معرض ساحر عن أفريقيا والشرق البعيد في متحف شيراك

الباريسيون يسافرون إلى حواري القاهرة على جناح الرسم

قافلة من تصوير كلود جيرمان
قافلة من تصوير كلود جيرمان
TT

معرض ساحر عن أفريقيا والشرق البعيد في متحف شيراك

قافلة من تصوير كلود جيرمان
قافلة من تصوير كلود جيرمان

أطلقوا على هذا المتحف اسم «رصيف برانلي»، نسبةً إلى موقعه على نهر السين وسط العاصمة الفرنسية. لكنّ الباريسيين يسمونه متحف جاك شيراك، عاشق الفنون البدائية والذي يعود له الفضل في إنشائه. كان الرئيس الأسبق معروفاً بولعه بفنون الحضارات الآسيوية والأفريقية. وقد امتلك مجموعة مميزة من المنحوتات الخشبية والبرونزية التي انتقاها من المزادات ودكاكين الأنتيكا ومن أسفاره في بلاد العالم. وها هو المتحف القريب من برج «إيفل» يقدم لزائريه معرضاً جديداً بعنوان «رسوم بعيدة»، يضم نحو 200 لوحة ومحفورة، من مجموع 500 عمل تستقر في مخازنه. وتعود هذه المعروضات إلى فترة ما بين القرنين الثامن عشر وأوائل العشرين.
قيمة المعرض أنه يتيح الاطلاع على مجموعة من الأعمال الفنية التي تكاد تكون مجهولة ولم يسبق عرضها بشكل واسع. وفيه تتجاور لوحة الجارية العائدة لآنج تيسسيه مع وجوه الهنود الأميركيين التي رسمها جورج كاتلان. ولا بد للزائر العربي أن يتوقف عند تلك الرسوم التي تصور الحياة اليومية القديمة في القاهرة، من توقيع إميل برنار، أو اللوحات الجميلة لقوافل الصحراء العربية وحدائق الشرق، مروراً بتلاوين أخاذة لنساء تاهيتي نفّذها ماتيس أو غوغان.
لا تقتصر أهمية المعرض على ما يتضمنه من أعمال فنية بل تمتد إلى توثيق الروابط التاريخية التي جمعت أوروبا مع «الآخر» ومع «الأمكنة النائية». وفيه يمكن للزائر أن يتابع تطور نظرة الفنان الغربي إلى المجتمعات الشرقية في القرنين الماضيين، وهي فترة حرجة نظراً إلى الماضي الكولونيالي الذي قسم الشعوب إلى فريقين: مستعمر، بفتح الميم الثانية، ومستعمر، بكسر الميم. فاللوحات مرآة عاكسة للتاريخ وللواقع السياسي، والنظرة الإكزوتيكية، وحتى الشبقة، تبدو جلية في الرسوم المبكرة، ثم تأخذ اهتماماً أوسع بالطبيعة والجوانب الفنية للظل والضوء وألوان النبات والرمال، خصوصاً في المراحل المتأخرة وبدايات القرن العشرين. إن شمس تلك البلاد كانت بمثابة الترف الذي اجتذب أعين الرسامين الباحثة عن التضاد اللوني والمشاهد الحارة. ويمكن للمشاهد أن يلمس في لوحات الفنانين الفرنسيين ذلك الانبهار الذي تراوح ما بين الفنتازيا والميل إلى النهل من الطبيعة، وما بين التوثيق وبين إطلاق العنان للخيال. لكن مهما ظل الفن مترفعاً فإن من السذاجة إغفال المغزى السياسي لبعض الأعمال.
يستمر المعرض حتى أوائل العام المقبل.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.