تحالف إخوان مصر يدعو لـ«حسم بأدوات المقاومة الشعبية» في ذكرى فض «رابعة»

فوض شبابه تحقيق تقدم ثوري خلال الأسبوعين المقبلين

تحالف إخوان مصر يدعو لـ«حسم بأدوات المقاومة الشعبية» في ذكرى فض «رابعة»
TT

تحالف إخوان مصر يدعو لـ«حسم بأدوات المقاومة الشعبية» في ذكرى فض «رابعة»

تحالف إخوان مصر يدعو لـ«حسم بأدوات المقاومة الشعبية» في ذكرى فض «رابعة»

رفع تحالف إسلامي تقوده جماعة الإخوان المسلمين في مصر من حدة خطابه التصعيدي، وطالب شبابه بـ«حسم ثوري» بـ«أدوات المقاومة الشعبية السلمية» خلال إحياء الذكرى الأولى لسقوط مئات القتلى في فض اعتصامين لأنصار «الإخوان» في أغسطس (آب) من العام الماضي. وقلل مراقبون من قيمة تلويح الجماعة بالحسم؛ وعد حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، بيان التحالف «استهلاكا محليا للحفاظ على معنويات أنصارها». وسعى بيان «تحالف دعم الشرعية» إلى استغلال العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة لإحراج النظام المصري. وقال البيان الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «الشهداء منذ 25 يناير (ثورة 25 يناير 2011) حتى الآن، (..) ومن ارتقى معهم من غزة ودمشق وبغداد، ينتظرون القصاص والخلاص، بعد أن علمنا جميعا مَن عدونا ومَن خدعنا ومن هم الخونة والعملاء لذلك العدو».
وتابع بيان التحالف قائلا: «نسعى لحسم ثوري يحقق للشعب مطالبه وللشهداء حقوقهم بتبني أدوات المقاومة الشعبية السلمية الناجزة، وندعم كل نصر للحق في المنطقة يدحر الصهاينة وعملاءهم في المنطقة».
ومنذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان، في 3 يوليو (تموز) من العام الماضي، تدعو الجماعة أنصارها إلى تنظيم فعاليات احتجاجية بشكل شبه يومي، لكنها تكثف تحركاتها أيام الجمعة وفي مناسبات ذات دلالات سياسية. وتتسبب هذه المظاهرات في اشتباكات بين قوات الأمن وأنصار الجماعة، يسقط خلالها قتلى.
وتمثل ذكرى فض اعتصام أنصار جماعة الإخوان في ميدان رابعة العدوية يوم 14 أغسطس 2013، وضعية خاصة، بالنسبة لجماعة اعتمدت على «المظلومية» خلال تاريخ مشحون بالمحن، بحسب مراقبين. ولا يزال الجدل قائما بين أنصار جماعة الإخوان والسلطات المصرية بشأن عدد من سقطوا قتلى في فض اعتصام رابعة العدوية. وقال تقرير لمجلس حقوق الإنسان شبه الرسمي، إن 632 قتيلا سقطوا خلال عملية الفض، بينهم ثمانية من رجال الشرطة. كما أشار تقرير المجلس إلى مقتل 686 آخرين في أحداث عنف مسلح عقب يوم من الفض في 23 محافظة بالبلاد، مشيرا إلى أن 64 منهم من رجال الشرطة.
ودعا تحالف الإخوان الطلاب والشباب إلى «قيادة التصعيد الثوري»، وفوضهم لتحقيق ما وصفه بـ«تقدم ثوري جديد» والتمهيد بـ«قوة» لانتفاضة 14 أغسطس، محذرا قوات الأمن من مغبة «استباحة دماء المصريين»، على حد وصف البيان.
وقلل نافعة، الذي طرح في وقت سابق مبادرة لبدء حوار بين قادة الجماعة والسلطات المؤقتة بالبلاد، من قيمة تلويح «الإخوان» بالحسم، قائلا: «هذا كلام للاستهلاك المحلي سبق أن سمعناه كثيرا حتى بات بلا معنى».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.