قبرصيان قاتلا معاً في الحرب العالمية الثانية يلتقيان مجدداً بعد 70 عاماً

كلاهما في العقد العاشر من العمر والذكريات لا تزال حية في ذهنيهما

القبرصي اليوناني مينيلاوس كوزوبيس والتركي كمال صالح
القبرصي اليوناني مينيلاوس كوزوبيس والتركي كمال صالح
TT

قبرصيان قاتلا معاً في الحرب العالمية الثانية يلتقيان مجدداً بعد 70 عاماً

القبرصي اليوناني مينيلاوس كوزوبيس والتركي كمال صالح
القبرصي اليوناني مينيلاوس كوزوبيس والتركي كمال صالح

التقى في نيقوسيا أخيراً اثنان من القبارصة المقاتلين في الحرب العالمية الثانية، وذلك للمرة الأولى منذ نهاية الحرب، وكان الاجتماع مليئاً بذكريات الماضي والعواطف الجياشة، وتحدثا بتفصيل كبير عن تجربتيهما في الحرب، ومستقبل وطنهما المشترك قبرص، حيث يعيش كلاهما على جانبي الخط الأخضر (خط وقف إطلاق النار) في نيقوسيا والذي يفصل المناطق القبرصية الشمالية المسيطرة عليها تركيا، عن باقي الجزيرة الذي تسيطر عليه الحكومة القبرصية إلى الجنوب.
وبالتفصيل فقد التحق القبرصي اليوناني مينيلاوس كوزوبيس والقبرصي التركي كمال صالح، وكلاهما من مدينة بافوس على الساحل الغربي للجزيرة القبرصية، بالجيش البريطاني للقتال في الحرب العالمية الثانية إلى جانب الحلفاء ضد العدو المشترك، النازية الفاشية وقتذاك.
ويبلغ مينيلوس كوزوبس من العمر 92 عاماً وهو بالتحديد من قرية أجيوس فوتيوس، وكمال صالح البالغ من العمر 95 عاماً من قرية فاليا القبرصية التركية، وكلاهما يقع في نفس المنطقة أحدهما على مسافة 3 كيلومترات من الآخر.
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية عاد الرجلان إلى قبرص في منتصف عام 1946، ومنذ ذلك الحين فقد كل منهما مسار الآخر، وقد لعب القدر لعبته والتقيا مرة أخرى بعد أكثر من 70 سنة، واستذكرا كل ما عاشاه معاً في واحدة من أفظع الحروب المروعة التي عرفتها البشرية.
وتم الاجتماع الذي تم ترتيبه من خلال أصدقاء مشتركين، في مكاتب رابطة المحاربين القدامى في الحرب العالمية الثانية في نيقوسيا، وتذكرا مرة أخرى الحرمان وصعوبات الحرب. وما يثير الإعجاب بشكل خاص هو حقيقة أنه على الرغم من أن كليهما في العقد العاشر من العمر، إلا أن الصور في ذهنيهما لا تزال حية حتى يومنا هذا، حيث وصفا بتفصيل مثير للإعجاب ما عاشاه منذ يوم تسجيلهما وما بعده في ساحات القتال من أجل الحرية والديمقراطية.
وتذكر الرجلان أنهما اضطرا إلى السير من قراهما إلى منطقة خولو للتسجيل، وقال كزوبيس إنه لم يخبر جده الذي كان يقيم معه في ذلك الوقت عن قراره الانخراط في الجيش البريطاني خوفاً من عدم السماح له بذلك بسبب صغر سنه، حيث كان عمره ستة عشر عاماً ونصف فقط. وقال أيضاً إنه كان عليه أن يكذب على مكتب التجنيد ويخفي عمره الحقيقي خوفاً من رفضه بسبب عمره.
وواصل السيد كوزوبيس قصته، بأنه بعدما التحق تم نقلهم إلى المعسكر الإنجليزي في بوليميديا من أجل التدريب ثم إلى سوريا وفلسطين وانتهى الأمر في إيطاليا. وتذكر كوزوبيس أنه وكمال صالح تشاركا نفس الخيمة، ولا يزال يتذكر رقمه الذي حصل عليه 21139 وكان صديقه كمال يحمل رقم 21142.
بعد الغزو التركي لقبرص في عام 1974، اضطر صالح إلى التخلي عن قريته ويعيش حتى اليوم في قرية أجيوس إيرمولاوس في منطقة كيرينيا، وعلى الرغم من مرور سبعة عقود، فإنه لا يزال يتحدث اللغة اليونانية بشكل جيد.
وبسؤال من «وكالة الأنباء القبرصية» عن رأيهما بشأن الوضع الحالي في قبرص، أجاب صالح بأن القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك اعتادوا العيش بسلام معاً، مشيراً إلى أننا «كنا مثل الإخوة». وبدا متشائماً بشأن احتمالات إيجاد حل لمشكلة قبرص وإعادة توحيد البلاد وتوقع أنها ستبقى دون حل لعدة سنوات.
كما تحدث كوزوبيس عن «التدخل الأجنبي في عام 1974 وقال إن هذا أدى بنا إلى المشاحنات، ولم يكن هناك أي خلافات بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك. كنا نعيش في وئام. لكن التدخل الأجنبي أجبرنا على الانفصال إلى معسكرين. ولهذا السبب أعتقد أنه يجب إيجاد حل للقضية القبرصية حتى وإن كان حلاً فيدرالياً، حتى نتمكن من العيش معاً مرة أخرى والعودة معاً إلى أيامنا الجميلة».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.