واشنطن تضاعف مكافآت القبض على قياديين بارزين في «القاعدة»

أبو محمد المصري وسيف العدل شاركا في تفجير سفارات أميركية في دول عدة

سيف العدل (صورة وزعتها سي آي إيه) - أبو محمد المصري (موقع إف بي آي)
سيف العدل (صورة وزعتها سي آي إيه) - أبو محمد المصري (موقع إف بي آي)
TT

واشنطن تضاعف مكافآت القبض على قياديين بارزين في «القاعدة»

سيف العدل (صورة وزعتها سي آي إيه) - أبو محمد المصري (موقع إف بي آي)
سيف العدل (صورة وزعتها سي آي إيه) - أبو محمد المصري (موقع إف بي آي)

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أمس مضاعفة المكافأة المالية المخصصة لمن يدلي بمعلومات تفيد في تحديد مكان اعتقال اثنين من أبرز القادة في تنظيم القاعدة الإرهابي، وهما عبد الله أحمد عبد الله، ويعرف باسم (أبو محمد المصري)، وسيف العدل المسؤول العسكري للتنظيم، وبلغت قيمة المكافأة الجديدة 10 ملايين دولار لكل منهما، وهو ضعف المبلغ الذي حددته الخارجية الأميركية في ديسمبر (كانون الأول) عام 2000، الذي بلغ خمسة ملايين دولار.
وقالت الخارجية في بيان صحافي حصلت «الشرق الأوسط» (على نسخة منه)، إن برنامج مكافآت من أجل العدالة التابع لوزارة الخارجية الأميركية يعمل على زيادة عروض المكافآت للحصول على معلومات تؤدي إلى تحديد مكان أو اعتقال أو إدانة قادة رئيسيين في تنظيم القاعدة. وأوضحت أن كلاً من عبد الله أحمد عبد الله وسيف العدل عملا أعضاء في مجلس قيادة «القاعدة»، خصوصاً سيف العدل الذي كان يعمل في اللجنة العسكرية للمجموعة، وقد اتهمت هيئة المحلفين الفيدرالية كلا الشخصين في نوفمبر (تشرين الثاني) 1998 بالوقوف وراء تفجيرات السفارتين الأميركيتين في دار السلام في تنزانيا، ونيروبي بكينيا في 7 أغسطس (آب) عام 1998.
وأضافت أنه في عام 2001 تم إدراج عبد الله والعدل في قائمة عقوبات مجلس الأمن التابعة للأمم المتحدة، بالإضافة إلى قائمة وزارة الخزانة الأميركية للمواطنين المعينين خصيصا بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224 لأنشطتهم الداعمة لتنظيم القاعدة. وقالت الخارجية: «نشجع أي شخص لديه معلومات عن هؤلاء الأفراد بالاتصال على مكتب المكافآت من أجل العدالة، أو المراسلة عبر البريد الإلكتروني أو مواقع التواصل الاجتماعي، وسيتم التعامل مع جميع المعلومات بسرية تامة، إذ إن إدارة برنامج المكافآت من أجل العدالة يقدم خدماته من قبل مكتب الأمن الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية الأميركية، ومنذ إنشائه في عام 1984، دفع البرنامج ما يزيد على 145 مليون دولار إلى أكثر من 90 فردا قدموا معلومات قابلة للتنفيذ ساعدت على تقديم الإرهابيين إلى العدالة، أو منع حدوث أعمال إرهابية دولية في جميع أنحاء العالم». ويعد سيف العدل من القادة البارزين في منظمة القاعدة وعضوا في مجلس قيادة القاعدة «مجلس الشورى» والمسؤول العسكري للتنظيم، كما يرأس العدل أيضا اللجنة العسكرية لمنظمة القاعدة. وكان ملازما بارزا لأبو مصعب الزرقاوي، مؤسس تنظيم القاعدة في العراق، التي أصبحت فيما بعد تعرف باسم «داعش». وعمل العدل ضابطا برتبة مقدم في القوات المصرية الخاصة حتى تم اعتقاله عام 1987، ومنذ عام 1990 قدم العدل وغيره من ناشطي منظمة القاعدة التدريب العسكري والاستخباراتي في عدة بلدان، بما في ذلك أفغانستان، وباكستان، والسودان، لأعضاء منظمة القاعدة والجماعات المرتبطة بها، بما في ذلك الجهاد المصري. وفي عامي 1992 و1993 قدم العدل وعبد الله أحمد تدريبا عسكريا لعناصر منظمة القاعدة ورجال القبائل الصوماليين الذين قاتلوا ضد القوات الأميركية في مقديشو أثناء عملية استعادة الأمل. وتم اتهام العدل بواسطة هيئة محلفين فيدرالية كبرى في شهر نوفمبر عام 1998، لدوره في تفجيرات السفارات الأميركية في مدينة دار السلام بتنزانيا، ونيروبي بكينيا يوم 7 أغسطس عام 1998، وأدت الهجمات إلى مقتل 224 مدنيا وجرحت أكثر من خمسة آلاف شخص.
انتقل العدل بعد التفجيرات إلى جنوب شرقي إيران وعاش تحت حماية الحرس الثوري. وفي شهر أبريل (نيسان) عام 2003 وضعت السلطات الإيرانية العدل وقادة آخرين من تنظيم القاعدة قيد الإقامة الجبرية. وفي سبتمبر (أيلول) عام 2015 تم إطلاق سراح العدل وأربعة آخرين من قادة تنظيم القاعدة من الحجز الإيراني مقابل الإفراج عن دبلوماسي إيراني كان تنظيم القاعدة قد اختطفته في اليمن.
أما عبد الله أحمد عبد الله والملقب بأبو محمد المصري، فهو الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، وهو صهر حمزة بن لادن، وكان يعيش في إيران حتى فترة قريبة، قبل أن تفرج عنه طهران ضمن صفقة مع خمسة من قيادات التنظيم، مقابل تحرير دبلوماسي إيراني كان مختطفاً في اليمن عام 2015. وهو أحد المؤسسين الأوائل لتنظيم القاعدة، كما أنه خبير التنظيم في صناعة المتفجرات والعبوات الناسفة والصواريخ بجميع أنواعها. وتولى أبو محمد المصري مسؤولية ما يُعرف باللجنة الأمنية في التنظيم، كما كان عضواً في المجلس الاستشاري لـ«القاعدة».
واتهم أبو محمد المصري بالإشراف المباشر على تفجير السفارتين الأميركيتين في أفريقيا 1998، الذي أدى إلى مقتل 231 شخصاً، بينهم 12 أميركياً، كما ارتبط اسمه بهجمات الرياض 2003، التي جاءت، حسب تقارير استخباراتية أميركية، بأوامر صدرت من جنوب إيران، من قبل قيادات «القاعدة الهاربة» من أفغانستان، إلى إيران على رأسهم القيادي أبو محمد المصري، و«سيف العدل»، المسؤول العسكري لـ«القاعدة»، وارتباطهما بالوسيط علي عبد الرحمن الغامدي المكنى «أبو بكر الأزدي»، مسؤول خلية «القاعدة» في السعودية، وأحد المطلوبين في قائمة الـ19.


