تعد المنسقة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون من أحد أهم الوجوه في المفاوضات التي تجريها القوى الكبرى مع إيران بشأن ملفها النووي. في لقاءاتها المتكررة مع المسؤولين الإيرانيين، أثارت أزياؤها جدلا في الكثير من وسائل الإعلام، خصوصا بعد أن ظهرت أخيرا في زي إيراني من تصميم الإيرانية ميترا تمجيدي.
تقول ميترا تمجيدي إن «هدفها من تصميم زي إيراني للسيدة آشتون هو إظهار الحضارة والثقافة الإيرانية على مستوى عالمي». وتضيف «ستتذكر السيدة آشتون دوما أن هناك مصممي أزياء محترفون في إيران، قادرون على الحفاظ على الحضارة والثقافة الإيرانية وفي الوقت ذاته العمل على المستوى العالمي».
نتيجة الضجة التي أثيرت حول المصممة، ميترا تمجيدي، أجرت «الشرق الأوسط» معها حوارا عن أهمية تصميم الأزياء بالنسبة لها وما تعنيه لها، وكانت هذه الحصيلة:
* كيف جاء تصميمك لزي للسيدة آشتون ومن شجعك على هذه الخطوة؟
- كان ذلك في شهر مارس (آذار) 2014 عندما أعلنت «المؤسسة الوطنية الإيرانية للموضة» عن اعتزامها إرسال زي للسيدة آشتون، واقترحت علي القيام بتصميمه، الأمر الذي رحبت به وأنجزته بسعادة.
* هل حاولت استخدام عناصر معينة في هذا التصميم؟
- أعتمد عموما أسلوبا خاصا في تصاميمي يستلهم من الأزياء التاريخية الإيرانية. لذلك أدرس التصميم، ومن ثم أقتبس الفكرة، وأعمل على أن تكون التصاميم منسجمة مع العالم المعاصر. ما يفسر وجوه التشابه الكبيرة بين هذه التصاميم والأزياء التاريخية الإيرانية، إني أقتبس الفكرة دائما من الدراسات والأبحاث والصور والرسوم القديمة. وهذا هو الأسلوب الذي اعتمدته عندما طلب مني تصميم زي السيدة آشتون، وإن كان التطريز إضافة تميزه عن سائر تصاميمي. ففي الماضي كانت الملابس تطرز بالشرائط الرفيعة والعريضة، وهو ما استخدمته في زي آشتون.
* لماذا استخدمت الشرائط مع أنها قديمة ولم تحاولي تطويرها باستعمال أشياء جديدة؟
- لا يوجد سبب خاص. لقد تبادرت الفكرة إلى ذهني لدى تصميم هذا الزي، ولا أخفيك أن الأمر تطلب الكثير من الجهد والعمل. فأحيانا أتمكن من رسم مائة تصميم في غضون 20 دقيقة، ويختلف كل رسم عن الآخر. في هذه الحالة، كان من الممكن العثور على شرائط مشابهة لتلك التي استخدمتها في السوق، لكنني فضلت أن أمزج هذه الشرائط بأخرى، وإلصاق كل قطعة في الزي ببعضها البعض، قبل خياطتها. كما رسمت على بعض الشرائط رسوما تمثل الأزياء الإيرانية وتعطيها خصوصيتها.
* لقد ذكرت أنك قمت بإلصاق الشرائط، أي أنك قمت بالخياطة إلى جانب تصميم الزي، هل هذا يعني أنك تنجزين كل المراحل من التصميم، والخياطة، والتطريز، إلى إلصاق الشرائط بنفسك؟
- نعم هذا صحيح!
* قلت إنك تفضلين التركيز على العناصر الإيرانية. هل يمكن أن تشرحي أكثر أي فترة تاريخية في التاريخ الإيراني تركزين عليها؟
- بالنسبة لي كان الإيرانيون، بمن فيهم الرجال، يرتدون أزياء مميزة وأنيقة منذ زمن بعيد جدا. وقد ركزت في الأبحاث التي أجريتها على فترة حكم داريوس، وكوروش حتى فترة دخول الإسلام إلى إيران والعهد الصفوي الذي ازدهر فيه الفن الإيراني في مختلف فروعه. أجريت دراسات حول كل هذه الفترات التاريخية مع أني لا أستطيع الجزم بأن دراساتي شاملة، لذلك سأستمر في البحث والدراسة. المشكلة أننا لا نملك صورا عن بعض الفترات التاريخية في إيران، ولذلك أقوم باستخدام الرسومات أو نوع القماش المستخدم في تلك الفترة للتعرف على المزيد. على سبيل المثال أشاهد الورود المطبوعة على الأزياء في العهد الصفوي لأخذ الفكرة، وأعتقد أنه ينبغي على مصممي الأزياء أن يقوموا بدراسات أكثر. فهناك الكثير الذي نستطيع أن نتعلمه من هذه الرسومات.
