قوة إيرانية تدخل العراق عبر مطار السليمانية

مسؤول أمني كردي: مؤلفة من 200 عنصر

مطار السليمانية
مطار السليمانية
TT

قوة إيرانية تدخل العراق عبر مطار السليمانية

مطار السليمانية
مطار السليمانية

كشف مصدر أمني كردي رفيع في محافظة كركوك أن قوة إيرانية مكونة من 200 عنصر وصلت إلى محافظة كركوك عن طريق مطار السليمانية، من ثم انتقلت إلى المحافظة بتسهيلات من قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي السابق جلال طالباني، وهو ما نفاه الاتحاد الوطني.
وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه في حديث لـ«الشرق الأوسط» إنه «قبل يومين جرى نقل القوة إلى قرية الإمام بقضاء داقوق التابع لمحافظ كركوك». وتابع المصدر: «حاولت هذه القوات أن تدخل قضاء طوزخورماتو، لكنها منعت من قبل قوات الآسايش (الأمن) التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني من دخول البلدة». وحسب المصدر فإن «قادة القوة الإيرانية أبلغوا القوات الأمنية في طوزخورماتو بأنهم يملكون تصاريح وموافقات رسمية من القيادات العليا في الاتحاد الوطني الكردستاني في السليمانية وأنهم قبل أن يدخلوا كركوك حطت طائرتهم في مطار السليمانية وجرى توفير كافة التسهيلات اللازمة لهم وإيصالهم إلى كركوك».
وأشار المسؤول الأمني الكردي في كركوك إلى أن «هذه القوات هي قوات من النخبة وهي مدربة على قتال الشوارع وتمتلك أسلحة متطورة، وهي موجودة الآن في قرية حسين إسلام الواقعة قرب ناحية ليلان وفي قرية الإمام في قضاء داقوق في محافظة كركوك». وأوضح المصدر أن عناصر هذه القوة يقولون «إنهم جاءوا لمقاتلة (داعش) وحماية المزارات الشيعية، إلى جانب فك الحصار الذي يفرضه (داعش) على منطقة إمرلي الشيعية التركمانية»، مشيرا إلى أن أهالي كركوك منزعجون من وجود هذه القوة في محافظتهم وينتظرون الفرصة لطردهم منها.
في المقابل، نفى الاتحاد الوطني الكردستاني هذه الأنباء ووصفها بـ«مجموعة من الأكاذيب». وقال ناريز عبد الله، القيادي في الاتحاد الوطني والنائب في مجلس النواب العراقي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «نحن كاتحاد وطني لن نتدخل بأي شكل من الأشكال في أمور الحكومة، لأن هناك فرقا بين أمور الحكومة والحزب». وأضاف «رغم أن الاتحاد الوطني لديه علاقات واسعة مع كافة الأطراف في المنطقة، فإننا نؤكد على أنه لا يحق لأية دولة من دون موافقة حكومة إقليم كردستان والحكومة العراقية أن تتدخل في الشؤون الداخلية لإقليم كردستان والعراق، إذن ما ورد بهذا الخصوص ليس سوى مجموعة من الأكاذيب الكبيرة، ونحن ننفيها جملة وتفصيلا».
يذكر أنه سبق أن أفادت تقارير بنشر إيران قوات من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في العراق لكن هذه هي المرة الأولى التي يرد فيها دخول قوات إيرانية إلى العراق عن طريق إقليم كردستان.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.