مصادر إسرائيلية تؤكد وأبو ردينة ينفي وجود قناة اتصال سرية بين عباس ونتنياهو

تل أبيب تتحدى واشنطن وتطلق حملة استيطان جديدة مقابل إطلاق سراح أسرى

قوات إسرائيلية على حدود قطاع غزة أمس (إ.ب.أ)
قوات إسرائيلية على حدود قطاع غزة أمس (إ.ب.أ)
TT

مصادر إسرائيلية تؤكد وأبو ردينة ينفي وجود قناة اتصال سرية بين عباس ونتنياهو

قوات إسرائيلية على حدود قطاع غزة أمس (إ.ب.أ)
قوات إسرائيلية على حدود قطاع غزة أمس (إ.ب.أ)

بينما أكدت مصادر إسرائيلية، نفى الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، أمس، أن يكون هناك أي اتصالات سرية مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
وقال أبو ردينة إنه لا يوجد أي قناة اتصال خلفية وسرية مع الحكومة الإسرائيلية.
وكان أبو ردينه يرد على ما أثارته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، الأوسع انتشارا في إسرائيل، عن قناة تواصل سرية بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الفلسطيني من خلال مندوبين يلتقون في لندن. وقالت الصحيفة إن ثمة قناة تواصل سرية بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، قائمة منذ عهد الحكومة السابقة لنتنياهو، عبر ممثلين يلتقون في لندن. وبحسب الصحيفة فإن المحامي يتسحاق مولخو، المعروف بأنه أمين أسرار نتنياهو كان يلتقي بممثل شخصي لعباس في لندن، ويعتقد أنه رجل أعمال، ويناقشان مسائل مختلفة. وقالت «يديعوت» إن التواصل بين الطرفين ليس رسميا، لكنه كان يهدف إلى تبادل الرسائل وحل المسائل العالقة، بما في ذلك النقاش حول حل الدولتين.
وأضافت الصحيفة، أن القناة السرية بدأت في فترة الحكومة السابقة لنتنياهو، لكن الطرفان كانا يرغبان بالحفاظ على سريتها، إذ لم يرغبا بالتعرض إلى ضغوطات سياسية داخلية، ولم يطلعا أحدا على الأمر سوى المقربين منهما وشخصيات أميركية. وتهدف القناة السرية بحسب الصحيفة إلى حل المشكلات اليومية التي تحدث على أرض الواقع، والتمهيد لخطوات سياسية كبيرة، (قد تكون المفاوضات)، وإعطاء انطباع لدى من يطلع على المعلومات بأن هنالك رغبة بتحسين الوضع السياسي في حالات الجمود.
وليست هذه المرة الأولى التي تستضيف بها لندن محادثات سرية تتعلق بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، فقد بدأت اتفاقيات أوسلو عام 1993 بعد إجراء محادثات سرية في عاصمة الضباب. وجاء نشر الخبر في الوقت الذي تشهد فيه المفاوضات العلنية بين الطواقم الفنية أزمة عميقة.
ومنذ أسابيع لم يلتق الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي بسبب خلافات تطال كل الملفات تقريبا.
ويجري التفاوض الآن بين الطرفين عبر الوسيط الأميركي الذي من المتوقع أن يطرح اتفاق إطار الشهر المقبل أو الذي يليه.
وبينما ينتظر الفلسطينيون إطلاق سراح دفعة ثالثة من الأسرى القدامى، نهاية الشهر الحالي، ينتظر أن يتخذ نتنياهو خطوة من شأنها تعقيد الموقف أكثر.
وقالت مصادر إسرائيلية كبيرة إن نتنياهو لم يستجب للطلب الأميركي بتأجيل الإعلان عن مناقصات بناء في المستوطنات بينما يطلق سراح الأسرى، وسيعلن الأسبوع المقبل عن بناء موسع في الضفة الغربية مقابل إطلاق سراح نحو 24 أسيرا فلسطينيا.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير للقناة الإسرائيلية السابعة، «لن نخضع لأي إملاءات لا أميركية ولا أوروبية».
ومن المتوقع أن يجري الإعلان عن البناء قبل أو بعد إطلاق سراح المجموعة الثالثة من الأسرى المتوقع الأحد أو الاثنين المقبلين.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه قرار شخصي أخذه نتنياهو على عاتقه.
ومن المفترض أن تكون اللجنة الوزارية الخاصة بإطلاق سراح أسرى اجتمعت أمس، على أن تصادق الحكومة الإسرائيلية، الأحد على إطلاق سراح الأسرى، لكن وزراء إسرائيليين هددوا بتعطيل العملية.
وقال وزير الاقتصاد، نفتالي بينت، «إن تكرار العمليات الإرهابية مرتبط بمواصلة إطلاق سراح مخربين، نحن نقدم تنازلات، ونتعاون وهم يقتلون مواطنين إسرائيليين».
وأيد نائب وزير الدفاع، داني دانون، موقف بينت، وقال للإذاعة الإسرائيلية، «في دولة طبيعية تنفجر فيها حافلة يوم الأحد ويطعن فيها شرطي يوم الاثنين، ويطلق النار على عامل يقوم بإصلاح الجدار الأمني يوم الثلاثاء، لا يجري الرد عبر إطلاق سراح مخربين في اليوم التالي».
وقدمت عائلات قتلى إسرائيليين التماسا للمحكمة العليا لوقف إطلاق سراح الأسرى، فيما قامت مجموعة أخرى من هذه العائلات، بتنظيم مظاهرة أمام بيت رئيس الحكومة الإسرائيلية في القدس، وطلبت العائلات مقابلة نتنياهو لمناقشة الأمر. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعلون، «ستتم مناقشة الأمر قبل إطلاق سراح الأسرى لاتخاذ القرار المناسب، إذا كان فعلا سيجري إطلاق سراح أسرى، ومن سيجري إطلاق سراحه».
وأضاف ردا على سؤال حول بناء استيطاني مقابل ذلك، «من حقنا أن نبني، هذا متفق عليه مع الأميركيين وسنواصل ذلك».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.