«الإدارية العليا» في مصر ترجئ نظر حل حزب الإخوان إلى 2 أغسطس

لجنة حصر أموال الجماعة تحفظت على مقاره

«الإدارية العليا» في مصر ترجئ نظر حل حزب الإخوان إلى 2 أغسطس
TT

«الإدارية العليا» في مصر ترجئ نظر حل حزب الإخوان إلى 2 أغسطس

«الإدارية العليا» في مصر ترجئ نظر حل حزب الإخوان إلى 2 أغسطس

أرجأت المحكمة الإدارية العليا في مصر نظر طعن تقدمت به لجنة شؤون الأحزاب لحل حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، إلى جلسة 2 أغسطس (آب) المقبل، فيما أعلنت لجنة حصر أموال الجماعة أنها تحفظت على مقار الحزب، مشيرة إلى أنها تستند في عملها إلى تحريات دقيقة من جهات محددة، ونفى رئيس اللجنة المستشار عزت خميس لـ«الشرق الأوسط» ما تردد عن اكتشاف اللجنة بريدا إلكترونيا به تعليمات لمرسي واردة من خارج البلاد خلال فترة رئاسته.
ورجحت مصادر قانونية أن يوصي تقرير هيئة المفوضين بالمحكمة بحل حزب الإخوان. ويعد تقرير هيئة المفوضين غير ملزم للمحكمة، لكن سبق أن أوصت هيئة المفوضين بحل الحزب في تقرير لها في دعاوى أخرى تخص الشأن نفسه. ومن المنتظر أن تفصل المحكمة في عشر دعاوى قضائية تطالب بحل الحزب في 4 أغسطس.
وقال محامي حزب الحرية والعدالة لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق، إنه دفع بانعدام صفة رافعي الدعاوى ضد الحزب، مشيرا إلى أن القانون منح هذا الحق للجنة شؤون الأحزاب.
وتعقدت العلاقة بين جماعة الإخوان والسلطات الجديدة في مصر عقب عزل مرسي. ورفضت الجماعة التجاوب مع مبادرات دولية وإقليمية لاستيعابها مجددا داخل المشهد السياسي. ويرى مراقبون أن حل الحزب ينهي كل أشكال الوجود الشرعي للجماعة لتعود مجددا إلى العمل السري خارج إطار القانون المصري. وقال قيادي في جماعة الإخوان لـ«الشرق الأوسط»، إن «وجود الجماعة راسخ ولا يحتاج لصيغة قانونية، هكذا عملنا طوال العقود الماضية، ونحن نعمل بشكل أفضل في ظروف الضغط الأمني، نحن أصحاب عقيدة».
وفي غضون ذلك، قال خميس رئيس لجنة حصر أموال وممتلكات «الإخوان»، إن ما تنفذه اللجنة من إجراءات تحفظ وجرد وحصر وإدارة لأموال وممتلكات قيادات بجماعة الإخوان لن يؤثر في مناخ الاستثمار بالبلاد.
وتحفظت لجنة حصر ممتلكات «الإخوان» الأسبوع الماضي على نحو 66 شركة مملوكة لنائب مرشد الجماعة خيرت الشاطر، ورجل الأعمال الإخواني حسن مالك. وأضاف خميس، خلال مؤتمر صحافي عقد بمقر وزارة العدل أمس، أن «وضع العمالة بجميع الشركات المتحفظ عليها آمن»، لافتا إلى أنه «لن يضار أي عامل من قرارات اللجنة سواء بالتحفظ أو الإدارة».
وتابع خميس قائلا إن «اللجنة اكتشفت أثناء جرد محلات زاد (المملوكة للشاطر) أن حسابا مفتوحا بأحد البنوك مواز للحساب المفتوح للشركة ببنك آخر وكان باسم أحد المديرين الموجودين بفروع (زاد)، وكل حسابات (زاد) كانت مخفية بهذا الحساب وهو كحساب مخفي يثير شبهة».
وأوضح خميس أن الإجراءات التي تقوم بها اللجنة تأتي ضمن تنفيذ الحكم القضائي الصادر من محكمة الأمور المستعجلة بحظر أنشطة جماعة الإخوان، لافتا إلى أن اللجنة تستند لتحريات دقيقة من جهات محددة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».