الأحمر واليماني يناقشان دور الدبلوماسية في مواجهة الانقلاب

نائب الرئيس بارك جهود وزير الخارجية لإصلاح البعثات في الخارج

TT

الأحمر واليماني يناقشان دور الدبلوماسية في مواجهة الانقلاب

أثنى نائب الرئيس اليمني الفريق علي محسن الأحمر أمس على الجهود التي يقودها وزير الخارجية في بلاده خالد اليماني لدى الأوساط الدبلوماسية الدولية لجهة شرح موقف الحكومة الشرعية من التطورات السياسية والميدانية والمساعي الأممية الرامية إلى استئناف مفاوضات السلام بين الحكومة والميليشيات الحوثية.
وأفادت مصادر حكومية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» بأن نائب الرئيس اليمني بارك خلال لقائه أمس الوزير اليماني الخطط التي ينوي الأخير تنفيذها على صعيد إصلاح السلك الدبلوماسي اليمني ومحاولة إعادة ترتيب أوضاع البعثات الدبلوماسية اليمنية لدى دول العالم، بما يضمن تفعيل دورها في دعم الجهود الحكومية لاستقطاب الدعم الدولي في مواجهة الانقلاب الحوثي واستعادة مؤسسات الدولة من قبضة الجماعة الانقلابية.
وفي وقت كان الوزير اليماني كثف في الأسبوعين الأخيرين لقاءاته مع سفراء الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن، بمن فيهم سفراء الدول الغربية ومجموعة الـ18 في سياق تحركات اليماني لإيضاح موقف الحكومة الشرعية من تطورات الأوضاع السياسية والميدانية ومساعي السلام.
وبحسب مصادر حكومية يمنية، لقي طرح الوزير اليماني خلال هذه التحركات تفهما كبيرا من قبل الدوائر الدبلوماسية الغربية، بخاصة على صعيد تمسك الشرعية بضرورة استعادة الحديدة ومينائها ومناطق الساحل الغربي من يد الميليشيات الحوثية، سواء عبر التسليم الطوعي وغير المشروط أو عبر العمليات العسكرية المسنودة بقوات تحالف دعم الشرعية.
وذكرت المصادر، أن الوزير اليماني نجح في إقناع الدوائر الدولية بخطر بقاء الميليشيات الحوثية الموالية لإيران على مقربة من خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، كما نجح في إيصال موقف الحكومة الشرعية المساند للمساعي الدولية والأممية الرامية إلى إحلال السلام في بلاده وإعادة الاستقرار إلى المنطقة. وتابعت المصادر أن اليماني أطلع الأحمر على تفاصيل خطته الطامحة لإصلاح وضع البعثات الدبلوماسية اليمنية، بما في ذلك عملية تقليص غير الضروري منها، وتحجيم النفقات، إلى جانب سعيه لاختيار عناصر متمرسة في العمل الدبلوماسي على رأس البعثات، أملا في أن تثمر جهودها في استقطاب دعم المجتمع الدولي للحكومة الشرعية على كافة الصعد وفي مقدمها الجوانب السياسية والاقتصادية.
وفيما يرتكز الموقف الحكومي اليمني على التمسك بالمرجعيات الثلاث، في أي تفاوض مقبل مع الميليشيات الحوثية (المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمني 2216 وبقية القرارات ذات الصلة) تأمل الحكومة أن تؤدي جهود المبعوث الدولي مارتن غريفيث إلى اختراق حقيقي في إقناع الميليشيات الحوثية بالجنوح نحو السلام الحقيقي وإنهاء الانقلاب وتنفيذ القرارات الدولية.
وفي هذا السياق، أفادت المصادر الرسمية اليمنية بأن نائب الرئيس الفريق الركن علي محسن صالح الأحمر اطلع خلال لقائه أمس في الرياض بوزير الخارجية خالد اليماني على الجهود الدبلوماسية المبذولة من قبل قيادة الوزارة والبعثات الدبلوماسية اليمنية في إيصال صوت الشرعية والمواطن اليمني وحشد الرؤى والتوجهات بما يخدم قضية اليمن واليمنيين.
واستمع نائب الرئيس - بحسب ما أوردته وكالة «سبأ» خلال اللقاء باليماني، إلى النتائج الإيجابية للقاءات الأخير مع نظرائه ومع دبلوماسيي الدول الشقيقة والصديقة لليمن، وما تم تأكيده بخصوص الموقف الثابت الرافض للانقلاب والداعم لاستعادة الدولة اليمنية. وامتدح الأحمر - بحسب المصادر الرسمية - «جهود الوزير اليماني ودوره الدبلوماسي الذي كان له أثر ملموس في تأييد الشرعية وإيضاح الصورة الحقيقية للقضية اليمنية».
وفي تصريحات لنائب الرئيس اليمني أثناء لقائه مع وزير الخارجية، أكد أن معضلة بلاده الأساسية تتمثل في «انقلاب جماعة الحوثي المدعومة من إيران على مؤسسات الدولة وإرادة اليمنيين وما ترتب على هذا الانقلاب من تداعيات كبيرة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، علاوة على تهديد دول الجوار اليمني، والملاحة الدولية والممرات المائية والأمن والسلم الدوليين».
وجدد الأحمر، التأكيد على حرص القيادة السياسية لليمن بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي على إحلال السلام الدائم المستند إلى المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي 2216. وكذا دعم الشرعية للجهود التي يبذلها المبعوث الأممي مارتن غريفيث بما يحقق تنفيذ القرار الأممي 2216 ويؤدي إلى إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة.
وأشار نائب الرئيس اليمني إلى أن «المعركة التي يخوضها اليمنيون بدعم أشقائهم في التحالف هي حرب دفاعية اقتضتها ضرورة الموقف ومستوى التهديد الذي تشكله جماعة الحوثي على مرجعيات اليمنيين وأمن اليمن والمنطقة». وطبقا لما أفادت به وكالة «سبأ»، فقد أطلع الوزير اليماني من جهته نائب الرئيس «على الجهود المبذولة في تحسين أداء البعثات الدبلوماسية وترتيب أداء الوزارة بشكل عام، معبرا عن شكره وتقديره لاهتمام نائب الرئيس». وكان غريفيث أطلع مجلس الأمن في إحاطته الأخيرة بأنه يعتزم دعوة الأطراف اليمنية إلى استئناف المفاوضات في السادس من سبتمبر (أيلول) المقبل، حيث من المرجح أن تستضيفها العاصمة السويسرية جنيف لجهة التوافق على الإطار العام للمفاوضات وتقديم بوادر متبادلة لحسن النية تتمثل في إطلاق المعتقلين وتهدئة التصعيد العسكري.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».