مخاوف من اقتحام وشيك لساحات الاعتصام في الأنبار

بعدما أفادت تقارير أمس بتراجع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن تهديدات أطلقها أول من أمس باقتحام ساحات الاعتصام في محافظة الأنبار بدعوى وجود قيادات من تنظيم القاعدة فيها، أشارت تقارير أخرى إلى اقتحام وشيك لساحة الاعتصام الرئيسة في الرمادي، مركز المحافظة. وذكرت تقارير أن قوة مشتركة من الجيش و...
بعدما أفادت تقارير أمس بتراجع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن تهديدات أطلقها أول من أمس باقتحام ساحات الاعتصام في محافظة الأنبار بدعوى وجود قيادات من تنظيم القاعدة فيها، أشارت تقارير أخرى إلى اقتحام وشيك لساحة الاعتصام الرئيسة في الرمادي، مركز المحافظة. وذكرت تقارير أن قوة مشتركة من الجيش و...
TT

مخاوف من اقتحام وشيك لساحات الاعتصام في الأنبار

بعدما أفادت تقارير أمس بتراجع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن تهديدات أطلقها أول من أمس باقتحام ساحات الاعتصام في محافظة الأنبار بدعوى وجود قيادات من تنظيم القاعدة فيها، أشارت تقارير أخرى إلى اقتحام وشيك لساحة الاعتصام الرئيسة في الرمادي، مركز المحافظة. وذكرت تقارير أن قوة مشتركة من الجيش و...
بعدما أفادت تقارير أمس بتراجع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن تهديدات أطلقها أول من أمس باقتحام ساحات الاعتصام في محافظة الأنبار بدعوى وجود قيادات من تنظيم القاعدة فيها، أشارت تقارير أخرى إلى اقتحام وشيك لساحة الاعتصام الرئيسة في الرمادي، مركز المحافظة. وذكرت تقارير أن قوة مشتركة من الجيش و...

تضاربت المعلومات، أمس، حول مصير ساحات الاعتصام في محافظة الأنبار بين مؤشرات أفادت بتراجع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن تهديدات أطلقها، أول من أمس، باقتحام الساحة، بدعوى وجود قيادات من تنظيم «القاعدة» فيها، وأخرى أفادت باقتحام وشيك لساحة الاعتصام الرئيسة في الرمادي، مركز المحافظة.
وذكرت تقارير بأن قوة مشتركة من الجيش والشرطة وقوات التدخل السريع (سوات) ومكافحة الإرهاب، طوقت، أمس، ساحة الاعتصام في الرمادي (110 كلم غرب بغداد). وأضافت أن القوة منعت الدخول والخروج من الساحة. من جهتهم، حذر معتصمون من أن هذه «القوات تستعد لاقتحام الساحة خلال الساعات المقبلة».
وفي خطوة مثلت نوعا من التراجع عن التهديدات التي أطلقها باقتحام ساحات الاعتصام إثر مقتل قائد الفرقة السابعة في الجيش العراقي اللواء الركن محمد الكروي، أعلن المالكي من مدينة كربلاء أنه تلقى تأكيدات ومناشدات من شيوخ عشائر ومسؤولين بتسوية قضية ساحة الاعتصام دون إراقة دماء.
وفي حين بدأ أسامة النجيفي، رئيس البرلمان العراقي، مشاورات مع كبار القادة السياسيين لاحتواء أزمة الاعتصامات في الأنبار وعدد من المحافظات الغربية من البلاد، نفى الشيخ علي الحاتم السليمان، أحد أبرز شيوخ الدليم وقادة الاعتصامات، وجود عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» المرتبط بـ«القاعدة» في ساحات الاعتصام، متهما في تصريح أمس من سماهم «أشباه الشيوخ» (في إشارة إلى الشيخين حميد ومحمد الهايس) بمحاولة «التملق للمالكي لجمع المكاسب»، معتبرا أنهم «لا يمثلون إلا أنفسهم وهم كاذبون فيما يقولون».
واتهم الحاتم المالكي بمحاولة «جر البلاد إلى فتنة عبر تصريحاته غير المسؤولة، ونقول له ولحكومة الأنبار وقوات الشرطة، إنهم يستطيعون تفتيش ساحة اعتصام الرمادي (مركز محافظة الأنبار) والخيم مفتوحة أمام الجميع، ليروا بأعينهم سلمية مطالبنا». وحذر السليمان «من استهداف المعتصمين»، مشددا على أن «العشائر ستقف مع الساحات».
في السياق نفسه، ثمن الشيخ عبد الملك السعدي، المرجع السني البارز، ما سماه «صمود وثبات المعتصمين» بعد مرور سنة على الاعتصام.
وقال السعدي في بيان إنه «بمناسبة مرور عام ودخول العام الثاني لصمودكم واستمراركم في المطالبة بالحقوق المشروعة للمظلومين من العراقيين، فإني أبارك لكم هذا الصمود، وأدعوكم للثبات على هذا الاعتصام السلمي الشرعي، الذي لم يحصل فيه منكم أي أذى، فاستمروا على بركة الله، واحذروا من أن تُخترقوا من جهات أخرى تريد انحراف هذه المطالبة إلى أسلوب غير شرعي أو غير سلمي».
وندد السعدي بتهديدات المالكي باجتياح ساحة الرمادي أو الساحات الأخرى «لقتل شعبه؛ بذريعة وجود إرهابيين فيها، فكان المفروض به فض الاعتصام بتلبية المطالب حتى تفرغ الساحات من المطالبين المسالمين ومن الإرهابيين - على فرض وجودهم كما يدعي».
من جهته، أكد صباح كرحوت الحلبوسي، رئيس مجلس محافظة الأنبار، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «أجرينا مشاورات مكثفة مع الحكومة المركزية من جهة ومع شيوخ العشائر وقادة الاعتصامات في الأنبار من أجل توفير مناخ ملائم لتنفيذ مطالب المعتصمين ومن ثم نقوم بعدها برفع الخيم».
وأضاف أن «اللقاءات التي عقدت أمس (الاثنين) واليوم (أمس) مع الشيوخ ورجال الدين وممثلي ساحات الاعتصام أدت إلى تهدئة الأوضاع بما يؤدي إلى تسوية المسألة عبر مسارين متكاملين: الأول الشروع من قبل الحكومة بتنفيذ المطالب المشروعة التي تدخل ضمن صلاحياتها وبأقصى سرعة، والمسار الثاني هو البدء برفع الخيم من ساحات الاعتصام».
وردا على سؤال بشأن ما كشفه المالكي عن وجود أكثر من 30 من قادة تنظيم القاعدة في ساحات الاعتصام، قال الحلبوسي إن «المشكلة التي نواجهها أن ساحة الاعتصام تحولت إلى ساحة للمزايدات السياسية وهناك من ينقل معلومات مغلوطة»، كاشفا عن قيام «مجلس المحافظة بزيارة سرية للخيم بشأن مثل هذه المعلومات وغيرها فوجدنا أن الساحة خالية إلا من أبناء محافظة الأنبار وليس فيها أسلحة أو عناصر مسلحة».
وبشأن المبادرة التي أعلنها رئيس البرلمان بعقد مؤتمر وطني طارئ، قال الحلبوسي «نحن ندعم أي توجه جاد بهذا الشأن ونرى أن أي مبادرة وطنية من شأنها تخفيف الأزمة، ومن جانبنا كمجلس محافظة قمنا بتهيئة كل الظروف المساعدة لنزع فتيل الأزمة في المحافظة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.