مصر تستقبل جرحى ومصابين فلسطينيين عبر معبر رفح

الأزهر: لن نصبر طويلا على الانتهاكات الإسرائيلية

مصر تستقبل جرحى ومصابين فلسطينيين عبر معبر رفح
TT

مصر تستقبل جرحى ومصابين فلسطينيين عبر معبر رفح

مصر تستقبل جرحى ومصابين فلسطينيين عبر معبر رفح

واصلت مصر أمس استقبال أعداد من الجرحى والمصابين الفلسطينيين من قطاع غزة لتلقي العلاج في المستشفيات المصرية، بعد أن قررت السلطات فتح ميناء رفح البري بصفة استثنائية لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين، جراء الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة.
وقال مصدر مسؤول بميناء رفح البري إنه جرى الدفع بعدد من سيارات الإسعاف والفرق الطبية المتخصصة لاستقبال الجرحى والمصابين القادمين من قطاع غزة، وأنه وصل بالفعل صباح أمس إلى الجانب المصري سيارتا إسعاف فلسطينيتان تقلان عددا من الجرحى والمصابين، جرى نقلهم إلى المستشفيات المصرية». كما أشار المصدر إلى أن الميناء استقبل 66 فردا من المصريين العالقين في قطاع غزة، وجرى إنهاء إجراءات دخولهم إلى الجانب المصري، موضحا أن «العمل ما زال مستمرا وفي انتظار وصول المزيد من المصابين الفلسطينيين».
من جانبه، قال محافظ شمال سيناء اللواء السيد عبد الفتاح حرحور لـ«الشرق الأوسط» أمس إنه «جرى رفع حالة الطوارئ في قطاع الصحة داخل المحافظة، خصوصا في مستشفيات العريش العام والشيخ زويد ورفح المركزي ومرفق الإسعاف لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين».
وأضاف أن «أبناء المحافظة مستعدون بكل الإمكانات لتقديم يد العون لأشقائنا في غزة، خصوصا أننا نسمع بأنفسها أصوات القصف الإسرائيلي».
فيما أكد الدكتور محمد سلطان، رئيس قطاع الرعاية العاجلة والإسعاف، إن وزارة الصحة دفعت بفريق انتشار سريع مكون من 16 طبيبا أمام معبر رفح، متابعاً أنه «جرى تجهيز غرف بالعناية المركزة وبجراحة المخ والأعصاب وبجراحة العظام في مستشفيات معهد ناصر والزيتون ودار الشفاء والسلام بالعاصمة القاهرة لاستقبال الإصابات الحرجة من الفلسطينيين».
وتقدم رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله بالشكر إلى مصر لدعمها للشعب الفلسطيني، مثمنا قيامها بفتح معبر رفح لاستقبال المصابين جراء الحرب التي تشنها إسرائيل على أهل قطاع غزة وتوفير العلاج لهم. ودعا الحمد الله، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط أمس، إلى مزيد من الدعم العربي والإسلامي الشعبي والرسمي لمساندة الحكومة الفلسطينية.
وكانت الرئاسة المصرية ذكرت في وقت سابق أنها تجري اتصالات مكثفة مع كل الأطراف المعنية الفاعلة بهدف تجنيب الشعب الفلسطيني ويلات ومخاطر العمليات العسكرية الإسرائيلية، وطالبت مصر بوقف الإجراءات «الاستفزازية» بهدف خلق الظروف المواتية لسرعة استئناف مفاوضات السلام.
وتلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً من بان كي مون، أمين عام الأمم المتحدة، مساء أول من أمس (الأربعاء)، تناول آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية والتدهور الحالي في الموقف على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وأكد السيسي وكي مون على خطورة استمرار الأوضاع الراهنة، وضرورة وقف كل الإجراءات العسكرية، و«العمل على منع الانزلاق إلى حلقة مفرغة من العنف لن تزيد الأمور إلا اشتعالاً ولن تؤدي سوى إلى إزهاق المزيد من الأرواح»، حسب ما أوردت وكالة أنباء الشرق الأوسط. واتفق الرئيس المصري والمسؤول الأممي الرفيع على ضرورة بذل الجهود مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بما يحقق التهدئة المنشودة للأوضاع، وبما يتيح اتخاذ الإجراءات اللازمة لدعم السكان المدنيين في قطاع غزة.
في السياق ذاته، أدان الأزهر الشريف أمس «الاعتداءات التي يمارسها الاحتلال الغاشم ضد الفلسطينيين»، واصفا إياها بـ«البربرية» و«الوحشية»، مؤكدا أن العرب والمسلمين جميعاً لن يصبروا طويلا على هذه الانتهاكات التي تتنافي مع القيم الإنسانية والقوانين والأعراف الدولية. وطالب الأزهر في بيان له أمس، بوقف كل صور الاعتداء على الفلسطينيين، مؤكداً حق الشعب الفلسطيني في إقامة الدولة ذات السيادة الكاملة على كامل أراضيه وعاصمتها القدس الشرقية



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.