واشنطن تزود بغداد بخمسة آلاف صاروخ «هيلفاير»

بالتزامن مع صفقة أسلحة عراقية ـ روسية قيمتها نحو مليار دولار

مسلحون ينتمون إلى «داعش» يستعرضون قوتهم  في أحد شوارع بيجي أول من أمس (أ.ب)
مسلحون ينتمون إلى «داعش» يستعرضون قوتهم في أحد شوارع بيجي أول من أمس (أ.ب)
TT

واشنطن تزود بغداد بخمسة آلاف صاروخ «هيلفاير»

مسلحون ينتمون إلى «داعش» يستعرضون قوتهم  في أحد شوارع بيجي أول من أمس (أ.ب)
مسلحون ينتمون إلى «داعش» يستعرضون قوتهم في أحد شوارع بيجي أول من أمس (أ.ب)

بالتزامن مع صفقة أسلحة بقيمة مليار دولار تقريبا أبرمتها الحكومة العراقية مع روسيا، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستزود الحكومة العراقية بآلاف من صواريخ «هيلفاير» لمساعدة قواتها في التصدي لهجمات مسلحي تنظيم «داعش» الذي سيطر على مساحات شاسعة في شمال وغرب العراق. وأعلن مسؤولون أميركيون أن الولايات المتحدة تعتزم بيع العراق خمسة آلاف صاروخ «هيلفاير» في صفقة تبلغ قيمتها 700 مليون دولار. وهذه الصفقة هي الأكبر لصواريخ «هيلفاير» وافقت عليها وزارة الخارجية وستحال على الكونغرس ليوافق عليها بدوره. وقالت وكالة التعاون في مجال الدفاع والأمن الأميركية إن «هذه الصواريخ الخمسة آلاف المضادة للدبابات ترمي إلى دعم قوات الأمن العراقية في عملياتها الراهنة». وتطلق القوات العراقية هذه الصواريخ من طائرات «سيسنا»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. واستبعدت الولايات المتحدة إرسال جنود إلى العراق لمساعدة الجيش العراقي في التصدي لـ«داعش»، لكن واشنطن أرسلت إلى العراق مستشارين عسكريين ووعدت بتسريع عملية تسليم الأسلحة وتركت الباب مفتوحا أمام إمكان تنفيذ غارات جوية في العراق. وبحسب المتحدث باسم البنتاغون، الكولونيل البحري جون كيربي، فإن الولايات المتحدة سلمت العراق هذا الشهر 466 صاروخ «هيلفاير» و780 صاروخا من هذا الطراز منذ مطلع العام. وأضاف أن بغداد ستتسلم الشهر المقبل 366 صاروخا مماثلا آخر.
وصواريخ «هيلفاير» التي تصنعها مجموعة «لوكهيد مارتن» يستخدمها الجيش الأميركي خصوصا في استهداف المتمردين المرتبطين بتنظيم القاعدة في باكستان واليمن وذلك بواسطة طائرات من دون طيار.
وافقت وزارة الخارجية الأميركية على بيع 5000 صاروخ من طراز «هيلفاير» للعراق لدعم جهود بغداد في التصدي للمقاتلين الإسلاميين المتشددين.
ويأتي الإعلان الأميركي مع صفقة أبرمها العراق مع روسيا قيمتها 750 مليون يورو (نحو مليار دولار) لشراء أسلحة متطورة. وقالت صحيفة «فيدوموستي» الروسية الصادرة أمس إن من بين هذه الأسلحة التي تشملها الصفقة قاذفة صواريخ متعددة طراز «توس1» التي توردها روسيا لأول مرة لدولة من خارج الاتحاد السوفياتي السابق. وأكد مسؤولان في قطاع صناعة الأسلحة الروسية للصحيفة أن روسيا ستصدر للعراق صواريخ مضادة للمدرعات ومدافع هاون ومدافع «هاوتزر»، مشيرين إلى أن جزءا من الأسلحة وصل بالفعل إلى العاصمة العراقية بغداد.
ويعد العراق من أكثر عملاء السلاح لدى روسيا إدرارا للربح وكانت بغداد قد اشترت في يونيو (حزيران) الماضي خمس مقاتلات سوخوي طراز «سو25»، ويجري الجانبان مفاوضات حول شراء عشر مقاتلات أخرى. وكانت روسيا والعراق أقرتا في عام 2012 صفقات مروحيات مقاتلة وأنظمة صواريخ بقيمة بلغت أكثر من أربعة مليارات دولار.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.