* عودة إلى زي آشتون، كيف صممت زيها من دون أن تعرفي مقاسها بشكل دقيق؟
- تكونت لي فكرة واضحة بعد متابعتي للكثير من صورها
* الزي المصمم لها يشبه المعطف الإيراني؟
- ليس كذلك، بل هو نوع من العباءة الإيرانية، ليس به أزرار، بينما أخذت شکل الياقة من التصاميم الإيرانية القديمة، وبما أن السيدة آشتون لا ترتدي أزياء طويلة في العادة وقد لا ترتاح فيها، حرصت أن يكون التصميم قصيرا
* عندما كنت تصممين الزي، هل تبادر إلى ذهنك أنها قد ترفضه؟
- لا أبدا. صحيح أنها (آشتون) تمارس السیاسة وتعمل في محيط ذكوري، لكنها من الجنس اللطيف في النهاية، وتملك مشاعر رقيقة، وتعرف قيمة الجمال. لقد منحتني المؤسسة الوطنية الإيرانية للموضة مرتين جائزة أفضل مصممة للأزياء النسائية، وجائزة أفضل مصممة للأزياء الرجالية مرة واحدة. كما حظيت بدعم كبير من قبل المسؤولين فيها مثل السيد قبادي، مدير فريق العمل المشرف على تطوير الأزياء والموضة في إيران، وهو دعم منحني الثقة بالنفس.
* قلت إن هذه الخطوة هي البداية. كيف تقيمين الاستمرار في هذه المسيرة في ظل غياب مصممي الأزياء الإيرانيين عن الساحة العالمية، هل لديك خطط مستقبلية بهذا الشأن؟
- كنت آمل أن يتألق مصممو الأزياء الإيرانيين على المستوى العالمي، حيث وضعت المؤسسة الخاصة بالموضة وتصميم الأزياء في إيران خططا بهذا الشأن، ستكون مفاجأة، للأسف لا أستطيع الإفصاح عن الخطوات القادمة. لقد بدأ العمل بالفعل عليها.
* هل تنوين تصميم الأزياء للسيدات الإيرانيات في قطاع السياسة؟
- نعم قريبا. لقد بدأت المؤسسة الوطنية الإيرانية للموضة نشاطها للتو، ولكنها نظمت مهرجانات كبيرة واجتماعات لمصممي الأزياء الإيرانيين خلال السنوات الثلاثة الأخيرة. وهذا حدث كبير بحد ذاته. كل هذه التطورات حصلت خلال فترة قصيرة، وكلما تقدمنا أكثر كانت أقدامنا أكثر ثباتا.
* تضفي الألوان جمالا على الأزياء، لكن الأزياء الإيرانية تغلب عليها الألوان الداكنة، ما الألوان المعتمدة في تصاميمك؟
- أحب الأزرق البحري والأزرق المعدني واستعملهما كثير، لكني هذا لا يعني أن كل تصاميمي تقتصر على هذين اللونين، لأن كل تصميم يفرض اللون الملائم له. فأنا، مثلا، لم أستخدم الأزرق في تصميم زي آشتون، بل اعتمدت درجات من اللون الأحمر في المقابل. وعموما لا أحب اللون الأسود ولا أستعمله في تصاميمي أو للاستعمال الشخصي. وقد أطلقت الشرطة والمؤسسة الوطنية للموضة مبادرة تقضي بضرورة ارتداء الحجاب بشكل كامل بغض النظر عن لونه، وهذا يعني أنه أصبح من الممكن ارتداء الحجاب بأي لون كان.
* وهل يتضمن ذلك الألوان الصارخة؟
- لا يمنع ارتداء أي لون ما دام هناك التزام كامل بالحجاب، كجزء من سياسة البلاد التي على الشعب احترامها.
* إعداد {الشرق الأوسط}
بالفارسية {شرق بارسي}
مصممة الأزياء الإيرانية التي شهرتها آشتون يلهمها التاريخ
ميترا تمجيدي: لا أحب اللون الأسود ولا أحبذه في تصاميمي ولا للاستعمال الشخصي
مصممة الأزياء الإيرانية التي شهرتها آشتون يلهمها التاريخ
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة