ثلاثة قتلى و13 جريحا في هجومين نفذتهما انتحاريتان في كانو بشمال نيجيريا

أصابع الاتهام تتجه إلى جماعة بوكو حرام المتطرفة

معرض فني في العاصمة الفرنسية باريس قرب القصر الرئاسي يزدان بشخوص من الكارتون تمثل البنات النيجيريات اللاتي اختطفتهن جماعة بوكو حرام الأصولية ضمن «حملة أعيدوا بناتنا» وتشرف عليها السيدة الفرنسية الأولى فاليري تريرفيليه أمس (إ.ب.أ)
معرض فني في العاصمة الفرنسية باريس قرب القصر الرئاسي يزدان بشخوص من الكارتون تمثل البنات النيجيريات اللاتي اختطفتهن جماعة بوكو حرام الأصولية ضمن «حملة أعيدوا بناتنا» وتشرف عليها السيدة الفرنسية الأولى فاليري تريرفيليه أمس (إ.ب.أ)
TT

ثلاثة قتلى و13 جريحا في هجومين نفذتهما انتحاريتان في كانو بشمال نيجيريا

معرض فني في العاصمة الفرنسية باريس قرب القصر الرئاسي يزدان بشخوص من الكارتون تمثل البنات النيجيريات اللاتي اختطفتهن جماعة بوكو حرام الأصولية ضمن «حملة أعيدوا بناتنا» وتشرف عليها السيدة الفرنسية الأولى فاليري تريرفيليه أمس (إ.ب.أ)
معرض فني في العاصمة الفرنسية باريس قرب القصر الرئاسي يزدان بشخوص من الكارتون تمثل البنات النيجيريات اللاتي اختطفتهن جماعة بوكو حرام الأصولية ضمن «حملة أعيدوا بناتنا» وتشرف عليها السيدة الفرنسية الأولى فاليري تريرفيليه أمس (إ.ب.أ)

قتل ثلاثة أشخاص وأصيب 13 آخرون أمس عندما فجرت انتحاريتان نفسيهما في هجومين منفصلين في مدينة كانو النيجيرية في موجة العنف التي تلقى مسؤوليتها على حركة بوكو حرام الأصولية وأجبرت السلطات على إلغاء الاحتفالات بعيد الفطر.
وقتل الأشخاص الثلاث وأصيب سبع آخرون عندما فجرت امرأة نفسها في طابور من النساء كن ينتظرن لشراء الغاز في محطة وقود في منطقة هوتورو على مشارف كانو، ثاني أكبر المدن النيجيرية. وقال البائع حبيبو علي إن الطابور كان طويلا نظرا للنقص في كميات الكاز المستخدم في الطهي. وعند وصول كميات جديدة من الوقود، تسارع النساء إلى شرائه.
وقال المتحدث باسم شرطة كانو موسى ماغاجي ماجيا لوكالة الصحافة الفرنسية إن «انتحارية فجرت متفجرات في محطة وقود في حي هوتورو ما أدى إلى إصابة عشرة أشخاص بجروح خطرة، ما لبث أن توفي ثلاثة منهم في المستشفى فيما يتلقى السبعة الآخرون العلاج».
وأضاف أن الانفجار وقع عند نحو الساعة 10.30 صباحا (09.30 بتوقيت غرينتش)، وأن الانتحارية فجرت نفسها وسط النساء اللاتي كن ينتظرن شراء الوقود. وقال إن الانتحارية ثبتت على نفسها «عبوات ضعيفة ولهذا كان عدد الضحايا منخفضا».
وقال شيهو مود أحد سكان ضاحية هوتورو إنه شاهد أوعية وقود صغيرة تشتعل وسيارات إسعاف تنقل الضحايا بعد الانفجار.
وفي حادث منفصل فجرت امرأة أخرى نفسها أمام مركز للتسوق في كانو ما أدى إلى إصابة ستة أشخاص.
وقال مدير شركة كانو أدريلي شينابا لوكالة الصحافة الفرنسية إن الانتحارية استهدفت النساء، وأضاف أنها «توقفت عند بوابة مركز التسوق وفجرت نفسها ما أدى إلى إصابة ستة أشخاص من بينهم شرطيان».
ورغم عدم صدور أي إعلان فوري عن المسؤولية عن الهجوم، فإنه يعتقد أن حركة بوكو حرام الإسلامية المتطرفة المسؤولة عن مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص في نيجيريا منذ 2009 هي وراء التفجير.
وعانت كانو من هجمات الإسلاميين، إلا أن وتيرة الهجمات انخفضت في الأشهر الأولى من هذا العام.
ويشير تفجير الأمس الذي يأتي بعد تفجيرين منفصلين أول من أمس، إلى أن الإسلاميين يسعون إلى زيادة الهجمات خارج معقلهم في المنطقة الشمالية الشرقية النائية من خلال نشر الفوضى في مدن مثل كانو.
وقتل خمسة أشخاص على الأقل أول من أمس كما أصيب ثمانية آخرون في تفجير قنبلة في كنيسة كاثوليكية في ضاحية سابو غاري التي تسكنها غالبية من المسيحيين في كانو.
وفجرت انتحارية نفسها أمام إحدى الجامعات بعد أن منعتها الشرطة من تنفيذ هجوم، ما أدى إلى إصابة خمسة من رجال الشرطة.
وأعلن مفتي كانو محافظ البنك المركزي السابق سنوسي لاميدو سنوسي إلغاء الاحتفالات بعيد الفطر بسبب أعمال العنف التي وقعت الأحد.
ويرى الخبراء أن أجندة حركة بوكو حرام التي تقاتل من أجل إقامة دولة إسلامية في شمال نيجيريا الذي تسكنه غالبية مسلمة، داخلية تقتصر على نيجيريا.
إلا أن الكاميرون المجاورة شهدت تصاعدا في أعمال العنف في الأشهر الأخيرة ما أثار مخاوف من انتشار التمرد الإسلامي خارج الحدود النيجيرية، ما يخلق أزمة أوسع لا تستطيع جيوش المنطقة احتواءها.

وقتل 15 شخصا على الأقل في هجومين في شمال الكاميرون أول من أمس، كما خطف نحو عشرة أشخاص من بينهم زوجة نائب رئيس وزراء البلاد أمادو علي.
وتأتي هذه الهجمات على منطقة كولوفاتا، معقل نشاطات بوكو حرام في الكاميرون، بعد مقتل الكثير من جنود الكاميرون في هجومين أمس وأول من أمس ألقيت مسؤوليتهما على بوكو حرام.
وتقول نيجيريا إن مقاتلي بوكو حرام يفرون عبر الحدود المليئة بالثغرات مع الكاميرون.
واتسمت العلاقات بين البلدين بالتوتر وسادها خلاف مرير على منطقة باكاسي في الجنوب، إلا أن الجارتين اتفقتا على العمل معا بشكل وثيق لمحاربة بوكو حرام.



للمرة الأولى منذ عقود... مقاتلات فرنسا تغادر سماء تشاد

جنود فرنسيون يودعون أقرانهم التشاديين خلال مغادرة المقاتلات الفرنسية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)
جنود فرنسيون يودعون أقرانهم التشاديين خلال مغادرة المقاتلات الفرنسية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)
TT

للمرة الأولى منذ عقود... مقاتلات فرنسا تغادر سماء تشاد

جنود فرنسيون يودعون أقرانهم التشاديين خلال مغادرة المقاتلات الفرنسية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)
جنود فرنسيون يودعون أقرانهم التشاديين خلال مغادرة المقاتلات الفرنسية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)

سحب الفرنسيون من تشاد، الثلاثاء، مقاتلات عسكرية من طراز «ميراج 2000»، ليصبح البلد الأفريقي مترامي الأطراف والحبيس في قلب القارة السمراء، خالياً من أي مقاتلات فرنسية لأول مرة منذ أن نال استقلاله عن باريس قبل 6 عقود.

اليوم، أصبحت سماء تشاد هادئة من أزيز «الميراج» الفرنسية، وأغمضت العين الفرنسية التي ظلّت لعقود طويلة رقيباً لا يغفل على أرض تشاد الشاسعة، الممتدة من صحراء أوزو الحارقة شمالاً، وصولاً إلى أحواض بحيرة تشاد الرطبة في أقاصي الجنوب.

الطائرة التي تُمثّل فخر الصناعة العسكرية الفرنسية، ظلّت لسنوات طويلة صاحبة الكلمة الأولى في السماء التشادية، والسلاح الحاسم الذي تدخّل لقلب موازين السياسة أكثر من مرة، خصوصاً حين حاصر المتمردون القادمون من الشمال الرئيسَ الراحل إدريس ديبي في 2006 و2019.

بداية الرحيل

طائرة «ميراج» فرنسية وهي تغادر قاعدة «غوسي» التشادية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)

في حدود منتصف نهار الثلاثاء، كان الجنود الفرنسيون في قاعدة «غوسي» العسكرية في عاصمة تشاد إنجامينا، يتبادلون الابتسامات الباهتة مع أقرانهم التشاديين، فطغت على أجواء الوداع حميمية مصطنعة، وهم يستعدون لركوب طائرات «الميراج»، في رحلة ذهاب دون عودة، نحو فرنسا.

