موائد الإفطار في تونس عامرة في الشمال والوسط.. وسكان الجنوب لا يقبلون عليها

مائدة إفطار سيدي إبراهيم بالعاصمة التونسية أكبرها وتقدم 450 وجبة يوميا

موائد الإفطار في تونس عامرة في الشمال والوسط.. وسكان الجنوب لا يقبلون عليها
TT

موائد الإفطار في تونس عامرة في الشمال والوسط.. وسكان الجنوب لا يقبلون عليها

موائد الإفطار في تونس عامرة في الشمال والوسط.. وسكان الجنوب لا يقبلون عليها

تنشط عدة جمعيات ومنظمات تونسية لسد حاجيات عائلات تونسية فقيرة خلال شهر رمضان، وتسعى إلى جلب اهتمام الأثرياء والعاملين في المجال السياسي إلى أهمية مساعدة المحتاجين. إلا أن الإقبال على تقديم المساعدات كان محدودا هذه السنة بسبب قرب شهر الصيام من موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة، وخشية عدة أحزاب سياسية من اتهامها بالمتاجرة بفقر الناس وقلة ذات اليد لديهم.
ويرفض سكان بعض المدن التونسية على غرار مدن الجنوب التونسي الذهاب إلى موائد الإفطار، ويتحرجون من الكشف عن هوياتهم، لكن تلك العائلات تقبل بالحصول على قفة رمضان (كمية من الأغذية المتنوعة تسلم إلى العائلات الفقيرة) قبل شهر الصيام. لذلك تغير الجمعيات والمنظمات العاملة في المجال الاجتماعي والإنساني من طريقة تعاملها مع الوضعيات النفسية وفقا لعادات وتقاليد المدن التونسية المختلفة.
وعلى الرغم من تراجع عدد موائد الإفطار الخاصة وتكفل الدولة التونسية بالعدد الأكبر منها، فإن عدة جمعيات خيرية تعمل على تأمين المزيد من المساعدات الموجهة إلى العائلات الفقيرة والمحتاجة، وتعمل على تقديمها بشكل خفي حفاظا على كرامة تلك العائلات.
وفي هذا الشأن، قال أحد العاملين في جمعية «تراحموا» إن وجبة الإفطار الموجهة للعائلات المقبلة على موائدها تتكون من اللحوم والغلال والخضراوات، وهي على حد قوله تتركب من طبق رئيس وبعض السلطات والفواكه، وهذا الطبق لا يكلف أكثر من ثلاثة دنانير تونسية (نحو دولارين) وذلك بفعل انخفاض الكلفة لكثرة العدد. وتقدم جمعية «تراحموا» موائد إفطار طيلة شهر رمضان الحالي، في حي التضامن ودوار هيشر والمنيهلة، وهي أحياء شعبية فقيرة تقع غرب العاصمة التونسية.
أما أكبر موائد الإفطار على الإطلاق فهي مائدة سيدي إبراهيم، الواقعة في نهج الباشا بالعاصمة التونسية، والتي يرتادها يوميا قرابة 450 شخصا. وترعى منظمات إنسانية تلك المائدة بتوفير متطوعين لخدمة المحتاجين، وتقدر كلفة الوجبة الواحدة بنحو 6 دنانير تونسية (نحو 4 دولارات)، ويعمل على توزيع وجبات الإفطار 20 متطوعا من منظمة الهلال الأحمر التونسي والاتحاد التونسي للتضامن.
وبشأن التوزيع الجغرافي لتلك المساعدات، قال محمد الخويني، الرئيس العام للاتحاد التونسي للتضامن، إن ولايات – محافظات - الشمال والوسط هي التي تستقبل العدد الأكبر من موائد الإفطار تلك. وأشار إلى أن توزيع المساعدات يعتمد على مقاييس مضبوطة للتأكد من حالة مرتادي تلك الموائد وبالتالي توجيهها لمستحقيها، وهذا العمل تقوم به لجنة مختصة، على حد قوله.
وأعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية التونسية قبل حلول شهر الصيام عن مجموعة من المساعدات التي قالت إنها ستوجهها إلى العائلات الفقيرة والمعوزة، وتتمثل أساسا في توفير 19 مائدة إفطار موزعة على عدد من المدن التونسية. وتوجد في العاصمة التونسية مائدتا إفطار، الأولى بنهج الباشا وتسمى مائدة إفطار سيدي إبراهيم، والثانية مائدة الإفطار في السيجومي الواقعة غرب العاصمة التونسية. لكن أكبر عدد من موائد الإفطار موجود هذه السنة في ولاية – محافظة - سليانة وسط تونس، وعددها خمس موائد.
ويتمتع قرابة ألفي تونسي بما تجود به تلك الموائد الإنسانية المنظمة من قبل الدولة من خيرات خلال شهر الصيام. إلا أن منظمات اجتماعية تؤكد على أن عدد موائد الإفطار الخاصة قد يكون أكثر من ذلك بكثير إلا أن معظم المشرفين عليها لا يسعون إلى إشهارها تعففا وابتغاء لمرضاة الله.
وخصصت وزارة الشؤون الاجتماعية التونسية أكثر من 1.5 مليون دينار تونسي (نحو مليون دولار أميركي) للمساعدات الاجتماعية لشهر رمضان. وقد تم تخصيص اعتمادات مقدرة بنحو 282 ألف دينار تونسي (نحو 176 ألف دولار أميركي) لموائد الإفطار.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.