مخاوف في الجزائر من تأثير دعم حركة التوحيد لـ {داعش} على أمن البلاد

تخشى أيضا أن يجد هذا التأييد صدى لدى الخلايا الجهادية النائمة

مخاوف في الجزائر من تأثير دعم حركة التوحيد لـ {داعش} على أمن البلاد
TT

مخاوف في الجزائر من تأثير دعم حركة التوحيد لـ {داعش} على أمن البلاد

مخاوف في الجزائر من تأثير دعم حركة التوحيد لـ {داعش} على أمن البلاد

قال مصدر أمني جزائري لـ{الشرق الأوسط}، رفض الكشف عن اسمه، إن السلطات الجزائرية «تخشى أن يجد دعم حركة التوحيد والقاعدة بالمغرب العربي لداعش، صدى لدى الخلايا الجهادية النائمة بالمنطقتين المغاربية والعابرة للساحل الأفريقي، فيدفع ذلك بعدد كبير من الشباب إلى الالتحاق بداعش، أو حمل السلاح باسمها في مناطق التوتر، خاصة في ليبيا التي تربطها حدود مع الجزائر بطول 900 كلم».
وكانت «حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا}، التي تسيطر على أجزاء من شمال مالي قرب الحدود مع الجزائر، قد أعلنت دعمها لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام}، إذ سرد قيادي بها آيات قرآنية وأحاديث نبوية تفرض «نصرة المجاهدين الأبطال في دولة الإسلام}، حسب قوله.
ونشرت «التوحيد}، أمس، بمنتدى جهادي يروج لأعمال تنظيم القاعدة، كلمة مكتوبة لحماد بن محمد الأمين الشنقيطي، مسؤول «القضاء الشرعي} بالجماعة، قال فيها إن إعلان الخلافة الإسلامية من طرف «داعش} «ثابت وجوبا بالعقل لما في طباع العقلاء من التسليم لزعيم يمنعهم من التظالم، ويفصل بينهم عن التنازع}. وأضاف الشنقيطي (موريتاني الجنسية) في كلمته التي حملت عنوان «النصرة الأزوادية للدولة الإسلامية} (الأزواد هم سكان شمال مالي الأصليين)، أن «الإمامة لا تنعقد من دون خلافة هو ما يهمنا شرعا وباستطاعتنا تحصيله، أما أن تدوم هذه الخلافة أو لا تدوم، فهذا أمر قدري ليس لنا فيه دخل أصلا، ومرده إلى الله}، مشيرا إلى أن «خلافة الحسن بن علي لم تدم أكثر من سبعة أشهر، وهو آخر الخلفاء الراشدين، ولم يقل أحد أن هذا طعن فيها}.
ووصف قيادي «التوحيد} عناصر «داعش} بـ«الرجال الأبطال جنودا وأمراء}، غير أن خطابه لم يتضمن أي دعوة للقتال في صفوف «داعش}. ويرى مراقبون أن الدعم الذي قدمته «التوحيد} للتنظيم في العراق، يعد كافيا للتحريض على «الجهاد} في صفوف الجماعة التي يقودها «أبو بكر البغدادي}.
وانشقت «التوحيد والجهاد} عن «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي} في 2011، وتبنت اختطاف سياح غربيين في موريتانيا وفي مخيمات الصحراويين بتندوف جنوب الجزائر في نفس العام، كما أنها تحتجز حاليا ثلاثة دبلوماسيين جزائريين، اختطفتهم من غاو بمالي في أبريل (نيسان) 2012. وتتوجس السلطات الجزائرية كثيرا من هذا التنظيم، الذي ينحدر غالبية أفراده من موريتانيا، ويضم نيجريين وماليين وجزائريين من العرب الطوارق.
وفي شريط فيديو بثته «القاعدة} المغاربية مطلع الشهر الحالي، قدم القيادي الجزائري الملقب الشيخ أبو عبد الله عثمان العاصمي، «نصرته} إلى من سماهم «المجاهدين} في تنظيم «داعش} بالعراق، وقال إن رفاقه في الجماعة «يريدون وصل حبل الود بيننا وبينكم، فأنتم أحب إلينا من الأهل والعشيرة، ولكم دائما دعاؤنا، إننا ما زلنا ننتظر فروع (القاعدة) من هنا وهناك، ليبينوا موقعهم ويعلنوا نصرتهم لكم}. وتحمل كلمة «يبينوا موقعهم}، حسب مراقبين، دعوة غير مباشرة إلى زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري لكي يوضح موقفه من الجماعة الإسلامية المسلحة، التي فرضت نفسها لاعبا جديدا في المشهدين السياسي والأمني بالعراق.
وجاء دعم «القاعدة المغاربية} لـ{داعش}، حسب أبو عبد الله، بناء على نداء الحبيب الشيخ أبو محمد العدناني، المتحدث باسم الجماعة التي تزحف يوميا على مناطق جديدة في العراق، لفروع «القاعدة} لكي «يصرحوا ببيان رسمي ضد من يتهمون الدولة الإسلامية في العراق والشام بالخوارج}.
وانتقد القيادي المسلح ضمنيا قيادة «القاعدة} عندما قال «أحببنا بعد سكوت المعنيين أن نبين موقفنا إحقاقا للحق، حتى يعلم مجاهدو الدولة الإسلامية بالعراق والشام أننا لم ولن نخذلهم}.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.