
وفد حماس يصل القاهرة.. والجيش الإسرائيلي يبدأ في سحب قواته
مقتل عشرة فلسطينيين على الأقل في غارة إسرائيلية على مدرسة تابعة لـ«الأونروا»
وفد حماس يصل القاهرة.. والجيش الإسرائيلي يبدأ في سحب قواته
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة