«جدة التاريخية» في رمضان.. 90 ألف زائر

في ظل انتشار الفعاليات والعروض الاستهلاكية التي تشهدها البلاد

جانب من احتفالات المنطقة التاريخية ({الشرق الأوسط})
جانب من احتفالات المنطقة التاريخية ({الشرق الأوسط})
TT

«جدة التاريخية» في رمضان.. 90 ألف زائر

جانب من احتفالات المنطقة التاريخية ({الشرق الأوسط})
جانب من احتفالات المنطقة التاريخية ({الشرق الأوسط})

سجلت فعاليات «رمضاننا كدا» بين أزقة وحواري المنطقة التاريخية في جدة، بعد مرور 12 يوما على انطلاقها، عدد زيارات يصعب تحقيقه بموسم رمضان وفي ظل انتشار الفعاليات والعروض الاستهلاكية التي تشهدها السعودية هذه الأيام، حيث بلغ عدد زوار المنطقة التاريخية، بحسب المنظمين، أكثر من 90 ألف زائر.
ومنذ أن اعتمدت منظمة اليونيسكو المنطقة التاريخية في جدة (غرب السعودية) ضمن قائمة التراث العالمي في 20 يونيو (حزيران) الماضي، والمدينة حافلة بإقامة جملة من الفعاليات والاحتفالات بهذا التصنيف الذي دشنه الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، ومحافظ جدة، وأمير المنطقة، قبل دخول شهر رمضان المبارك.
وفي جولة ميدانية لـ«الشرق الأوسط» داخل المنطقة التاريخية، رصدت حُب الشباب للعودة إلى الزمن القديم للمنطقة الذي يزيد على ألفي عام، من خلال ارتدائهم الملابس التراثية المتمثلة في «العمة الحلبية والصديرية»، وغيرها من الملابس التراثية، إضافة إلى إقامة الندوات الثقافية التي تتناول تاريخ المنطقة التي تتقاطع بها أربع حوارٍ شكلت نسيج المنطقة منذ مئات السنين، في محاولة لإعادة جدة القديمة إلى أذهان الشباب الذي شكل النسبة الأكبر من مرتادي الفعاليات.
وواكب هذا الوجود الكثيف من الزوار لهذه المنطقة حضور وكالات أنباء وقنوات فضائية عالمية وقفت على أهم ما تقدمه المحافظة الساحلية في هذه الفترة بعد ضمها إلى قائمة التراث العالمي، كإقامة مثل هذه الفعاليات ونقلها عبر وسائل إعلامية دولية مختلفة، ما يسهم في نقل الصورة الكاملة عن التاريخ القديم للمنطقة والمدينة بشكل عام.
وتقام فعاليات «رمضاننا كدا» التي تستمر حتى 19 رمضان على مسارين، الأول: مسار دائري من باب المدينة مرورا بشارع أبو عنبة ويمتد حتى بيت ذاكر ويعود من الطريق الموازي. والثاني: يبدأ من برحة نصيف حتى مركاز عمدة حارة اليمن والبحر، بينما تقدم البسطات التقليدية المأكولات على الطريقة الحجازية من «بليلة وكبدة» وبعض المشروبات التي كانت تعرف في المنطقة التاريخية كـ«السوبيا» و«الشربيت».
من جهته، قال عبد الله سعيد بن ضاوي، مدير الشؤون المحلية في محافظة جدة ورئيس اللجنة التنفيذية للفعاليات، إن جدة وزوارها عاشوا خلال الأيام الماضية تجربة فريدة بالعودة إلى تاريخ جدة القديم الذي يزيد على ألفي عام، «لذا كانت رؤية الأمير مشعل بن ماجد، محافظ جدة، بتنظيم فعاليات منبثقة من مهرجان جدة التاريخية، تعيد أمجاد الماضي وتحكي للأجيال الحالية كيف كان الأجداد والآباء يعيشون الليالي الرمضانية المباركة ويحتفلون بقدوم عيد الفطر السعيد».
وكانت اللجنة المنظمة للفعاليات عمدت إلى إنشاء وتجهيز مواقع للترفيه والملاعب الرياضية وبعض المقاهي القديمة التي تقدم الشاي والقهوة بأسلوب تراثي، إضافة إلى إطلاق بعض الألعاب القديمة التي تقدم أمام الزوار للمهرجان، منها: «الكيرم والدومينو والداما والفرفيرة»، بينما أعيد اكتشاف الحكواتي من خلال برنامج يومي يقدم بعض الحكايات عن السيرة القديمة، كما شهدت حواري المنطقة التاريخية عودة المسحراتي وهو يطرق على طبلته ليوقظ الناس ويذكرهم بموعد السحور.
من جانبه، أوضح زكي عبد التواب، رئيس الشركة المنظمة للفعاليات: «مع بداية التحضير لفعاليات المنطقة التاريخية كنا نتسابق مع الوقت ومع التحديات التي ستواجه اللجنة لإكمال كل الترتيبات، وتحديدا بطولة كأس العالم، وبجهود المسؤولين وكل الجهات والشباب المتطوع تمكّنت اللجنة من تحديد الفعاليات والمستهدفين، ومع أول أيام انطلاق البرنامج في رمضان كنا نعول على ما نقدمه لاستقطاب الجماهير، ونجحنا مع أول يوم رغم ما واجهناه من تحديات».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.