المالكي: لدينا معلومات عن وجود 30 قياديا من «القاعدة» وسط معتصمي الأنبار

المالكي: لدينا معلومات عن وجود 30 قياديا من «القاعدة» وسط معتصمي الأنبار
TT

المالكي: لدينا معلومات عن وجود 30 قياديا من «القاعدة» وسط معتصمي الأنبار

المالكي: لدينا معلومات عن وجود 30 قياديا من «القاعدة» وسط معتصمي الأنبار

من مدينة كربلاء التي وصل إليها مساء أول من أمس للإشراف على خطة الزيارة الأربعينية، أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن بدء عملية عسكرية كبرى تحمل اسم «ثأر القائد محمد» تيمنا باسم قائد الفرقة السابعة في الجيش العراقي اللواء الركن محمد الكروي الذي قتل في مواجهة مع مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)» بوادي حوران وذلك لتطهير محافظة الأنبار من تنظيم القاعدة.
وقال المالكي خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر «عمليات الفرات الأوسط» بكربلاء، إن «استشهاد اللواء الركن محمد الكروي كان بعد معركة استمرت 24 ساعة استبسل خلالها في تدمير معسكر كبير لتنظيم القاعدة الإرهابي في الأنبار». وأضاف المالكي أن الكروي «قضى ليلة كاملة في العراء وهو يحاصر معسكر (القاعدة) أثناء قصفه بالطائرات». وأوضح المالكي أن الكروي نجح مع رجاله «في قتل الإرهابيين وتدمير المعسكر، إلا أنه خلال خروجه ركل أحد البراميل المفخخة مما أدى إلى انفجاره»، موضحا: «كان قصد اللواء تدمير أي أثر للمعسكر بعد اجتياحه». وعد المالكي مقتل الكروي «بداية النهاية لتنظيم القاعدة وحواضنه في الأنبار»، مؤكدا على أن «فترة المهلة والصبر انتهت، خاصة لما يسمى الاعتصامات بعد أن تحولت إلى ملاذ لقادة (القاعدة)»، مشددا على «حسم ملف (القاعدة) والاعتصامات خلال الأيام القادمة بكافة السبل المتاحة».
وكشف المالكي عن وجود معلومات لديه وصفها بالدقيقة والمؤكدة بوجود «أكثر من 30 قياديا بارزا» من تنظيم القاعدة في ساحة الاعتصام في الأنبار، وأنهم «يتخذون من تلك الساحة مقرا لقيادة أعمالهم الإرهابية التي تضرب مختلف مدن العراق».
وفي حين حذر مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، رئيس الوزراء من مغبة استهداف ساحات الاعتصام في المحافظات الغربية على خلفيات طائفية، فإن رئيس البرلمان أسامة النجيفي أجرى أمس الاثنين اتصالات عاجلة مع القادة السياسيين البارزين في البلاد على خلفية تهديدات المالكي. وقال الصدر في بيان له: «سمعنا من الأخ المالكي تهديدا ضد التظاهرت الغربية، ولا يجب أن تكون مقدمة لتصفية الحسابات الطائفية مع أهل السنة، بل يجب أن يستهدف الإرهاب فقط». ودعا الصدر المالكي إلى «إحالة مثل هذه الأمور إلى البرلمان للتصويت عليها قبل الإقدام على قرار تفردي، فقد يندم عليه الجميع». كما دعا «الحكومة إلى الحوار مع المتظاهرين السلميين بدل تهديدهم بالقمع».
وبالتزامن مع عملية «ثأر القائد محمد» التي تجري حاليا في المناطق الغربية من الرمادي وبالقرب من الشريط الحدودي بين العراق من جهة وكل من الأردن وسوريا من جهة أخرى وبمساندة طيران الجيش، أحيا معتصمو الأنبار أمس ذكرى مرور سنة على بدء المظاهرات في مدينة الرمادي التي سرعان ما انتشرت في عموم المحافظات الغربية الخمس والأحياء السنية من العاصمة بغداد. وقال عبد الرزاق الشمري مسؤول العلاقات العامة في ساحة اعتصام الرمادي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الساحة أقامت احتفالية جرى الإعلان عنها منذ نحو أسبوع بمناسبة الذكرى السنوية الأولى، ولا علاقة لها بما تحدث عنه رئيس الوزراء بشأن وجود فعالية بمناسبة مقتل عدد من كبار الضباط والجنود في مواجهات مع (القاعدة)»، مشيرا إلى أن «الذين قتلوا في هذه المواجهة هم أبناؤنا وإخوتنا ولا يمكن لأحد أن يحتفل بمثل هذه المناسبات المأساوية».
وبشأن التهديد باقتحام الساحة وما إذا كانت هناك مظاهر عسكرية، قال الشمري إن «الساحة مفتوحة للجميع لمن يريد أن يفتش، وقد أعلنا ذلك مرارا، وأود الإشارة هنا إلى عدم وجود أي مظاهر عسكرية قرب الساحة حاليا»، مؤكدا في الوقت نفسه أن «ما صدر عن رئيس الوزراء من تهديد بشأن المهلة التي أعطاها للمعتصمين، هو حاليا قيد الدراسة».
وفي سامراء، اقتحمت قوة عسكرية قادمة من بغداد ساحة الاعتصام هناك واعتقلت 11 فردا من المعتصمين. غير أنه وبعد مفاوضات مع شيوخ العشائر ورجال الدين جرى إطلاق سراحهم وانسحبت القوة.
وفي ضوء إعلان المالكي عن وجود مجاميع إرهابية داخل ساحة اعتصام الرمادي، قال الشيخ نواف المرعاوي عضو اللجنة التنسيقية للساحة في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «إننا نؤكد خلو الساحة من المجاميع الإرهابية، وقد قلنا سابقا ونكرر القول إن الساحة مفتوحة لكل من يريد الدخول والتفتيش». وأضاف المرعاوي أن «الساحة، وباعتراف الجميع، بقيت سلمية، وستبقى كذلك، لأن المعتصمين هم أصحاب مطالب مشروعة، ولأن كل ما يبحثون عنه هو تحقيق مطالبهم».
من جهتها، قالت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية إن لغة التهديد والوعيد لن تخدم أحدا. وقال حامد المطلك، عضو اللجنة والقيادي البارز في القائمة العراقية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «التهديد باقتحام ساحات الاعتصام بالقوة أمر غير دستوري، لأن التظاهر والاعتصام مكفول دستوريا. وأما الحديث عن وجود أسلحة أو مجاميع مسلحة، فهذا له آليات أخرى، لأننا لا نريد تكرار تجارب مأساوية مثل ما حصل في الحويجة والفلوجة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.