هزيمة تاريخية تحيل مسؤولي أخضر الماء للتحقيق

آل الشيخ بعد الخسارة المدوية أمام مصر: هل نسيتم حارسكم؟!

TT

هزيمة تاريخية تحيل مسؤولي أخضر الماء للتحقيق

أثارت الخسارة الثقيلة التي تلقاها المنتخب السعودي لكرة الماء «تحت 18 عاماً» من المنتخب المصري «36/ 1» في بطولة العالم المقامة بالمجر غضب الشارع الرياضي السعودي، فيما توعد تركي آل الشيخ الرئيس العام لمجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة بمحاسبة المسؤولين عنها، مؤكداً أن هذه الخسارة لن تمر دون محاسبة المتسبب، مشددًا على أن من يمثل المملكة في المحافل القارية أو الدولية يجب أن يكون في مستوى المسؤولية، لافتاً إلى أن النتيجة مؤسفة ولا تمثل المملكة في المستوى.
وتابع: «أخاف أنكم ناسين الحارس بس!».
ويترأس الوفد السعودي عبده عقيلي وتضم وليد عسيري إداري المنتخب، وباسم الحربي المدرب الوطني، إلى جانب الحكم السعودي أحمد المعلم، واللاعبين سلطان الهوساوي وسليمان زيد وتركي يركستاني ومالك شراحيلي وبندر شراحيلي ومحمد الهلال ومحمد شراحيلي وعبده كلفوت ورائد صيرفي ومحمد العرياني وأسامة المالكي ومحمد تركستاني وعبد الله عباس.
وشارك في البطولة 20 منتخباً، وأوقعت القرعة المنتخب السعودي لكرة الماء بجانب منتخبات صربيا وإسبانيا وكندا وكولومبيا، وجاءت النتائج للمنتخب السعودي مخيبة؛ بعدما خسر المباراة الافتتاحية من المنتخب الكولومبي بنتيجة 26 مقابل 6، وتلقى خسارة ثانية من المنتخب الإسباني بـ27 مقابل 4، وتعرض لخسارة ثالثة من المنتخب الكندي بـ24 مقابل 6، وبالنتيجة ذاتها خسر من المنتخب السيبيري، قبل أن يتعرض لخسارة قاسية من المنتخب المصري بـ36 مقابل 1.
واهتزت شباك الأخضر السعودي في هذه البطولة 133 مرة، كأعلى نسبة استقبال للأهداف في البطولات التي شارك فيها المنتخب السعودي لكرة الماء في اختلاف الدرجات، وهذا ما تسبب في خروج رئيس مجلس إدارة الهيئة الرياضية السعودية عن صمته، وإعلانه مساءلة المتسبب عن هذه الخسائر المتلاحقة في ظل الدعم اللامحدود من قبل القيادة السعودية على جميع الألعاب الرياضية.
إلى ذلك قدم رئيس وأعضاء الاتحاد السعودي لكرة الماء اعتذارهم الشديد عن الخسارة التي تعرض لها المنتخب الشاب أمام مصر في بطولة العالم، وقرر المجلس إحالة الجهاز الفني والإداري للتحقيق لمعرفة أسباب ظهور المباراة بهذا المستوى، ووصف مجلس إدارة اللعبة هذه النتيجة بالمؤسفة، لافتاً إلى أن مجلس الإدارة سيدرس الخطة الموضوعة، وسيعيد النظر في خطة الاتحاد لرفع مستوى اللعبة وسيعلق مشاركة المراحل السنية في أي بطولة قادمة إلا بمشاركه فاعلة تشرِّف المملكة.
وكان المنتخب السعودي الأول لكرة الماء قد حقق إنجازاً تاريخياً قبل 7 سنوات عندما توج بلقب بطولة العالم لكرة الماء التي استضافتها مدينة الدمام شرق المملكة، وانطلق مشوار المنتخب السعودي بقوة من البداية، متجاوزاً عقبة المنتخب التشيلي بنتيجة 23 مقابل 6، وكان المنتخب التشيلي يعتبر حينذاك أبرز المرشحين، وتجاوز بعدها الأخضر السعودي المنتخب السنغافوري بنتيجة 9 مقابل 1، قبل أن يتغلب على منتخب الجزائر 19 مقابل 5، وختم لقاءاته في الدور الأول بالفوز على منتخب بيرو 14مقابل 2.
وتأهل الأخضر السعودي لكرة الماء كبطل للمجموعة الأولى إلى النهائي مباشرة، كما ينص نظام البطولة، ليصطدم بالمنتخب الإيراني حامل اللقب والمرشح الأول لنيل اللقب العالمي، والأخير تصدر المجموعة الثانية بخمسة انتصارات متتالية، وتعادل المنتخبان في الأشواط الأصلية والإضافية قبل أن يحتكما إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت للمنتخب السعودي الذي حسمها بـ7 أهداف مقابل 6.
وتعد لعبة كرة الماء من الألعاب المنتشرة في المملكة العربية السعودية، خصوصاً في أندية المنطقة الغربية والمنطقة الشرقية حيث يصدر النادي الأهلي ونادي الاتحاد والاتفاق والخليج وهجر أكثر اللاعبين الذين مثلوا المنتخبات السعودية في هذه اللعبة التي تتطلب مهارات أساسية حيث يستوجب على اللاعبين السباحة من طرف الحوض المائي الذي يبلغ طوله 30 متراً للطرف الآخر دون توقف طوال المباراة.
ويسعى الاتحاد السعودي لكرة الماء إلى نشر هذه اللعبة في المدارس وبين أوساط المجتمع من خلال الدورات التي يقيمها من فترة لأخرى، حيث أقام أخيراً عدداً من البرامج الترويجية للتعريف باللعبة بمشاركة عدد من مدارس الرياض وقد تضمن البرنامج التعريف بلعبة كرة الماء ونشر ثقافة اللعبة في أوساط مدارس المنطقة، كما ينظم اتحاد كرة الماء دورات لمدربي كرة الماء بالتعاون مع معهد إعداد القادة بمشاركة 20 مدرباً تحت إشراف المدرب الصربي ديجان جوفوفيتش.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».