رفع الطيار العسكري الفرنسي يده بتحية عسكرية صارمة، من وراء زجاج طائرته النفاثة، وألقى نظرة أخيرة، ثم حلّق عالياً لتكون بذلك بداية انسحاب فرنسي من بلد دخله أجداده مستعمرين مطلع القرن العشرين، أي قبل 120 عاماً.

الجيش الفرنسي قال في بيان مقتضب تعليقاً على سحب طائراته العسكرية، إن القرار جاء بعد أن قررت تشاد إنهاء العمل باتفاقية التعاون الأمني والعسكري مع فرنسا، يوم 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وأضاف أن «وجود هذه الطائرات كان تلبية لحاجة سبق أن عبّر عنها الشريك (التشادي)».

فيما قال مصدر فرنسي إن وجود المقاتلات الفرنسية في تشاد لم يعُد مبرّراً بعد إنهاء التعاون العسكري بين البلدين، وأضاف أن «فرنسا تنهي نشر مقاتلاتها في قاعدة (غوسي) الجوية في إنجامينا. والجيش الفرنسي اتخذ قراراً بسحب طائراته الحربية».

رحيل تدريجي

وزير خارجية تشاد، عبد الرحمن كليم الله، نشر تغريدة مقتضبة على موقع «إكس»، قال فيها: «إنه بعد الانسحاب النهائي لمقاتلات (الميراج) الفرنسية وطائرة الدعم والإسناد، نفذت المرحلة الأولى من سحب القوات الفرنسية في تشاد».

كما نشرت الخارجية التشادية بياناً قالت فيه: «إن هذا الحدث يُمثل خطوة كبيرة في تنفيذ الجدول الزمني المتفق عليه بين الطرفين» بخصوص مغادرة القوات الفرنسية، قبل أن تشير إلى أنه «سيتم الترحيل التدريجي للقوات البرية خلال الأسابيع المقبلة».

ويوجد في تشاد نحو ألف جندي فرنسي، كانوا موجودين بموجب اتفاق تعاون عسكري موقع منذ عقود، وجرى تجديده عام 2019، ولكن تشاد قررت الشهر الماضي أن تنهيه من جانب واحد من أجل «تجسيد السيادة» على أراضيها.

وفي هذا السياق، قالت الخارجية التشادية إن الشعب التشادي «يتطلّع إلى مستقبل تحظى فيه السيادة الوطنية بالاحترام الكامل، وتتولى فيه القوات المسلحة الوطنية بشرف وكفاءة الدفاع عن أراضيها وأمن مواطنيها».

ولكنها في الوقت نفسه، شدّدت على «فكّ الارتباط (مع فرنسا) يتم بروح من الاحترام المتبادل والحوار البنّاء للحفاظ على العلاقات الثنائية بين تشاد وفرنسا في المجالات الاستراتيجية الأخرى ذات الاهتمام المشترك».

لجنة مشتركة

جنديان تشاديان خلال مناورات مع سلاح الجو الفرنسي (أرشيف الجيش الفرنسي)

ورغم أن البلدين لم يُعلنا أي تفاصيل حول الجدول الزمني لسحب القوات الفرنسية، فإن المصادر تؤكد تشكيل «لجنة مشتركة» تتولّى الإشراف على العملية، وقد عقدت هذه اللجنة اجتماعها الأول يوم الجمعة الماضي، دون إعطاء أي تفاصيل.

في هذه الأثناء، وصفت صحف فرنسية واسعة الانتشار من بينها «لوموند» ما يجري بأنه «صفعة موجعة» تتلقّاها فرنسا في بلد ظلّ لعقود يمثل حليفاً استراتيجياً في أفريقيا، واليوم يُعدّ آخر مركز نفوذ لفرنسا في منطقة الساحل الأفريقي، حيث سبق أن انسحبت القوات الفرنسية من مالي وبوركينا فاسو والنيجر.

ويصر الفرنسيون على أن ما يحدث في تشاد مختلف عما جرى في دول الساحل الأخرى؛ حيث وقعت قطيعة تامة مع باريس.

ويقول مصدر وصفه الإعلام الفرنسي بأنه قريب من الملف: «إن التشاديين لم يطلبوا سحب القوات بشكل فوري، وبهذه السرعة»، وأضاف: «نحن من أراد التحكم في الانسحاب» تفادياً لأي مفاجآت.