دعت منظمة «هيومان رايتس ووتش»، الولايات المتحدة الأميركية، لضمان عدم نقل أي أشخاص يشتبه في أنهم من تنظيم داعش الذين يحتجزهم حلفاء محليون في سوريا إلى لبنان، لافتة إلى أنهم قد يتعرضون للتعذيب أو المحاكمة الجائرة. وكانت معلومات صحافية كشفت أخيراً تسليم واشنطن 8 معتقلين لبنانيين أوقفتهم «قوات سوريا الديمقراطية» في شمال سوريا إلى جهاز المخابرات في الجيش اللبناني.
وسارع وزير العدل سليم جريصاتي لتأكيد أن «القضاء اللبناني واكب عملية تسليم الدواعش الثمانية بكل مراحلها»، لافتاً إلى أن «محاكمتهم في لبنان هي ضمانة لهم والتحقيق معهم في القضاء العسكري يجري بإشراف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس».
وأعلن الجيش اللبناني، في بيان، الأسبوع الماضي، أن «مديرية المخابرات أحالت على القضاء المختص 8 موقوفين لبنانيين، ينتمون إلى تنظيم داعش قاتلوا ضمن صفوفه في سوريا والعراق، وقد أوقفوا وسلموا إلى مديرية المخابرات بالتعاون مع الأجهزة الأمنية الصديقة، وذلك في إطار التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، وبالتنسيق مع السلطات القضائية اللبنانية المختصة».
وقال نديم حوري، مدير برنامج الإرهاب ومكافحة الإرهاب في «هيومان رايتس ووتش»، إن «على الولايات المتحدة أن تُنشئ آلية شفافة بضمانات قوية لعدم نقل أي مشتبه فيه من داعش إلى بلد يتعرض فيه لخطر التعذيب أو المحاكمة الجائرة»، معتبراً أن «نقل المعتقلين بسرية تامة دون الحماية القانونية الأساسية يؤدي إلى سوء المعاملة».
وأكد البيان الصادر عن المنظمة أن ليس لديها أي معلومات عن معاملة الرجال الثمانية المحتجزين في لبنان، لافتاً إلى أنه «سبق لها ولمنظمات حقوق الإنسان اللبنانية أن وثقت تقارير ذات مصداقية عن التعذيب في لبنان بشكل روتيني، شمل ذلك مخابرات الجيش، ما أدى في بعض الحالات إلى وفاة المعتقلين». واعتبر البيان أن السلطات «تقاعست عن التحقيق كما يجب في مزاعم التعذيب والمعاملة السيئة من قبل أجهزة الأمن، ولا تزال المساءلة عن التعذيب أثناء الاحتجاز بعيدة المنال».
وأشارت «هيومان رايتس ووتش» إلى أن الولايات المتحدة ساعدت «قوات سوريا الديمقراطية»، في شمال سوريا، في اعتقال مئات المشتبه فيهم الأجانب من «داعش»، لافتة إلى أنه «لم تسعَ أي دولة لاستعادة مواطنيها، وبدأت الولايات المتحدة، التي تشعر بالقلق من عدم الاستقرار في شمال سوريا، في إعادة المقاتلين المشتبه فيهم إلى بلدانهم الأصلية، (وفق ما نقلته صحيفة «وول ستريت جورنال» في 19 يوليو/ تموز عن أحد مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية البارزين)». وأضافت الصحيفة على لسان المسؤول أنه قد أعيد نحو 20 رجلاً بينما «كان نحو 100 رجل في طريقهم إلى بلدانهم».
وقال حوري: «خرجت عمليات نقل عناصر داعش المشتبه فيهم من قبل الولايات المتحدة إلى لبنان إلى العلن بفضل الصحافة اللبنانية النابضة. لا يوجد حل سهل للتعامل مع هذه القضايا وفظائع داعش، ولكن من دون إجراءات شفافة تسمح للمشتبه فيهم بإثارة المخاوف حول التعذيب، ومن دون الوضوح بشأن سياسة الاعتقال الأميركية في شمال سوريا، هناك خطر من أن تضاف جرائم جديدة إلى تلك القديمة».
«هيومان رايتس» تثير جدلاً حول محاكمة 8 «دواعش» لبنانيين
«هيومان رايتس» تثير جدلاً حول محاكمة 8 «دواعش» لبنانيين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة