ليل أجمل من الظلام

ليل أجمل من الظلام
TT

ليل أجمل من الظلام

ليل أجمل من الظلام
رفيف الظل

«رفيف الظل» زاوية جديدة، تنشر أسبوعيا في مثل هذا اليوم. وتختلف هذه الزاوية عن غيرها من الزوايا السابقة كونها، أولا، نصا مفتوحا يحمل هواجس إنساننا المعاصر وانشغالاته، وكونها، ثانيا، نتاجا مشتركا لثلاثة شعراء عرب يمثلون أجيالا مختلفة، ويعيشون في بلدان مختلفة، وهم الشاعر البحريني قاسم حداد، والشاعر السعودي سعد الدوسري، والشاعر الإماراتي عادل خزام.
 

ليل أجمل من الظلام

هذا صباح شبيه بسابقه من الأيام، لا أحد، لا حضور ولا غياب، ثمة شيء من الهوس المضطرب في رائحة الانتظار،
وأنت كما الطرقات تحرق الإسفلت بعيون ملتهبة.
كأن الفراشات نحو النار.
ليس للفراشة مناص،
سوى أن تغوي الليل،
وتتذوق ملاءة الصحو.
والنار شهوة السماء.
الكتاب آلة الزمن، والحبر زيتها.
القلم آلة الحياة، والكلمة بيتها.
ويبقى أن أشعَّ ببوصلة الصمت،
ثم أهطل شرق المليحة.
لولا أن حدود الخرائط ممحوة بفعل الحب، لتيسر للسماء أن يعيد صياغتها ثانية.
انظرْ إلى الموت، لا مفر منه ولا نجاة. قم إذن، وتعال مكتظا بالحياة.
التفتْ للشجر،
تهدك آياتها،
وتوسوس لك نداها.
نعم،
الشجرة سيدة الغابة ومليكة الزرقة
في الليل.
كلما الليل أجمل من الظلام.



الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
TT

الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)

دعا الشاعر السوري أدونيس من منفاه في فرنسا الأربعاء إلى "تغيير المجتمع" في بلده وعدم الاكتفاء بتغيير النظام السياسي فيه بعد سقوط الرئيس بشار الأسد.

وقال أدونيس (94 عاما) خلال مؤتمر صحافي في باريس قبيل تسلّمه جائزة أدبية "أودّ أولا أن أبدي تحفّظات: لقد غادرتُ سوريا منذ العام 1956. لذلك أنا لا أعرف سوريا إذا ما تحدّثنا بعمق". وأضاف "لقد كنت ضدّ، كنت دوما ضدّ هذا النظام" الذي سقط فجر الأحد عندما دخلت الفصائل المسلّحة المعارضة إلى دمشق بعد فرار الأسد إلى موسكو وانتهاء سنوات حكمه التي استمرت 24 عاما تخلّلتها منذ 2011 حرب أهلية طاحنة.

لكنّ أدونيس الذي يقيم قرب باريس تساءل خلال المؤتمر الصحافي عن حقيقة التغيير الذي سيحدث في سوريا الآن. وقال "أولئك الذين حلّوا محلّه (الأسد)، ماذا سيفعلون؟ المسألة ليست تغيير النظام، بل تغيير المجتمع". وأوضح أنّ التغيير المطلوب هو "تحرير المرأة. تأسيس المجتمع على الحقوق والحريات، وعلى الانفتاح، وعلى الاستقلال الداخلي".

واعتبر أدونيس أنّ "العرب - ليس العرب فحسب، لكنّني هنا أتحدّث عن العرب - لا يغيّرون المجتمع. إنّهم يغيّرون النظام والسلطة. إذا لم نغيّر المجتمع، فلن نحقّق شيئا. استبدال نظام بآخر هو مجرد أمر سطحي". وأدلى الشاعر السوري بتصريحه هذا على هامش تسلّمه جائزة عن مجمل أعماله المكتوبة باللغتين العربية والفرنسية.

ونال أدونيس جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس وتحمل اسم شاعر كتب باللغتين الكتالونية والإسبانية.