«ليلة نجوم من فلسطين» تنضح بعبق التراث وأصالة الدبكة

على مسرح قرطاج الدولي في دورته الـ54

الفنانة الفلسطينية أمل مرقس خلال الحفل («الشرق الأوسط»)
الفنانة الفلسطينية أمل مرقس خلال الحفل («الشرق الأوسط»)
TT

«ليلة نجوم من فلسطين» تنضح بعبق التراث وأصالة الدبكة

الفنانة الفلسطينية أمل مرقس خلال الحفل («الشرق الأوسط»)
الفنانة الفلسطينية أمل مرقس خلال الحفل («الشرق الأوسط»)

احتضن المسرح الأثري بقرطاج «ليلة نجوم من فلسطين» عرضت خلالها ألوان من الموسيقى الفلسطينية الضاربة في التراث، والموسيقى العربية الرصينة والمؤثرة، استرعت انتباه المتفرجين ونشرت بينهم الأمل الفلسطيني.
وأمنت الفنانة الفلسطينية أمل مرقس الجزء الأول من الحفل، وكانت الإطلالة في الجزء الثاني من السهرة مع الفنان الشاب الصاعد أمير دندن، وترك ظهورهما أثرا إيجابيا بين الجمهور الذي تابع السهرة، وانتشى بالأغاني التراثية المعتمدة على الدبكة الفلسطينية الحاملة لعبق الوطن وشذى الحياة وتأصيل المعاني الإنسانية.
وحمل صوت أمل مرقس الفلسطينية، الأمل في مستقبل الوطن والأحبة، من خلال مجموعة من أشهر أغاني ألبوماتها الغنائية، من بينها «أمل» و«شوق» و«بغني» و«فتح الورد» و«نعنع يا نعنع». وأدت أمل رائعة «على هذه الأرض ما يستحق الحياة» للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، وغنّت للثورة الفلسطينية الملهمة: «ثوروا كتشي غيفارا».
ولم تنس أن تقدم أغاني للحب والحياة والفرح، من بينها «حمام الدار» من التراث الفلسطيني، وهي من الأغاني الشهيرة في حفلات الأعراس الفلسطينية، وتؤدّى هذه الأغنية على إيقاعات الدبكة الفلسطينية، وهو ما نشر الفرح بين الجمهور الذي رقص وغنى، وحاول تقديم عروض معتمدة على الدبكة الفلسطينية، على الرغم من صعوبة تعلم خطواتها.
وقبل العرض قالت أمل مرقس إنها تعرف الجمهور التونسي، من خلال مهرجان المدينة الذي شاركت في حفلاته الغنائية، وهي تتطلع للتحاور من جديد مع جمهور يحسن الاستماع ويقدر الجهد الفني ويفرق بين الغث والسمين. وتغني أمل من أشعار محمود درويش، وتوفيق زياد، وفدوى طوقان، وأحمد فؤاد نجم، وصلاح جاهين، ومثلت رفقة الملحن نزار زريق ثنائياً فنياً ناجحاً.
وخلال الجزء الثاني من السهرة التي احتضنها ركح مهرجان قرطاج الدولي في دورته الـ54، قدم الفنان الفلسطيني الشاب أمير دندن باقة من الأغاني على إيقاعات الدبكة الفلسطينية: «يا طير الطاير»، و«يا بطل»، و«عندك بحرية»، و«ع العين موليتين»، و«وين ع رام الله»، بالإضافة إلى مجموعة من المواويل الفلسطينية. وكان الجمهور الحاضر يردد هذه الأغاني التي يبدو أنه على اطلاع عليها في عصر الاتصالات السريعة، وإمكانية متابعة مختلف الإنتاجات الفنية بسرعة قياسية.
ومثلت السهرة التي أمنتها أمل مرقس وأمير دندن الليلة قبل الماضية، تكاملاً فنياً عميقاً، على الرغم من ظاهر الاختلاف بين ما قدمه الثنائي من أغان، جمع بينها نَفَس المقاومة والمحافظة على التراث الفلسطيني العريق، في مواجهة المحتل الذي يعمل على التخلص من كل أشكال التميز الثقافي والحضاري الفلسطيني.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.