تقرير مصري يرصد «خريطة» نشاط الجماعات الإرهابية ويشير إلى تنويع «أنماط واستراتيجيات» عملياتها

TT

تقرير مصري يرصد «خريطة» نشاط الجماعات الإرهابية ويشير إلى تنويع «أنماط واستراتيجيات» عملياتها

أظهر تقرير مصري وقوع 15 عملية إرهابية في 7 دول بمناطق جغرافية متباعدة، نفذتها 5 جماعات إرهابية مختلفة التوجهات، وأوقعت 95 قتيلاً و154 جريحاً، وذلك خلال الأسبوع الثاني من شهر أغسطس (آب) الحالي.
وأفادت نتائج التقرير، وهو مؤشر دوري يعدّه «مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة» بدار الإفتاء المصرية، ويقرأ خريطة المناطق التي تشهد عمليات إرهابية، بأن أفغانستان جاءت في صدارة الدول الأكثر تعرضاً للعمليات الإرهابية، بواقع 4 عمليات إرهابية؛ عمليتان منها نفذتهما حركة «طالبان»، والعمليتان الأخريان نفذهما تنظيم «داعش»، وأودت بحياة 47 قتيلاً و110 جرحى.
يذكر أن الصراع يحتدم بين الحكومة الأفغانية وقوات التحالف الدولي من جهة؛ و«طالبان» و«داعش» من جهة أخرى؛ وذلك نتيجة استمرار «عملية الخندق» التي أطلقتها حركة طالبان في أبريل (نيسان) الماضي.
وفي ظل التنافس الحاد بين حركة «طالبان» وتنظيم «داعش» على الاستحواذ على مساحة أكبر من الأراضي الأفغانية، تأتي أفغانستان على رأس قائمة مؤشر الدول الأكثر تعرضاً لعمليات العنف والتطرف، فيما تشهد الساحة الأفغانية حالة من الاستعداد للانتخابات البرلمانية في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
ورصد المؤشر مجيء العراق في المركز الثاني على مؤشر الدول الأكثر تعرضاً للعمليات الإرهابية خلال فترة الرصد، حيث شهد 4 عمليات نفذها «داعش» وراح ضحيتها 15 شخصاً، وأصيب نحو 5 آخرين بين مدنيين وعسكريين. ويشهد العراق حالة من إعادة النشاط الإرهابي خصوصا من قبل «داعش»، بعد النجاحات التي حققتها القوات الأمنية العراقية في العام الماضي، وهو ما دفع بالتنظيم إلى التراجع الدراماتيكي لترتيب صفوفه مرة أخرى للعودة إلى الساحة من جديد، مستغلاً الصراعات الطائفية وتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في العراق.
وأضاف مؤشر «المرصد» أن سوريا حلت في المركز الثالث خلال فترة الرصد، حيث شهدت عمليتين إرهابيتين نفذهما «داعش» وأوقعتا 18 قتيلاً و15 مصاباً. وتشهد سوريا موجة عنف دامية.
بينما جاء اليمن في المرتبة الرابعة على المؤشر، حيث شن «تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية» هجوماً مسلحاً وآخر بسيارة مفخخة على القوات الأمنية اليمنية في مدينة أبين الجنوبية، ما أدى إلى مصرع 4 أشخاص وإصابة 7 آخرين.
وحلت نيجيريا في المركز الخامس على المؤشر، حيث نفذت حركة «بوكو حرام» هجوماً على قرية بالقرب من مايدوجوري في شمال شرقي نيجيريا، وقام المهاجمون بقطع رءوس 7 أشخاص، وإضرام النار في القرية.
وفي ما يخص الجماعات الإرهابية، أشار تقرير «المرصد» إلى نشاط 5 جماعات إرهابية خلال فترة الرصد، وقد امتدت أعمالها في مناطق وأقاليم مختلفة وهي: «داعش»، و«طالبان»، و«بوكو حرام»، و«الشباب»، و«القاعدة»... وقد شكلت تلك الجماعات تهديداً أمنياً لتلك الأقاليم ومواطنيها، وتسجل تلك الجماعات والتنظيمات خطورة ذات مستوى شديد.
وبحسب تحليل نتائج رصد المؤشر، أشار التقرير إلى استمرار اعتماد الجماعات الإرهابية على تنويع أنماط واستراتيجيات تنفيذ العمليات في ضوء قدراتها المادية وحجم الأسلحة التي تحصل عليها ووفقاً لطبيعة وحجم الاستقرار أو الصراع داخل بلدان نشاط تلك الجماعات.
من جهة أخرى، قررت محكمة جنايات القاهرة أمس، تجديد حبس 3 متهمين 45 يوماً على ذمة التحقيقات، بتهمة الانضمام إلى جماعة إرهابية تتبع تنظيم «داعش»، وقيامهم بالترويج لفكر «داعش» الإرهابي عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».
ووجهت النيابة العامة للمتهمين مجموعة من التهم؛ هي: الانضمام وتولي تأسيس جماعة على خلاف أحكام القانون الغرض منها الدعوة لتعطيل أحكام الدستور، ومنع مؤسسات الدولة من مباشرة أعمالها، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، واستباحة أموال المسيحيين واستحلال أموالهم، واستهداف المنشآت العامة، والعمل على إسقاط الدولة.
كما جددت المحكمة ذاتها، أمس، حبس 9 متهمين 45 يوماً على ذمة التحقيقات، لاتهامهم بالانضمام إلى «كتائب حسم2» الإرهابية، وتخطيطهم لاستهداف مؤسسات الدولة. وكانت الأجهزة الأمنية قد ألقت القبض على المتهمين بناء على قرار من النيابة العامة، لاتهامهم بالتخطيط لارتكاب أعمال تخريبية في البلاد خلال الفترة المقبلة، والتخطيط لارتكاب عمليات ضد مؤسسات الدولة.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.