مقالات ذات صلة

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

المشرق العربي جانب من لقاء وزير الدفاع التركي الأحد مع ممثلي وسائل الإعلام (وزارة الدفاع التركية)

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا استعدادها لتقديم الدعم العسكري للإدارة الجديدة في سوريا إذا طلبت ذلك وشددت على أن سحب قواتها من هناك يمكن أن يتم تقييمه على ضوء التطورات الجديدة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية جانب من الدمار الذي خلفه الهجوم المزدوج في ريحانلي عام 2013 (أرشيفية)

تركيا: القبض على مطلوب متورط في هجوم إرهابي وقع عام 2013

أُلقي القبض على أحد المسؤولين عن التفجير الإرهابي المزدوج، بسيارتين ملغومتين، الذي وقع في بلدة ريحانلي (الريحانية)، التابعة لولاية هطاي جنوب تركيا، عام 2013

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش».

الشيخ محمد (نواكشوط)
آسيا الملا عثمان جوهري في جولة بين التلال بولاية نورستان قال: «لم تكن هنا طالبان هنا عندما بدأت الحرب» (نيويورك تايمز)

الملا عثمان جوهري يستذكر العمليات ضد الأميركيين

قاد الملا عثمان جوهري واحدة من أعنف الهجمات على القوات الأميركية في أفغانستان، وهي معركة «ونت» التي باتت رمزاً للحرب ذاتها.

عزام أحمد (إسلام آباد - كابل)
أوروبا استنفار أمني ألماني في برلين (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: دراسة تكشف استمرار ارتباط كراهية اليهود باليمين المتطرف بشكل وثيق

انتهت نتائج دراسة في ألمانيا إلى أن كراهية اليهود لا تزال مرتبطة بشكل وثيق باليمين المتطرف.

«الشرق الأوسط» (بوتسدام )

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.